دخول موفق لعرب القارة وإنجاز تاريخي لإفريقيا الوسطى عرفت مباريات الجولة الأولى تألق المنتخبات العربية بشكل ملفت للانتباه، حيث أن السداسي الذي حمل راية تمثيل الكرة العربية دشن رحلته بنتائج جد إيجابية. فقد نجحت أربعة منتخبات في استغلال أفضلية الأرض لتدشين غمار التصفيات بإنتصارات ثمينة من الناحية المعنوية، على غرار المنتخب الوطني الذي زرع بذرة الأمل في قلوب ملايين الجزائريين بإعادة “سيناريو 2009” بفضل الانتصار العريض على حساب الضيف الرواندي، ما زاد من تفاؤل الجزائريين بالقدرة على ضمان الحضور في البرازيل، على إعتبار أن منتخب مالي المنافس الأكبر للخضر تعثر في هذه الجولة و إنهزم في كوتونو أمام منتخب البينين . إلى ذلك فإن المنتخب التونسي تمكن بدوره من تدشين المشوار بفوز أمام منتخب غينيا الاستوائية، وكذلك الحال بالنسبة للمنتخب المصري الفائز بصعوبة كبيرة على الموزمبيق ، فالمنتخب التونسي يتقاسم صدارة المجموعة الثانية مع سيراليون الفائزة على جزر الرأس الأخضر، بينما يحتل الفراعنة صدارة الفوج السابع مناصفة مع غينيا التي تبقى المنتخب الوحيد الذي نجح في تحقيق انتصار خارج القواعد ، بفوزهم في هراري على حساب المنتخب الزيمبابوي، وهي نتيجة كفيلة بفرض ضغط كبير على المنتخب المصري في باقي التصفيات. من جهته كان المنتخب السوداني في مستوى الحدث و حقق فوزا مستحقا على حساب بطل إفريقيا منتخب زامبيا ، الأمر الذي أكد نوايا صقور الجديان في تحقيق الحلم و التأهل لأول مرة في التاريخ إلى المونديال، رغم أن المهمة ليست سهلة بالتواجد في نفس المجموعة مع المنتخب الغاني الذي ظفر ب” سعفة الأسبوع “، لدخوله غمار التصفيات بالسرعة القصوى. على صعيد آخر فقد كانت خرجة ليبيا والمغرب موفقة، خاصة بالنسبة لمنتخب الجماهيرية الذي تعادل مع المنتخب الطوغولي، في الوقت الذي عاد المغرب بتعادل من غامبيا فجر موجة من الغضب في الأوساط الكروية بالمملكة، لأن الإكتفاء بنقطة في بانجول ليس الزاد الذي يوحي بقدرة أسود الأطلس على مقارعة الفيل الإيفواري في صراع ثنائي على تذكرة التأهل، لأن منتخب كوت ديفوار حقق الأهم بفوزه على تانزانيا بثنائية، في إنتظار موقعة السبت القادم بمراكش و التي من شأنها أن توضح الرؤية أكثر في حسابات الفوج الثالث. أما بخصوص باقي المقابلات فإن أبرز مفاجأة كانت من صنع المنتخب الإثيوبي الذي تمكن من العودة بنقطة التعادل من جنوب إفريقيا، وهي نتيجة خدمت أكثر منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى الذي دخل التاريخ بتحقيقه أول انتصار في تاريخ تصفيات المونديال، و كان ذلك على حساب بوتسوانا، الأمر الذي سمح للمهاجم فوكسي بتدوين إسمه في سجل الفيفا، كونه موقع الثنائية. بالموازاة مع ذلك فإن كبار القارة حققوا الأهم و دشنوا السباق إلى البرازيل بإنتصارات كانت في غاية الصعوبة، كما هو الشأن بالنسبة للمنتخب الكاميروني الذي عانى الأمرين أمام جمهورية الكونغو الديمقراطية، و نيجيريا التي فازت بشق الأنفس على ناميبيا بهدف وحيد، بينما انتظر السنغاليون المرحلة الثانية من مباراة منتخبهم ضد ليبيريا لحسم الأمور، مقابل إحتفاظ المجموعة الخامسة بكامل أسرارها، بعد إكتفاء منتخباتها الأربعة بنقطة يتيمة. صالح فرطاس