اكتسى أمس، بهو متحف الفنون والتعبير الثقافية قصر الحاج أحمد باي بقسنطينة حلة فلسطينية، تنوعت بين أزياء وألبسة تقليدية، ولوحات فنية فضلا عن تخصيص أجنحة للتعريف بالمعالم الأثرية وأروقة لعرض لوحات فنية تعبر عن الهوية وتترجم تضحيات الشعب الفلسطيني للحفاظ على أرضه وحماية تراثه من مختلف أشكال السطو الممنهج. نظم قصر الحاج أحمد باي في إطار فعاليات شهر التراث الثقافي، معرضا "حول التراث الثقافي الفلسطيني"، تحت شعار " إدارة المخاطر في ظل الأزمات والكوارث الطبيعية"، بالتنسيق مع الاتحاد العام لطلبة فلسطين ورابطة الجالية الفلسطينية في الجزائر، حيث عرض مشاركون لوحات فنية تعبر عن تضحيات الفلسطينيين واستماتتهم لصد العدو الصهيوني، وتروج للموروث المادي واللامادي، فيما خصصت أجنحة للتعريف بالأطباق التقليدية، كالمسخن و الدوالي و الفلافل ومناقيش زعتر، وقدمها طلبة جامعيون إلى جانب الحلويات التقليدية، وقد عبر عاصف تميم، مسؤول الجالية الفلسطينية بقسنطينة، عن امتنانه لإتاحة الفرصة للطلبة للتعبير عن انتمائهم، وتخصيص معرض للتراث الفلسطيني، فيما أبدى زوار من بينهم أجانب انبهارهم بالمعروضات. وقد تجلت خصوصية اللباس التقليدي لكل منطقة فلسطينية، في جناح للأزياء، و قدم القائمون عليه شرحا مفصلا للثوب الفلسطيني الذي تشتهر به منطقة يافا، و الخاص بالعروس، مع الإشارة إلى أنه كان في الماضي ثوب الصيف في المنطقة، ثم اعتمد كثوب للعروس، حسب ما أوضحته مديرة القصر مريم قبايلية، التي أجرت دراسة مفصلة في هذا الجانب كما قدمت صورا لثوب الحناء الذي كان يسمى بثوب الشتاء، وثوب الجلاية الذي يمتاز بالتطريز الكثيف والمصنوع من قماش الكتان الكحلي السميك، يلبس تحته السروال المطرز و تشتهر بارتدائه سيدات الجليل فيما يمتاز ثوب العروس في حيفا بالتطريز الخفيف. ثراء سجل الأزياء التقليدية عكسته صور مرفقة ببطاقة تقنية في المعرض، لثوب الكرمزوت لمنطقة اللد، والثوب الرومي لمدينة الرملة والثوب الأبيض الذي تشتهر به مدينة رام الله، ومن الأزياء المثقلة بالرمزية ثوب يسمى بجلاية رام الله البيرة، المطرزة بالأشكال الهندسية التقليدية، والعباءة الفلسطينية، وقد خطف البرنوس الجزائري المطرز بطرز فلسطيني الأنظار في المعرض، لما يحمله من رمزية تعبر عن روح التضامن و الانصهار بين الشعبين. وتعد المعالم من الآثار الشاهدة على عراقة الدولة الفلسطينية، والتي تتعرض اليوم لاعتداء متعمد لطمس الهوية، ويعتبر المسجد من أكبر مساجد العالم، يقع داخل البلدة القديمة بالقدس ويشمل المعلم الديني قبة الصخرة والمسجد القبلي والمصلى المرواني، ومعالم أخرى يصل عددها إلى 200، ثم تأتي كنيسة القيامة وكنيسة المهد الواقعة ببيت لحم وهي مسقط رأس يسوع المسيح، وهي مصنفة ضمن التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو في لوائح سنة 2012، وقد وضعت قبل سنوات في الخانة الحمراء ضمن قائمة المعالم المهددة بالخطر، لتخضع بعدها لترميمات دقيقة. وجاءت في المعرض إشارة إلى المسجد الإبراهيمي الشريف، الذي يعد رابع الأماكن المقدسة عند المسلمين، وأقدم بناء مقدس تعرض للتقسيم، وصنف على أنه مكان يهودي قبل أن تصدر منظمة اليونيسكو بيانا لتصنفه كتراث إسلامي لا علاقة له بالديانة اليهودية، حيث تطرقت مديرة القصر لأشكال الاعتداءات التي تطال المعالم الدينية والأثرية بفلسطين، فيما أبدع فنانون تشكيليون جزائريون في رسم لوحات فنية تبرز معالم الخريطة الفلسطينية، و زينت أغصان شجرة الزيتون زوايا البهو، لما تحمله من دلالات ولارتباطها بالأراضي الفلسطينية و كونها رمزا للقومية. وقال جهاد مرعي، رئيس الاتحاد الطلابي الفلسطيني، أحد المنظمين للمعرض، بأن الطلبة الفلسطينيين يسعون للترويج والحفاظ على موروثهم الثقافي الذي يتعرض لهجمة شرسة لا تقل همجية أو عدوانية عما يتعرض له الفلسطينيون من حرب إبادة جماعية، ففي الفترة الأخيرة عمد الاحتلال الصهيوني لسرقة التراث والهوية الفلسطينية. وشكر الطالب، الدولة الجزائرية على اهتمامها بالجانب الثقافي الفلسطيني ورعايتها للقضية ودفاع الدائم عن الشعب الفلسطيني وأرضه.