واشنطن تحذر رعاياها من السفر إلى ليبيا بسبب تدهور الأوضاع الأمنية حذرت الخارجية الأمريكية رعاياها من السفر إلى ليبيا إلا في حالة الضرورة، وذلك بعد موجة أعمال العنف الأخيرة و التي أدت إلى تدهور خطير للوضع الأمني. وأوضحت الخارجية في بيان وفق ما نقلته وكالة رويترز، أن التحذير يأتي على خلفية الانفلات الأمني الكبير الذي تشهده البلاد و الذي يغذيه ارتفاع معدلات الجريمة العنيفة خاصة اختطاف السيارات والسرقة وتحولها إلى مشكلة خطيرة، إضافة إلى العنف المرتبط بالسياسة في شكل الاغتيالات وتفجيرات السيارات التي زادت معدلاتها في كل من بنغازي وطرابلس. كما حذرت من حوادث الخطف، مستشهدة على ذلك بخطف مسؤولي الهلال الأحمر الإيراني السبعة واحتجازهم في بنغازي منذ 31 جويلية الماضي، مشيرة إلى أن قدرة السفارة في مثل هذه الأمور تظل محدودة لعدم قدرة الحكومة الليبية على معاقبة الجماعات التي تقوم بمثل هذه الأمور أو السيطرة عليها. وحثت السفارة الأمريكيين المضطرين إلى السفر إلى ليبيا أو البقاء فيها بتوخي أقصى درجات الحذر. وفي نفس البيان أعلنت الوزارة استئناف جميع الخدمات القنصلية للأمريكيين الموجودين في ليبيا بداية من أول أمس. و في غمرة تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا، أقدم مسلحون مجهولون على مهاجمة مديرية أمن بنغازي أول أمس في عملية لم تسفر عن وقوع ضحايا . ويأتي الهجوم بعد تقديم وزير الداخلية في الحكومة الليبية فوزي عبد العال استقالته إثر انتقادات حادة للأداء الأمني. وتشهد ليبيا أعمال عنف خطيرة، كان آخرها الأسبوع الماضي تفجير استهدف سيارة دبلوماسي بالقنصلية المصرية في مدينة بنغازي. و كان وزير الداخلية الليبي فوزي عبد العالي استقالته من منصبه بعد تعرضه لانتقادات حول الأداء السيء لقوات الأمن في التصدي لموجة العنف التي اجتاحت البلاد أخيرا. وكان الوزير قد تعرض لانتقادات لفشله في وقف موجة من الهجمات على أضرحة لمتصوفة مما أثار المخاوف من انتشار العنف الطائفي في اعقاب سقوط نظام العقيد معمر القذافي. وكان مهاجمون وصفهم بعض المسؤولين بأنهم اسلاميون متشددون قد دمروا موقعين دينيين للمتصوفة في مدينة زليتن بغرب البلاد والعاصمة طرابلس الجمعة والسبت الماضيين. وعقد المؤتمر الوطني الليبي العام المنتخب حديثا اجتماعا طارئا الأحد الماضي في شأن الهجمات وانتقد قوات الامن الحكومية لعدم قيامها بمنع الهجمات. ويواجه حكام ليبيا الجدد صعوبات جمة في السيطرة على الميليشيات و الجماعات المسلحة التي تتنافس على السلطة بعد عام من الثورة التي أطاحت بحكم القذافي. وزادت حدة التوتر على نحو خاص بين اتباع الصوفية والسلفيين الذين يرفضون الكثير من العبادات الصوفية ويعتبرونها وثنية.