من المنتظر أن يتم في الأيام المقبلة إنشاء محطات نقل جديدة بالمقاطعة الإدارية علي منجلي بقسنطينة في إجراء يهدف إلى تلبية احتياجات المواطنين والتخفيف من أزمة النقل التي ظهرت مؤخرا، إذ سيتم خلق خطوط داخلية وخارجية جديدة، فيما وجهت استدعاءات لأصحاب المحلات الذين أجروا توسعات دون تراخيص في حين سيتم هدم أي توسع شيد فوق الرصيف، مع إلزام كل المحلات بوضع واجهات موحدة لتحسين المنظر الجمالي للمدينة. وأفاد مندوب المندوبية علي منجلي 1، عزيز بشيري، بأنه قد تم توجيه 70 استدعاء إلى أصحاب محلات بالوحدة الجوارية 5 استغلوا مساحات محاذية لمحلاتهم بشكل غير قانوني، حيث سيتم إلزامهم بتسديد مستحقات الاستغلال بشكل سنوي مع دفع ديون الاستغلال السابقة، أما في حال الوقوف على الاعتداء على الرصيف فإن مصير هذه التوسعات سيكون الهدم الفوري، مبرزا أن عمليات الهدم قد انطلقت منذ أسابيع وستتواصل إلى غاية القضاء على كل هذه التجاوزات التي شوهت المدينة، كما أن الإجراء يشمل مختلف الأحياء. ولفت المتحدث، إلى أن حملات استرجاع ومنع الاعتداء على الفضاء العام ستبقى متواصلة، فقد تم هدم المئات من التوسعات بالطوابق السفلية وكذا إزالة الأسيجة المحيطة بالمساحات الخضراء، مشيرا إلى أن العملية ستمس كل الوحدات الجوارية دون استثناء مع العمل على منع أي تجاوزات مستقبلا، علما أن السلطات المحلية قد أزالت مؤخرا العشرات من التوسعات بكل من الوحدات الجوارية 7 و 8 و 1 فضلا عن الوحدتين 19 و 5. وتابع المنتخب، أن السلطات المحلية تلقت مراسلة من أجل توحيد الواجهات والأطناف الخاصة بالمحلات التجارية، حيث سيتم إعداد النموذج ومن ثمة إجبار التجار على وضعه حفاظا على المنظر الجمالي إذ لا يعقل، وفق المتحدث، أن تظل هذه المدينة التجارية في مثل هذا الوضع العشوائي، كما أكد أن المصالح التقنية ستقوم بعمل استباقي لمنع أي تجاوزات عمرانية مجددا. وتجاوز الاعتداء على الفضاء العام بعلي منجلي حدود المعقول، حيث أضحت المدينة مميزة بالتوسعات العشوائية على حساب الأرصفة والمساحات المشتركة، وظهرت توسعات تفوق مساحاتها المحل الأصلي وتزايدت حدة المشكلة في السنوات الأخيرة بعد أن تحولت المدينة إلى منطقة استقطاب تجاري، لتشرع السلطات مؤخرا ولو أن ذلك يتم باحتشام إلى الآن، في محاربة الظاهرة بهدم المئات من التوسعات. وفيما يخص مشكلة النقل، التي أصبحت تؤرق سكان علي منجلي مؤخرا، لاسيما على مستوى الخطوط الداخلية، فقد ذكر المتحدث أن المدينة أصبحت نموذجية في هذا المجال حيث تم إنجاز الترامواي الذي أنهى معاناة العشرات من الآلاف بشكل يومي، في حين تتوفر على محطات سيارات أجرة وعدد معتبر من الحافلات، لكنه أكد تسجيل نقص في الفترة الأخيرة بسبب التزايد الكبير في عدد السكان، فضلا عن التوسع العمراني. وأكد المتحدث، أن لجنة مشتركة مكونة من مديرية النقل والبلدية والولاية المنتدبة وكذا مصالح الأمن، قد أجرت خرجة ميدانية وستقوم بأخرى بحر هذا الأسبوع، بهدف إنشاء العشرات من محطات توقف الحافلات والسيارات الجديدة، إذ تم تعيين النقاط في انتظار إعداد القرارات الإدارية، مشيرا إلى أن هذا الإجراء سيمكن من خلق خطوط نقل داخلية لاسيما نحو التوسعتين الغربية والجنوبية فضلا عن أحياء أخرى، بالإضافة إلى خطوط خارجية نحو قسنطينة والخروب وعين سمارة، وهو ما من شأنه أن يحسن من الخدمات وينقص من حدة النشاط الموازي. وتسجل علي منجلي في الأشهر الأخيرة، حالة كبرى من فوضى النقل داخل المدينة، حيث أصبحت سيارات الفرود أمرا واقعا في ظل انعدام شبه كلي لسيارات الأجرة، حيث يعمل سائقوها فقط بنظام "الكورسة"، ضف إلى ذلك قلة أعدادها، ما جعل سيارات "الكولنديستان" بديلا حتميا لنقل المواطنين إلى مختلف الوحدات الجوارية، وذلك بالنظر إلى التسعيرات المناسبة لمختلف الطبقات في حين تشكلت محطات شبه نظامية عبر مختلف الأحياء. أما سيارات الأجرة، التي تعمل على الخطوط الخارجية، فأصحابها يتوقفون عن النشاط في أوقات الذروة ويمتنعون عن نقل المسافرين تحت مبرر الاختناق المروي، لكنهم في نفس الوقت يفرضون تسعيرات مرتفعة للنقل بنظام "الكورسة"، لتكون النتيجة مشاهد من الطوابير والتدافع، فضلا عن تشكل ضغط كبير على الترامواي الذي يسير في مختلف رحلاته ممتلئا عن آخره.