توقيف 08 باعة فوضويين في إحتجاجات أثناء إزالة سوق البوني أوقفت وحدات التدخل السريع التابعة لمصالح الأمن الوطني بولاية عنابة صبيحة أمس 08 أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 24 و 36 سنة، على خلفية الحركة الإحتجاجية العارمة التي عاشت بلدية البوني بولاية عنابة قام بها العشرات من الباعة الفوضويين، حيث أن بعض الشبان رفضوا الإنصياع لتعليمات مصالح البلدية، و القاضية بإخلاء الأماكن التي كانت مستغلة لمزاولة نشاط بيع الخضر و الفواكه بطريقة غير شرعية في خانات تجارية نصبت بطريقة فوضوية في الشارع الرئيسي الذي يتوسط المدينة. و هو الرفض الذي إستدعى تدخل وحدات الأمن، لكن محاولة بعض الباعة الفوضويين التمسك بموقفهم أدى إلى إقتيادهم إلى مقر أمن دائرة، حيث حررت محاضر سماع ضدهم، قبل إطلاق سراحهم، مع إحالة ملفاتهم على الجهات القضائية للنظر فيها. و كانت مصالح بلدية البوني قد أشعرت مطلع هذا الأسبوع جميع الأشخاص الذين كانوا يستغلون الشارع الرئيسي للبلدية في مزاولة نشاطات تجارية مختلفة بقرار إزالة السوق الفوضوية، و هدم الخانات التجارية التي كانت منصوبة على الأرصفة، مما إستدعى تسخير معدات كبيرة للعملية منذ الساعات الأولى لفجر أمس، غير أن الشروع في تطهير الشارع المحاذي للساحة الكبيرة بوسط المدينة من الطاولات الخشبية التي كانت تستعمل في عرض السلع، خاصة الخضر و الفواكه قابلته موجة من الإحتجاجات العارمة من طرف عشرات الأشخاص الذين كانوا يزاولون نشاطهم في هذه المنطقة، كونهم أصروا على ضرورة إتخاذ إجراءات ميدانية كفيلة بتمكينهم من تطهير المكان و تنظيفه، مع السماح لهم بمواصلة النشاط في نفس المنطقة، معربين بذلك عن رفضهم جميع الإقتراحات التي تقدمت بها مصالح البلدية، و المتمثلة اساسا في ترحيلهم إلى ساحات أخرى مهيأة في مختلف أحياء البوني، و قد إحتجوا أمام السوق، و كذا على مقربة من مقر البلدية، مطالبين بضرورة تعليق العملية. هذا و قد تم تسخير فرق أمنية تكفلت بمرافقة أعوان البلدية في عملية الهدم، و جمع بقايا الخانات التجارية التي كانت منصوبة بطريقة فوضوية، رغم أن المحتجين حاولوا إعتراض سير العملية، و طالبوا بضرورة تلقي ضمانات كتابية من مسؤولي البلدية بخصوص الأماكن التي ستوضع تحت تصرف الباعة الفوضويين من أجل مزاولة نشاطهم، و الشروع في تسوية أوضاعهم مع مختلف المصالح، سيما منها مديرية السجل التجاري، في الوقت الذي قامت فيه مصالح البلدية بتحويل 45 بائعا فوضويا ممن كانوا بسوق الخضر بوسط البلدية إلى منطقة تتواجد في أعالي المدينة، على مستوى المسلك المؤدي إلى حي بوزعرورة، و هذا من إجمالي 193 شخصا كانوا يستغلون خانات و طاولات خشبية لبيع الخضر و الفواكه بسوق البوني مركز. و في هذا الإطار أكد رئيس البلدية يوسف ليتيم بأن مسؤولي البلدية إتخذوا كافة التدابير الكفيلة بهيكلة الباعة الذين كانوا ينشطون في سوق البوني، لأن الجهات المعنية أصرت على ضرورة تطبيق توصيات الحكومة للقضاء على الأحياء الفوضوية، على إعتبار أن هذه السوق كانت تتوسط ساحة عمومية بمركز البلدية، و هي الساحة التي كانت قد عرفت تسجيل مشروع لإعادة تهيئة المحيط على مستواها، و برمجة أشغال الإنارة العمومية، و إنشاء طريق مزدوج، لكن الباعة الفوضويين عطلوا الأشغال، و جعلوا المشروع يلتهم الملايير من دون أن تظهر نتائجه الفعلية على أرض الواقع، موضحا في سياق متصل بان هذا الفضاء التجاري الفوضوي كان موضوع شكاوى متعددة سواء من طرف أصحاب محلات تجارية أو سكان الأحياء المجاورة، لأن الطاولات التي كان الباعة يستغلونها نصبت بطرق فوضوية، و تسببت في تشويه المحيط العمراني، فضلا عن أكوام القمامة التي تتراكم يوميا في محيط السوق بوسط المدينة، مع إنبعاث روائح كريهة، رغم التدخلات اليومية لفرق النظافة. و بخصوص مخطط هيكلة الباعة الذين كانوا ينشطون على مستوى هذه السوق أشار ذات المتحدث إلى ان تحويل 45 بائعا إلى طريق بوزعرورة يعد المرحلة الأولى من البرنامج المسطر، لأن مصالح البلدية كما قال هيأت مساحات في العديد من المناطق بالبلدية من أجل تخصيصها لمزاولة النشاط التجاري للباعة الفوضويين، مؤكدا في هذا الإطار بأن عملية الإحصاء التي قامت بها فرق خاصة تابعة للبلدية مكنت من تسجيل 193 شخصا كانوا ينشطون بسوق البوني مركز، و سيتم تحويلهم جميعا إلى فضاءات تجارية مهيأة توضع تحت تصرفهم. ص / فرطاس