كشفت والدة سهام طوايبية التي تم اختطاف ابنتها في السادس من شهر ماي الماضي من مدينة بكارية ولاية تبسة وهي في طريقها إلى المدرسة حيث تدرس بالسنة الرابعة أساسي، بأن الجناة لم تأخذهم شفقة ولا رحمة وقاموا باختطاف ابنتي رغم أن والدها الطيب توفي قبل شهر فقط، وأنا كنت معتدة حسب ما يقتضيه الشرع، وأبنائي الستة كانوا في حالة حزن، وجرحهم لم يندمل لفراق والدهم لتضاف لهم مأساة سهام التي حولت البيت بسبب فراقها إلى كابوس، وحولت مدينة بكارية إلى مدينة تائهة في البحث، بل الأمر شمل حتى العشرات من شباب مدينة تبسة والشريعة الذين يبذلون مساع كبيرة لإطفاء نار الوالدة زينب التي التقت بها الشروق اليومي فوجدناها متأكدة بأن ابنتها لا تزال على قيد الحياة رغم مرور ثلاثة أشهر من الغياب، وأن هواجس وأمور داخلية تنبئها بذلك، وبعد سكوت لوقت معيّن تقول الأرملة زينب: المهم تظهر ابنتي ولو جثة لأقوم بدفنها رفقة أبنائي لأرتاح. الأم تروي آخر اللحظات التي عاشتها مع ابنتها قبل غيابها حيث قامت بالتحضير الجيد للامتحان، وفي الصباح قمت بإيقاظها في حدود السابعة صباحا فاشترت الحلوى لأخيها الصغير وخرجت من المنزل قاصدة المدرسة، ولما وصل وقت عودتها من المدرسة 11.30 لم تعد كعادتها حيث قالت أصبت بقلق داخلي لتأخرها وخرجت من المنزل قاصدة المدرسة حيث وجدت مجموعة من التلاميذ الذين يدرسون معها، فلما سألتهم اجمعوا في إجابة واحدة بأنها لم تحضر منذ الصباح، فأصبت بدوار وكدت أن اسقط أرضا، ودخلت إلى المدير فأشعرني بعد إحضار سجل الغياب بأن سهام لم تحضر هذا اليوم فأحسست أن الأرض زلزلت من تحت رجلي ورجعت إلى الدار -كما قالت- مهرولة حيث دخلتها ورجلي حافية لم أدري أين تركت حذائي من شدة الخوف، وعلى الفور اتصلت بفرقة الدرك الوطني لبلدة بكارية رغم بعد المسافة حيث أشعرتهم بالحادثة لتبدأ من تلك اللحظة المعاناة بصفة رسمية والبحث في كل الاتجاهات، وتحولت حياة البلدة إلى مأساة. وأكد مواطنون ان لا عمل لهم سوى الكشف عن اللغز المحير بما يشبه القضية الوطنية، مؤكدة أن الاختفاء لم تسبقه أي مؤشرات تدل بأننا سنتعرض إلى مأساة، فلم يرتكب أي فرد من الأسرة عملا ما من شأنه أن نكون محل انتقام، بل كان الناس يساعدوننا في كثير من الأحيان على غرار ما حصل أثناء وفاة زوجي. وعن مستواها الدراسي قالت السيدة زينب والدموع تسيل من عينيها إن سهام كانت ممتازة في دراستها، بدليل أنها كرمت خلال الثلاثي الثاني من طرف مدرستها، لكن هذا التكريم رجع علي بالوبال وأنساني فرحة التكريم، بل افقدني عقلي، إذ انه ما يمر وقت إلا وأنا من مكان إلى مكان بحثا عن فلذة كبدي، بل كل يوم أتوجه إلى محيط المدرسة معتقدة العثور عليها، فحتى القمامة أفتشها طمعا في العثور عليها، لعل بقايا عظامها أو لحمها بقيت بكيس من الأكياس بعد أن نهشت الحيوانات المفترسة جسد ابنتي، وهنا انفجرت بكاء مناشدة القلوب الرحيمة وذوي الخير أن يبذلوا قصارى جهودهم للبحث عن ابنتها أو أن يدلوها عن مكان وجودها، مؤكدة بعد أن أقسمت بأنها سوف لن تتابع قضائيا أي شخص قام بتحويل ابنتها؟.