"هناك مؤامرة ضد الأفافاس ورئيسه آيت أحمد" أوضح علي العسكري السكرتير الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية إن الحملة التي يتعرض لها الحزب منذ قرار مشاركته في الانتخابات التشريعية الأخيرة لها هدف واحد هو إما السيطرة على الحزب أو تدميره في حال الفشل في تحقيق هذا الهدف، وهي تستهدف قيادة الحزب ورئيسه حسين آيت أحمد أيضا، وانتقد بشدة القيادات السابقة التي خرجت للمعارضة في الأيام الأخيرة متحديا إياهم أن يواجهوا المناضلين من جديد. دافع علي العسكري السكرتير الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية بشدة عن خيار مشاركة حزبه في الانتخابات التشريعية الأخيرة، وهو الخيار الذي فجر موجة معارضة قوية داخل الحزب، وقال في كلمة له عند افتتاح أشغال دورة المجلس الوطني أمس بالعاصمة أن قرار المشاركة هذا سيادي اتخذ قبل أربعة أشهر بأغلبية أعضاء المجلس الوطني وبموافقة رئيس الحزب. ثم عاد المتحدث ببعض التفاصيل للحملة التي تستهدف الحزب منذ قرار المشاركة التكتيكية في الانتخابات التشريعية فقال أنها حملة من داخل وخارج الحزب قامت بها جرائد وقنوات فضائية، ولكن للآسف قام بها أيضا مسؤولون سابقون في الحزب، وستتضح مع توالي الأحداث والزمن أهداف هذه الحملة، داعيا أعضاء المجلس الوطني لاستقراء الأبعاد الحقيقية لها. وقال السكرتير الوطني الأول للأففاس في هذا السياق أنه بقياس مدة ديمومة الحملة ضد حزبه، وسعتها وحجم المتورطين فيها والمجندين فإن الهدف الرئيس لها ليس القرار السياسي للحزب، لأن قرار المشاركة في الانتخابات التشريعية اتخذ بأغلبية أعضاء المجلس الوطني وبموافقة رئيس الحزب حسين آيت احمد، لكن الهدف الرئيس للحملة- برأي المتحدث -تجلى في خيارين متناقضين، إما السيطرة على الحزب واستعماله، أو تدميره في حال الفشل في تحقيق الخيار الأول، ليخلص إلى أن قيادة الحزب مستهدفة في المقام الأول والرئيس أيضا غير مستبعد من الحملة. وانتقد علي العسكري في نفس الاتجاه بشدة القيادات السابقة للحزب التي خرجت قبل ثلاثة أيام ببيان أدانت فيه قرار المشاركة في الانتخابات التشريعية، واعتبرت أن الحزب وضع بذلك بين أيدي السلطة ودعت المناضلين إلى العمل لإنقاذه، ولهم قال العسكري" بالنسبة للقدماء الذين قاطعوا الحزب منذ قرابة عشرية كاملة أتحداهم أن يتخلوا عن تقاعدهم الذهبي، وأن يعودوا للفدراليات حيث سيواجههم المناضلون الذين أوصولهم وتخلوا عنهم بعد ذلك". وانتقد العسكري أيضا بعض وسائل الإعلام وبعض الأقلام التي قال أنها وجهت سهامها في الذكرى الخمسين للاستقلال لمحاولة تلطيخ آخر القادة التاريخيين للبلاد- في إشارة لزعيم الحزب حسين آيت أحمد- من خلال الحملة الأخيرة التي تستهدف الحزب. بعد هذا الفصل من الانتقادات عاد المسؤول الوطني الأول للأففاس إلى ايجابيات قرار المشاركة في الانتخابات الأخيرة فقال أنه يتمنى أن تكون هذه المشاركة بداية وانطلاقة جديدة لبناء الحزب وإعادة التعبئة السياسية للمجتمع، فالحزب الذي قرر إنهاء حالة الوضع القائم بالذهاب للانتخابات تمكن من إعادة تعبئة مناضليه، والتئام صفوفه بغض النظر عن الحملة التي استهدفته. العسكري الذي أثنى على قرار المشاركة قال أن الاففاس هو حجر الزاوية في المسار السياسي وكل إصلاح ديمقراطي في البلاد، ليس فقط بالنسبة للوطن ولكن أيضا بالنسبة للمجموعة الدولية برمتها، مشيرا أن ما اسماه الفوز المهيمن للآفلان في الانتخابات التشريعية الأخيرة لا يعني أبدا الخروج من مآزق النظام، فهناك ضرورات استعجالية لانفتاح سياسي حقيقي في البلاد، مشددا على ضرورة أن يستعد الحزب جيدا للانتخابات المحلية القادمة التي لن تكون سهلة حسبه والاستعداد أيضا للمؤتمر الخامس للحزب. ونشير أن دورة المجلس الوطني للحزب عرفت غياب كريم طابو السكرتير الوطني الأول سابقا الذي انضم إلى صفوف المعارضين للقيادة الحالية للحزب، والذي تمت تجميد عضويته في الحزب رفقة قياديين آخرين. م- عدنان