قدم أعضاء المجلس الشعبي لولاية سكيكدة صورة سوداء لواقع البيئة والمحيط ،حيث انتقدوا بشدة الوضعية الراهنة لمدن ومناطق الولاية ،التي لاتزال تعاني الأمرين وتعرف تأخرا كبيرا في هذا المجال مقارنة ببعض الولايات المجاورة وهذا في ظل تواجد العديد من المؤسسات والشركات بالمنطقة الصناعية والبترولية الكبرى ،التي تفرز نفايات ومواد كيميائية خطيرة لم يتم التخلص منها لحد الساعة وهذا ما من شأنه أن يشكل خطر كبير على صحة وسلامة سكان المدن جراء الانتشار الملفت لأمراض السرطان،الحساسية،الربو والجلد. وذكر أعضاء المجلس خلال مناقشتهم لهذا الملف أول أمس أن مرضى السرطان على وجه الخصوص يواجهون صعوبة كبيرة في التكفل بهم على مستوى مستشفيات قسنطينةجيجل،عنابة،وشددوا على ضرورة أن تتحرك الجهات المعنية للعمل على إيجاد الحلول اللازمة للتخفيف من حجم الأضرار البيئية على مواطني الولاية،وتطرق الأعضاء إلى جملة من السلبيات الموجودة على مستوى الأحياء الحضرية كالفراغات الصحية بالعمارات وكذا ظاهرة الاستنزاف المتواصل لرمال المنطقة الرطبة بصنهاجة ببلدية بن عزوزالمحمية طبيعيا والمصنفة عالميا ،حيث لا تزال هذه المنطقة عرضة للنهب والسرقة من طرف عصابات الرمال وقد طالبوا بضرورة التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة ،التي تهدد أجمل وأهم المناطق بالولاية ودعوا في هذا الاطارالى تشجيع الاستثمار السياحي،وإنجاز حظيرة للتسلية والترفيه وحدائق عمومية. الوالي وفي تدخله أكد أن قضية البيئة والمحيط مسؤولية الجميع وعلى وجه الخصوص المنتخبين المحليين ،مشيرا بأن الدولة خصصت اعتمادات مالية ضخمة ما قيمته 30قي المائة لمشاريع المياه الصالحة للشرب وشبكات الصرف الصحي، داعيا الى ضرورة الاهتمام بالمساحات الخضراء والحدائق العمومية وأكد من جهة أخرى بأنه في الكثير من المرات تجد مصالح الولاية اعتراض من طرف سكان الأحياء لانجاز مشاريع مهمة في هذا المجال. وجاء في تقرير لجنة المالية للمجلس الشعبي الولائي أن المبيدات المنتهية الصلاحية بلغت 84طنا وهناك2250مؤسسة مصنفة في حاجة استعجالية لمراقبة دقيقة من جانب المصالح المختصة لمديرية البيئة، بالإضافة إلى 3800طن من النفايات الصناعية الخاصة و30500طن من الأدوية منتهية الصلاحية ،هذا الى جانب وجود نسبة مرتفعة من غاز ثاني أكسيد الكربون بقرب المنطقة الصناعية البتروكيميائية والتي تسبب أضرار خطيرة وأعابوا في هذا الخصوص تماطل وحدات النتاج بالمنطقة عدم اسراعها في تركيب مدخنات جديدة للحد من المخاطر، كما أشار التقرير كذلك إلى النفايات الصحية المنتهية الصلاحية على مستوى المستشفيات والعيادات الخاصة ،التي لا تزال مخزنة بالصيدليات من ذلك110أطنان تابعة للضمان الاجتماعي41طنا من النفايات المعدية علاوة على مواد أخرى ملوثة بالزئبق وكلور الصودا تابعة لمركب المواد البلاستيكية لم يتم التخلص منها بعد. وطالب أعضاء المجلس الإسراع قي وضع حد لمشكلة تدفق المياه القذرة ومياه الصرف الصحي بسد القنيطرة بأم الطوب وإجراء تحاليل مخبرية لمياه الينابيع الجبلية ببلديتي قنواع وبني زيد تفاديا لحدوث الإمراض المتنقلة عن طريق المياه.وركز الأعضاء في تدخلاتهم على مشكلة الانتشار الملفت للمزابل الفوضوية والعشوائية على مستوى المدن والبلديات والقرى ،حيث طالبوا بضرورة التخلص من هذه الظواهر السلبية بإنجازمفارغ صحية ومحطات لمعالجة المياه الصناعية الملوثة .