المكيفات المحلية تحظى برواج أكبر لدى متوسطي الدخل مع اشتداد الحرارة هذه الأيام ، تزايد التهافت والاقبال على اقتناء المكيفات الهوائية بشكل غير مسبوق كما لاحظنا خلال جولتنا في محلات الأجهزة الكهرومنزلية بقسنطينة. الباعة يؤكدون أن المكيفات الهوائية بمختلف ماركاتها و أسعارها والتي تتراوح بين 20 الف دينار و تصل بالنسبة لبعض الأنواع إلى غاية 90 ألف دينار تشكل أكبر نسبة من مبيعاتهم هذا الموسم . الزبون محتار بين ما يرضي ذوقه وما يناسب قدرته الشرائية ، اضافة إلى نوعية كل منتوج و مدى تطابقه لمعايير الجودة المتداولة خاصة في ظل انتشار المكيفات المقلدة للماركات المعروفة و تفشي ظاهرة الغش في هذه الأجهزة التي أصبحت ضرورية في الحياة اليومية للمواطنين لمواجهة موسم حرارته تتحدى قدراتهم على التحمل. " سامسونغ " و " آل جي" الأفضل استنادا إلى أرقام البيع وحسب المعطيات المقدمة لنا فإن " سامسونغ" و " ال جي " تعتبران أفضل ماركات المكيفات الموجودة حاليا في السوق ، إلا أن أسعارها المرتفعة مقارنة مع باقي الأنواع الأخرى، تجعلهما الخيار الثاني أو الثالث لأغلب الزبائن الذين يبحثون عن الأفضل لكن بأقل سعر و الأضمن على الأقل لمدة سنتين أو ثلاث. و الملفت هذه الصائفة هو إقبال الكثير من زبائن المكيفات على الماركات المحلية مثل "سوناريك" و"كوبرا"، و "كوندور"،و "إيريس"، و"ستار لايت" التي تتميز بسعر معقول و تضمن أيضا لزبائنها الصيانة في حال حدوث عطل خلال مدة الضمان التي تصل إلى ثلاث سنوات.. وبإمكان الشركات و المصانع المنتجة المحلية التكفل بإصلاح الأعطال أو إستبدال المكيفات التالفة في حال اكتشاف العطل عند تركيبها مباشرة دون أن ينتظر الزبون لفترات طويلة و هذا ما أكده لنا البائع طكوش العمري صاحب محل لبيع الأجهزة الكهرومنزلية "بالكانتولي" ( طريق الشراكات )بقسنطينة ، الذي أخبرنا أن أفضل الماركات التي يطلبها منه بعض زبائنه هي "سامسونغ" و " آل جي" غير أن البعض الآخر يفضل المكيفات المحلية التي نالت ثقة الكثير من مجربيها وشرح:" أغلب الزبائن الذين يأتون لشراء المكيفات الهوائية أنهم يقتدون بالماركات التي يجدونها عند أقاربهم أو معارفهم بدل اقتناء أجهزة جديدة كليا ". مضيفا بأن بعض الزبائن من ذوي الميزانية المالية المحدودة ، فيكتفون بشراء المراوح الكهربائية التي لا تزال رغم زيادة الاقبال على المكيفات مطلوبة أيضا. صاحب محل " مينو " الكائن بنفس المنطقة ( الكانتولي ) يعتبر أن المكيفات الكهربائية تبقى هي الأكثر مبيعا على الإطلاق في هذه الفترة ، و تأتي بعدها المبردات و الثلاجات. فهذه الأخيرة تعرف أيضا إقبالا متزايدا نظرا لاقتراب شهر رمضان . مشيرا إلى أن عدد زبائنه الذين يأتون من أجل المكيفات يبلغ يوميا مائة زبون، يشتري من بينهم حوالي 60 شخصا على الأقل مكيفا جديدا من مختلف الماركات العالمية و المحلية. خاصة و أن موقع المحل في نقطة عبور مهمة تجعله يستقطب