الحرائق أتلفت أزيد من 20 ألف شجرة زيتون تسببت عشرات الحرائق التي نشبت في الفترة الأخيرة بعدة ولايات شرقية في إتلاف مئات الهكتارات من الأشجار المثمرة ،خاصة الزيتون ملحقة خسائر فادحة بالفلاحين والمزارعين بالمناطق الجبلية، حيث تعد شجرة الزيتون تراثا حقيقيا بالنسبة للعديد من الأماكن على غرار منطقة القبائل ، كونها أشجار ضاربة في القدم، وتعود للحقبة الرومانية، وتعتبر من أجود أنواع الزيتون ، فالسنة النيران أتت على الأخضر واليابس مما سيؤدي إلى تراجع المحصول هذه السنة بشكل كبير مقارنة بالأعوام الماضية ، خاصة بالولايات التي تشتهر بزراعة هذه الأشجار كتيزي وزو ، بجاية ،جيجل ،الطارف ، سكيكدة ، وقالمة ، حيث قدرت بعض المصادر عدد أشجار الزيتون التي أتلفت بأزيد من 20 ألف شجرة هذا ما سيطرح ندرة حادة في مادة الزيت حسب عدد من المزارعين قد يصل سعره إلى 800 دج للتر واحد بعد أن بيع الموسم الفارط ب 600 دج بالنسبة للنوع الجيد. هذا ورغم المجهودات الجبارة ،التي بدلتها مصالح الحماية المدنية ومحافظات الغابات من أجل السيطرة على الحرائق بتسخير كامل الإمكانيات من عتاد وأعوان منتشرين بكافة المناطق التي اندلعت في النيران إلا أن شدة الحرائق كانت أكبر مما أدى إلى إتلاف مساحات شاسعة من الأشجار المثمرة وخلايا النحل. كما سيؤدي تراجع إنتاج الزيتون هذا الموسم إلى إحالة المئات من الفلاحين على البطالة الإجبارية فضلا عن تأثير ذلك على الاقتصاد الوطني ، جراء توقف المعاصر و تسريح عمالها ، مما يسمح باللجوء إلى الاستيراد من البلاد المجاورة من أجل تغطية العاجزة الذي يطرح مستقبلا ، إلا أن جودة زيت الزيتون المحلي يبقي يصنع الفارق رغم إغراق المستوردين الأسواق الجزائرية بالأنواع القادمة من أسبانيا ، تونس ، والمغرب. كما تتراوح أسعار الزيت حاليا في الأسواق ما بين 400 إلى 600 دج للتر الواحد ، ومن المنتظر أن يكثر عليها الطلب مع دخول فصل الخريف لتعدد الاستخدامات لهذه المادة الأساسية في مطابخ الجزائريين.