تعتبر العديد من الأطراف بسكيكدة أن التلوث ضريبة مقبولة وان ترجمت في صحة المواطن كونها ناتجة عن مؤسسات تمنح مدا خيل مالية معتبرة لكن مع تصاعد الأصوات المطالبة بالحد من أخطار التلوث لحماية صحة المواطن خاصة في ظل ربط المنطقة الصناعية بمرض السرطان الذي قضى على حياة المئات وأحصت الجمعيات المختصة مئات الإصابة به وإن غاب عامل الربط بين السرطان ومخلفات المنطقة الصناعية بفالي المتواجدة وسط التجمعات السكانية فإن انتشار المرض بمختلف مناطق الولاية أدى إلى الربط التلقائي به.تقرير المجلس الشعبي الولائي حدد وأحصى مناطق التلوث بسكيكدة فمن ضمن النفايات الصناعية "طمي البترول " وقدرت كميته ب 3800 طن سنويا ناتجة عن مركب تكرير البترول وسوناطراك النفايات الملوثة بالزئبق كميتها 30500 طن منها 5500 طن من مركب المواد البلاستيكية و 28000 طن من نشاط مركب الزئبق بعزابة (أغلق منذ مدة معتبرة بقرار من وزير البيئة شريف رحماني) المحولات الكهربائية المحتوية على زيوت الأسكاريل الخطيرة ، ذكر التقرير وجود 103 أطنان على مستوى مران البريد مراكز صحية محاجر مؤسسات تربوية ومؤسسات صناعية لكن معظمها استبدلت بزيوت معدنية تطبيقا للمرسوم 87/182 المؤرخ في 18/08/87 الذي تم بموجبه منع دخول الزيوت الخطيرة للجزائر أما المبيدات الفلاحية المنتهية الصلاحية قد أصبحت من أهم التحديات التي تواجه مديرية البيئة حيث قرت ب 83 طنا و 49 مترا مكعبا منتشرة عبر13 بلدية ، لكن 90 بالمائة منها بحمادي كرومة ناتجة عن وحدة أونبصا المنحلة التي خلفت 73 طنا من الموارد الصلبة و 43 مترا مكعبا من المواد السائلة وبالنسبة للمواد الصيدلانية فتنحصر في ثلاث نقاط لتخزين المنتهية الصلاحية منها اثنتان بالمنطقة الصناعية تابعتين لمؤسستي "ديقرومد" و "أنكوفارم" حيث خلفتا على التوالي 38000 طن و 110 أطنان بالإضافة إلى 1.6 طن ناتجة عن صندوق التأمينات بسكيكدة مع وجود كميات أخرى على مستوى الصيدليات الخاصة دون نسيان مخلفات المستشفيات من سوائل ملوثة إبر مخلفات المخابر الطبية ، الأدوية المنتهية الصلاحية والأعضاء المستأصلة والمبتورة مع ذكر مخلفات المحارق المتواجدة على مستوى المستشفيات والتي تصدر دخانا و غازات سامة تنتشر بالهواء.ورغم عدم تمسك الجهات المعنية بقوة بفكرة أن التلوث بسكيكدة يعني مدا خيل ضخمة لا سيما المنطقة الصناعية إلا أن مساعيها تجدها بطيئة لمحاصرة التلوث أو على الأقل التقليل من حدته خاصة الأسمدة والأدوية المنتهية الصلاحية.التي قال مدير البيئة بشأنها أن دراسة تقنية تجري للتخلص منها دون الإضرار بالبيئة وكذا إيجاد حلول ناجعة لمخلفات محارق المستشفيات والغازات الصادرة عن المنطقة الصناعية لأنه مهما كانت مداخليها فإن سلبياتها على صحة المواطن كبيرة في ظل اتجاه دراسات وأبحاث أن التلوث الصناعي بسكيكدة أحد أهم أسباب انتشار مرض السرطان بالولاية وحتما الحلول موجودة والأموال الكفيلة بتجسيد هذه الحلول متوفرة لتبقى فقط القناعة بضرورة حماية صحة المواطن مثلما حدث بمركب الإسمنت بحجر السود الذي تقلصت مخاطره بعد تركيب مصفاة. حياة بودينار