تفكيك شبكة دولية تهرب أنابيب النفط من مركب الحجار و تصدرها إلى فرنسا و تركيا فتحت مصالح الأمن بولاية عنابة نهاية الأسبوع المنقضي تحقيقات ميدانية معمقة في قضية شبكات سرقة الأنابيب و كذا عصابات المتاجرة بالنفايات الحديدية، خاصة على مستوى إقليم دائرة الحجار، لأن مركب “ أرسيلور ميطال “ يبقى المستهدف الأبرز على الصعيد الوطني في تعاملات “ مافيا النفايات الحديدية “، التي تقدم على إبرام صفقات مع متعاملين أجانب من فرنسا و تركيا، حيث كشفت مصادر جد موثوقة للنصر أن التحريات الجارية حاليا على مستوى إقليم ولاية عنابة جاء بعد نجاح وحدات الدرك الوطني في منتصف الأسبوع الفارط في وضع حد لنشاط عصابة دولية متخصصة في سرقة الأنابيب المنتجة على مستوى مركب الحجار و تهريبها إلى الخارج بطرق غير قانونية، و هي الأنابيب الخاصة بنقل المواد النفطية، و تستعملها مؤسسة سوناطراك في مشاريعها بالجنوب الجزائري. و إستنادا إلى ذات المصدر فإن التحقيقات الميدانية المعمقة التي كانت وحدات الدرك الوطني قد قامت بها على مستوى بعض ولايات الجنوب مكنت من كشف أمر واحدة من أخطر شبكات سرقة أنابيب النفط، و التي يمتد نشاطها من عنابة إلى ولايات الجنوب خاصة ورقلة، إيليزي و غرداية، و منها إلى فرنسا و تركيا، حيث سمحت التحريات باكتشاف وثائق محاسبية تتعلق بتصدير الأنابيب على اساس أنها نفايات حديدية إلى شركات من تركيا ومن فرنسا بلغ وزنها 1200 طن، و هي صفقات كان بعض المتعاملين الجزائريين قد أبرموا في السنوات الماضية.،كما أن التحقيقات المعمقة أظهرت بأن الشبكة تتشكل من 8 عناصر، ينحدرون من ولايات بسكرة، غرداية و ورقلة، سمح التحقيق معهم من إكتشاف ورشات مخصصة لتخزين الأنابيب المسروقة، بعد تحويلها من عنابة، مع النجاح في إسترجاع كمية من الأنابيب و النفايات الحديدية. و حسب نفس المصادر فإن إنكشاف أمر الشبكة بولايات الجنوب دفع بوحدات الدرك الوطني التابعة للمجموعة الولائية بعنابة، و حتى بالولايات المجاورة إلى التكثيف من نشاطها الرقابي على شاحنات تحويل النفايات الحديدية سواء من مركب “ أرسيلور ميطال “ أو من الورشات السرية التي تنتشر في محيط المركب، و هو الأمر الذي تجسد بنجاح وحدات الدرك الوطني بقالمة في إفشال ثلاث محاولات لتهريب النفايات الحديدية و الأنابيب و لفائف البناء في ظرف أسبوع واحد، و هي العمليات التي تمت جميعها على مستوى الطريق الوطني رقم 16 في محوره الرابط بين عنابة و سوق أهراس، لأن الشاحنات كانت متوجهة إلى ولاية تبسة، و منها إلى الجنوب الجزائري ، عبر المحور العابر لبئر العاتر و وادي سوف، حيث تمكنت وحدات الدرك من إسترجاع نحو 80 طنا من النفايات الحديدية، مع توقيف خمسة أشخاص أحيلوا على التحقيق، و قد أظهرت التحريات الأولية بأنهم ينشطون في مجال تهريب النفايات الحديدية من الحجار إلى ولايات الجنوب، على أن تتكفل عناصر أخرى من الشبكة بإبرام صفقات تهريبه إلى تركيا و فرنسا. للإشارة فإن نشاط تهريب أنابيب النفط طفا على السطح من جديد بعد معاناة عمال وحدة الإنتاج التابعة لمركب أرسيلور ميطال، على خلفية كساد الإنتاج، و بقاء آلاف الأطنان مكدسة في المخازن، بسبب وقف مؤسسة سوناطراك لتعاملاتها التجارية مع مركب الحجار.