العديد من الزبائن من داخل و خارج المدينة كالقل و سكيكدة و غيرها . موازاة للانتعاش و الراحة و الرفاهية يهتم الزبائن أيضا بالجانب الجمالي و التزييني للمكيف الذي يشترونه كما أخبرنا صاحب هذا المحل قائلا:" يبحث بعض الزبائن بالإضافة إلى الجودة و النوعية و السعر، عن التصميم الذي يتلاءم مع الديكور الداخلي للبيت أو المكتب و هذا ما توفره بعض الماركات الشهيرة مثل "سامسونغ" و غيرها". و أضاف بأن محله يحتوي على خيارات كثيرة لأهم الماركات المعروفة للمكيفات الهوائية. غير أنه يسعى لتشجيع الماركات المحلية من خلال اقتراحها على زبائنه الذين يجدون فيها الخيار الأنسب بالنظر إلى قدراتهم الشرائية و ضمان الصيانة التي توفرها الشركات المنتجة المحلية. أما في ما يتعلق بتركيب المكيفات في المنازل و المكاتب و المحلات و غيرها فأكد صاحب محل " مينو" بأنه يوفر أيضا هذه الخدمة للزبون الذي غالبا ما يجد صعوبة في إيجاد عامل تركيب يقوم بهذه المهمة، حيث يرسل مع المكيف عاملا محترفا لتركيب الجهاز و يدفع له الزبون أجرة عمله. الأخطار الصحية للإستعمال المفرط للمبردات الكهربائية المكيف الهوائي من بين الضروريات التي لا يمكن التخلي عنها في فصل الصيف ، غير أن الإفراط في استعماله قد يكون له مخاطر عديدة على الصحة خاصة بالنسبة للأشخاص المصابين بأمراض مزمنة و على رأسها الحساسية التي يزيد من حدتها المكيف بسبب تحريكه للقرضيات و الغبار و نشرها في الهواء. و من بين الأخطار الصحية الشائعة للمكيف نجد الشلل المؤقت للوجه و بعض أعضاء الجسم الأخرى ، كما أخبرنا الدكتور براح ( طبيب عام في قسنطينة ) موضحا بأن التغير المفاجئ و السريع في درجة حرارة الجسم يتسبب في خلق العديد من التعقيدات الصحية التي تتطلب أشهرا طويلة للشفاء منها كالشلل النصفي المؤقت الذي يصيب عادة عضلات الوجه و يتطلب علاجه أكثر من ستة أشهر، ناهيك عن المشاكل القلبية و أمراض الرئة كتخزين الماء أو الهواء في الغلاف الخارجي للرئة ، مما يؤدي إلى الضغط عليها و يعيق عملية التنفس . الدكتور براح أكد أنه يستقبل في عيادته الكثير من الأشخاص الذين يمرضون بسبب المكيف خاصة المصابين بالحساسية ، وعليه فهو يحذر من جلوس الأطفال و الشيوخ و أصحاب الأمراض المزمنة لمدة طويلة أمام المكيف في غرفة مغلقة لا يتجدد فيه الهواء لأنهم أكثر عرضة للإصابة بالمرض و ينصح بعدم خفض درجة حرارة المكيف إلى تحت العشرين درجة مئوية ، لتفادي تعرض الجسم للصدمة الحرارية في حالة انتقاله من الجو الحار إلى الجو البارد أو العكس . الأمر الذي يجهله الكثير من الأشخاص الذين يعتقدون أنهم يمرضون فقط في حال تعرضهم للهواء البارد . وأكد الطبيب أن تعرض الجسم للهواء الساخن بعد أن يكون في غرفة شديدة البرودة قد يتسبب أيضا في حدوث شلل نصفي، و لهذا ينصح بمراعاة الفرق في درجات الحرارة لدى الانتقال من غرفة لأخرى، و عدم وضع المكيفات في درجات 18 و 19 درجة مئوية .