التحقيقات امتدت إلى ولايات الجنوب كشفت التحريات التي قامت بها وحدات الدرك الوطني بعنابة في قضية الشبكة المتخصصة في تهريب النحاس والنفايات الحديدية التي أطيح بها في ولاية قالمة وتطرقت «البلاد» إلى تفاصيلها عن تورط أطراف دولية من فرنسا وتركيا في سرقة أنابيب النفط الجزائرية عن طريق إبرام صفقات مشبوهة لتهريب تلك الأنابيب من ولايات عنابة وورڤلة وإليزي وغرداية باتجاه شركة خاصة مقرها في باريس وعبرها إلى بقية الدول الأوروبية. وحسب مصادر «البلاد» فإن مصالح الدرك قد وضعت أيديها على وثائق ومستندات مالية وبنكية تكشف تصدير أطنان من الأنابيب على أساس أنها نفايات حديدية. وتحوم شبهات حول تورط رؤوس كبيرة من مركب أرسيلور ميتال للحديد والصلب بعنابة وفروعه بتبسة، في هذه القضية. وسمحت التحريات باكتشاف وثائق محاسبية تتعلق بتصدير الأنابيب على أساس أنها نفايات حديدية إلى شركات من تركيا ومن فرنسا بلغ وزنها 1200 طن، وهي صفقات كان بعض المتعاملين الجزائريين قد أبرموا في السنوات الماضية. كما أن التحقيقات المعمقة أظهرت أن الشبكة تتشكل من 8 عناصر ينحدرون من ولايات بسكرة، غرداية وورڤلة، سمح التحقيق معهم من اكتشاف ورشات مخصصة لتخزين الأنابيب المسروقة، بعد تحويلها من عنابة، مع النجاح في استرجاع كمية من الأنابيب والنفايات الحديدية. وحسب المصادر نفسه فإن انكشاف أمر الشبكة بولايات الجنوب دفع بوحدات الدرك الوطني التابعة للمجموعة الولائية بعنابة، وحتى من الولايات المجاورة، إلى تكثيف نشاطها الرقابي على شاحنات تحويل النفايات الحديدية سواء من مركب «أرسيلور ميتال» أو من الورشات السرية التي تنتشر في محيط المركب. وكانت وحدات البحث والتحري التابعة لدرك ولاية ڤالمة بالتنسيق مع المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بعنابة قد أفشلت أكبر عملية تهريب بالشرق بوضع يدها على أزيد من 80 طنا من النفايات الحديدية والخردوات كان أفراد شبكة جهوية يعتزمون تحويلها بطريقة غير شرعية من ولاية عنابة نحو بلدية أقبو في ولاية بجاية. فيما نجحت عناصر أمنية أخرى في إحباط عدة محاولات لتهريب النفايات الحديدية بولايات الجهة الشرقية للوطن، تجاوزت 60 ألف طن منذ مطلع السنة الجارية. وهي العمليات التي تمت على مستوى الطريق الوطني رقم 16 في محوره الرابط بين عنابة وسوق أهراس، لأن الشاحنات كانت متوجهة إلى ولاية تبسة ومنها إلى الجنوب الجزائري، عبر المحور العابر لبئر العاتر ووادي سوف، حيث تمكنت وحدات الدرك من استرجاع 80 طنا من النفايات الحديدية، مع توقيف خمسة أشخاص أحيلوا على التحقيق.