أنصار الدين والتوحيد والجهاد تسيطران على شمال مالي سيطر عناصر جماعة أنصار الدين وحركة الجهاد والتوحيد في غرب افريقيا المتشددتين على مدينتي غاو وتومبوكتو في شمال مالي بعد قتال عنيف مع عناصر الحركة الوطنية لتحرير الأزواد الذين انسحبوا تاركين مقراتهم وراءهم فيما دعا رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جون بينغ وكذا أعضاء دول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا إلى ضرورة التدخل العاجل في المنطقة لإنهاء حكم الإسلاميين في شمال مالي، و سيحل غدا بالجزائر وزير الشؤون الخارجية المالي لبحث تطورات الأوضاع في المنطقة. تطورت الأحداث في شمال مالي بوتيرة متسارعة في اليومين الأخيرين، حيث سيطر مقاتلو حركتي أنصار الدين وحركة الجهاد والتوحيد في غرب إفريقيا على مدن ومناطق واسعة في المنطقة، وطردوا منها مقاتلي الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، وقالت تقارير إخبارية من المنطقة أن عناصر الحركة الوطنية لتحرير الأزواد غادروا قواعدهم ومقراتهم في مدينتي غاو وتومبوكتو مساء الخميس بعد قتال عنيف مع عناصر الحركتين الإسلاميتين المذكورتين أسفر عن مقتل حوالي 20 شخصا وجرح الكثيرين حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية من عين المكان. وذكرت تقارير اعلامية أن عناصر أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا سيطروا على مقرات قيادة حركة الأزواد في غاو وتومبوكتو واستولوا على عتاد عسكري كبير يعود للطوارق، منه أسلحة ثقيلة من ذبابات وقذائف صاروخية ورشاشات ثقيلة، كما فرضوا نظاما أمنيا في المدن والبلدات التي دخولها، وأقاموا حواجز عسكرية وسيطروا على الشوارع والطرق. وذكرت نفس المصادر أن كتائب كبيرة وعديدة تقاتل تحت لواء حركتي أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا القريبة مما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي شاركت في غزو مدينتي غاو وتومبوكتو وإزاحة عناصر حركة تحرير الأزواد منها، الذين يعتقد أنهم اتجهوا نحو مدينة كيدال بالقرب مع الحدود الجزائرية التي تقع بالكامل تحت سيطرتهم. وكانت مدينة غاو مهد الحركة الوطنية لتحرير الأزواد قد أعلنت عاصمة لدولة الازواد التي أعلنت عنها الحركة بعد سيطرتها على شمال مالي قبل حوالي ثلاثة أشهر. وتأتي هذه التطورات بعد مظاهرات قام بها مواطنون في مدينة غاو قبل أيام ما أدى إلى سقوط قتلى بين صفوفهم اتهموا فيها مقاتلي الطوارق بإطلاق النار عليهم، لكن تأتي أيضا في ظل حراك دولي وإقليمي كبير تشهده المنطقة في الأيام الأخيرة، وهي توحي بأن منطقة شمال مالي مقبلة على تطورات أكبر في الأيام و الأسابيع المقبلة بالنظر لمواقف القوى الإقليمية والدولية مما يحدث هناك. وفي هذه الأثناء يستعجل أعضاء المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا التدخل العسكري المباشر في شمال مالي لإنهاء التمرد هناك، لكن مساعيهم متعثرة لحد الآن ولم يحصلوا لا على دعم الأممالمتحدة ومجلس الأمن حول الموضوع، ولا على دعم الدول الكبرى والقوى الإقليمية في المنطقة التي تفضل خيارات أخرى. وكانت الجزائر من الدول التي قالت منذ البداية أنها ترفض التدخل العسكري المباشر في شمال مالي وأنها لا تناقش أبدا الحفاظ على الوحدة الترابية لهذا البلد الجار، إلا أنها تفضل أسلوب الحوار السياسي لحل هذه المعضلة التي تؤرق الجميع. وقد عرفت الجزائر في الأيام القليلة الأخيرة حراكا دبلوماسيا مكثفا حول هذه المسألة كان آخرها زيارة وزير الخارجية البوركينابي جبريل سالوم للجزائر الأربعاء الماضي وتأكيده في تصريح مشترك مع الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل أن بلاده تدعم الموقف الجزائري القائم على الحل السياسي والحوار لحل المعضلة المالية، وقبل ذلك الوقت احتضنت الجزائر اجتماعا مهما ومغلقا لقادة الأجهزة الأمنية في البلدان الإفريقية، وهو الاجتماع الذي تمت فيه مناقشة التحديات والقضايا الحساسة المطروحة على الساحة الافريقية وخاصة منها مشكلة شمال مالي. لكن بعد التطورات الأخيرة التي عرفها شمال مالي عاد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جون بينغ للمطالبة بضرورة إنهاء وجود الجماعات الإسلامية المتشددة في شمال مالي، ونقلت وسائل إعلام عن بينغ قوله لدى وصوله أمس إلى يماسوكرو بساحل العاج للمشاركة في قمة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا" يجب الانتهاء من الجماعات الإرهابية والمجرمة على الأرض" ويتعلق الأمر بالنسبة للمتحدث بإعادة بسط سيطرة الدولة المالية على كامل ترابها وإنهاء وجود الجماعات الإرهابية المتطرفة هناك، وإيجاد إجابة واضحة في إطار الاتحاد الإفريقي للأسباب التي تؤدي في كل مرة لظهور التمرد والنزاع بهذه المنطقة. وفي إطار مواصلة المساعي لحل الأزمة في شمال مالي سيحل غدا بالجزائر وزير الخارجية المالي في زيارة تدوم يومين أو ثلاثة لبحث تطورات الأزمة المالية بينما يعمل قادة دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في قمة لهم افتتحت أمس بساحل العاج على تجنب أي اشتعال في شمال مالي، لكنهم في نفس الوقت لا يستبعدون فرضية التدخل العسكري هناك لإعادة الأمور إلى نصابها.