إندلاع مناوشات بين جناحين من عمال مركب الحجار أمام مقر الفرع النقابي عرف مركب أرسيلور ميطال بالحجار صبيحة أمس الأحد تجدّد المواجهات بين عمال محسوبين على الأمين العام للفرع النقابي إسماعيل قوادرية، وآخرين من صف الأمين السابق للنقابة عيسى منادي، وذلك تزامنا مع التحاق منادي بالمركب لأول مرة منذ نحو 4 سنوات، لأنه وبعد نهاية عهدته البرلمانية وكذا استقالته الرسمية من رئاسة إتحاد عنابة التحق أمس بمركب الحجار من أجل تسوية وضعيته الإدارية بغرض استعمال الوثائق المتعلقة بملف التقاعد، لكن هذه العودة أخذت بعدا مغايرا حيث تطورت الأحداث إثر تجمهر عشرات العمال أمام البوابة الرئيسية لمقر الفرع النقابي داخل المركب عندما قرر منادي زيارة المكان الذي قضى فيه سنوات طويلة، مما أدى إلى نشوب مناوشات كلامية بين المحسوبين على جناح منادي ونظرائهم من جناح قوادرية مع تسجيل تراشق بالتهم بين مختلف الأطراف من دون أن تبلغ الأمور حد الاعتداءات الجسدية، حيث أقدم المحسوبون على الفرع النقابي الحالي على غلق أبواب مقر النقابة لمنع الطرف الآخر من الدخول في الوقت الذي ظلّ فيه منادي وجماعته معتصمين أمام الباب الرئيسي لمقر الفرع النقابي لنحو نصف ساعة من الزمن. هذا وقد أكدت مصادر موثوقة للنصر بأن منادي كان قد وصل إلى مركب أرسيلور ميطال في حدود الساعة العاشرة من صبيحة أمس وتوجه إلى وحدة إنتاج اللفائف الحديدية، أين تزاول شركة مناولة تابعة لأحد أبنائه نشاطها، ليرافقه إثرها عشرات العمّال من المحسوبين على جناحه أثناء الزيارة التي قادته إلى مقر المديرية العامة كونه يعتزم إعداد ملف التقاعد، لكن تعريج منادي على مقر الفرع النقابي فجّر غليان جماعة قوادرية التي سارعت إلى غلق بوابة المقر والتجمع غير بعيد عنه، الأمر الذي تسبب في نشوب مناوشات كلامية حادة بين المجموعتين، طغت عليها لعبة تبادل التهم في فضائح التسيير، وإبرام صفقات مشبوهة مع أصحاب شركات المناولة، والشريك الأجنبي في أسهم المؤسسة وهو السيناريو الذي كان نسخة طبق الأصل لذلك الذي وقع بين الجناحين في صائفة 2009 بعد الخلافات التي طفت على السطح في الفرع النقابي. و حسب ذات المصادر، فإن جناح منادي أصبح يطالب بإسقاط أسماء عمال الفرن العالي رقم 2 من قوائم المستفيدين من الزيادة في الأجور التي اعتمدتها المديرية العامة منذ بداية شهر أفريل المنصرم، سيما وأنها قامت بتجميد طلبات العمّال الذين يزاولون نشاطهم على مستوى معظم الورشات الأخرى خاصة منهم التابعين لجناح منادي، وهو الأمر الذي دفعهم إلى المطالبة برحيل الأمين العام الحالي لنقابة أرسيلور ميطال إسماعيل قوادرية، على خلفية إقصائهم من الامتيازات التي استفاد منها باقي العمال، مقابل إقدامهم على الإشادة بمنادي والمواقف التي كان قد اتخذها خلال الفترة التي قضاها على رأس نقابة المركب. وقد اتصلت “النصر” ظهيرة أمس بالأمين العام للنقابة إسماعيل قوادرية الذي لم يتردد في التأكيد أن المناوشات التي اندلعت بين مجموعتين من العمال تعني حدوث انقسام في الكتلة العمالية لمركب الحجار، لأن المحسوبين على جناح منادي لا يتجاوزون على حد تصريحه 30 شخصا، غالبيتهم من مستخدمي شركات المناولة، مضيفا بأن أعضاء الفرع النقابي لم يبادروا إلى الرد على تهجمات جماعة منادي لتجنب اندلاع شجار بين الطرفين، لأن زيارة منادي إلى المركب كانت من أجل استخراج وثائق إدارية وليس الإطلاع على الورشات الإنتاجية وكذا نشاط الفرع النقابي. وخلص قوادرية إلى القول بأن الفرع النقابي أعد تقريرا مفصلا عن الأحداث التي شهدها المركب أمس، وأرسل نسخا منه إلى كل من المديرية العامة لأرسيلور ميطال والسلطات المحلية لولاية عنابة وكذا المركزية النقابية ووحدات الأمن بالولاية، مؤكدا بأنه يعتزم اللجوء إلى العدالة في حال تكرّر مثل هذه الأحداث. وقد حاولنا الاتصال بمنادي لمعرفة موقفه إلا أن هاتفه ظل مغلقا، رغم أن أطرافا جد مقربة منه أكدت بأنه تبرأ من التهم الموجهة إليه، وأوضح بأنه قصد المركب بنية تسوية وضعيته تحسبا لملف التقاعد، معتبرا ما قام به العمال رد فعل عفوي على تصرفات الفرع النقابي الحالي تجاههم، دون أن تكون له نية العودة إلى الفرع النقابي لأرسيلور ميطال.