إتلاف 160 هكتارا وإنقاذ عشرات العائلات حاصرتها النيران داخل مساكنها شهدت ولاية عنابة يومي الخميس و الجمعة إندلاع موجة من الحرائق في الغابات و المساحات المزروعة، كانت حصيلتها إتلاف قرابة 200 هكتار من الأدغال و الأحراش، مع نجاح مصالح الحماية المدنية في إنقاذ عشرات العائلات التي حاصرتها النيران داخل سكناتها. و كان أكبر حريق ذلك الذي إندلع بقرية برواقة التابعة إداريا لبلدية سيرايدي، حيث شبت ألسنة النيران في جزء من غابات جبال الإيدوغ، ، الأمر الذي جعل مديرية الحماية المدنية بعنابة تسارع إلى إعلان حالة طوارئ قصوى، لأن الحريق إمتد إلى الأحراش و الأدغال، مما صعب من مهمة إخمادها، بدليل أن الهيئة المعنية سخرت الرتل المتحرك، و العديد من فرق التدخل بكامل تركيبتها المادية و البشرية، في عملية دامت قرابة 30 ساعة، و إمتدت من ظهيرة الأربعاء إلى غاية مساء أول أمس الخميس، و قد كانت الحصيلة إتلاف 16 هكتارا من الأدغال و الأحراش و اشجار التين، مع نجاح فرق التدخل من إخماد هذا الحريق الغابي بصعوبة كبيرة ، و منع النيران من الإمتداد إلى تجمع ريفي تقطنه 15 عائلة، لأن تواصل الحريق الغابي على مدار يومين صعب من مخاوف سكان المنطقة، مما أجبر بعضهم على مغادرة سكناتهم خوفا من إمتداد الحريق، كما أن الفرق المعنية تمكنت من التحكم في الوضع، و إتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنعه من الإمتداد إلى غابات مجاورة بجبال الإيدوغ. و في سياق متصل سجلت وحدات الحماية المدنية إندلاع حريق مهول بغابة بوشاية التابعة لبلدية التريعات إلى الجنوب من ولاية عنابة، حيث تلقت الجهات المعنية بلاغا في حدود الساعة الواحدة زوالا، لكن المعاينة الأولية إستدعت إعلان حالة طوارئ قصوى، و ذلك بتسخير 4 شاحنات إطفاء خاصة بالمناطق الغابية، مع تجنيد 29 عونا، في عملية دامت قرابة تسع ساعات دون إنقطاع، و كانت الحصيلة إتلاف مساحة بنحو 15 هكتارا من شتى أنواع الأحراش و الأدغال، مع النجاح في إنقاذ 9 عائلات تقطن في سكنات غير بعيدة عن مكان إندلاع الحريق. هذا و قد سجلت ذات المصالح حريقا شب بمنطقة دوار القليعة ببلدية عين الباردة أتى على 3 هكتارات من الأدغال و الأحراش، و حريق آخر شب بمنطقة غابية بضاحية سيدي حرب بمدينة عنابة، أتت من خلاله ألسنة النيران على نحو هكتار من الأحراش و بقايا الحصيدة. و قد تسببت هذه الحرائق في تسجيل إرتفاع ملحوظ في درجة الحرارة يومي الخميس و الجمعة بولاية عنابة، خاصة حريق غابات الإيدوغ بأعالي سيرايدي، و الذي أبقى مؤشر درجة الحرارة مرتفعا حتى في السهرة، حيث أن الحرارة بلغت في النهار 44 درجة، مقابل تسجيل 30 درجة في الليل، فضلا عن إرتفاع نسبة الرطوبة، في الوقت الذي فتحت فيه مصالح الغابات بالتنسيق مع فرق المجموعة الولائية للدرك الوطني تحقيقات معمقة بخصوص أسباب إندلاع هذه الحرائق.