أطراف تستعمل تصويت أفراد الجيش لتصفية حسابات قديمة مع المؤسسة العسكرية اتهم، أمس، لأمين العام للحركة الشعبية الجزائرية، عمارة بن يونس، الأطراف التي تحاول الزج بالجيش في اللعبة السياسية، من خلال إثارة قضية تصويت أفراد الأسلاك النظامية، بالسعي لتصفية حسابات قديمة مع المؤسسة العسكرية تعود لسنوات التسعينات، وتحاول افتعال خلافات بين الجيش والرئيس بوتفليقة، وحذر من خطورة هذه المساعي التي تستهدف استقرار البلاد، وأكد بن يونس، بان نتائج المحليات أكدت تراجع موقع التيار الإسلامي سياسيا. اعترف الأمين العام للحركة الشعبية، عمارة بن يونس، بتوسع ظاهرة العزوف الانتخابي في الجزائر، وقال بان هذه الظاهرة تعد إحدى المشاكل الواجب الالتفات لها ومعالجتها بجدية اكبر، وقال بان نسبة المشاركة في المواعيد الانتخابية لا يجب أن تقل عن 50 بالمائة من الناخبين، واعتبر خلال الندوة الصحفية التي عقدها أمس بمقر حزبه، بان العزوف الانتخابي مؤشر على الملل الذي تسرب إلى نفوس الجزائريين من بعض الأحزاب الموجودة في الساحة والتي لم تتمكن من عرض أفكار واقتراحات بديلة. بن يونس تطرق إلى بعض الملفات التي أثارت جدلا واسعا في أوساط السياسيين، ومنها قضية تصويت أفراد الأسلاك النظامية، مؤكدا بان هذا الجدل "بلغ درجة كبيرة من الخطورة"، واتهم الأطراف التي أثارت هذه القضية بالسعي لإحداث مشاكل بين الرئيس والجيش، وقال بان هذه الأطراف "تلعب بالنار" وتتلاعب بأمن واستقرار البلاد من خلال محاولة الزاد بالمؤسسة العسكرية في صراعات سياسية، واتهم هذه الأطراف بالسعي عبر إثارة هذه القضية لتصفية حسابات قديمة مع المؤسسة العسكرية تعود لسنوات التسعينات، مؤكدا على حق أفراد الجيش في التصويت، ودعا الأطراف التي تحدثت عن تعليمات وجهت لأفراد الأسلاك النظامية للتصويت لصالح حزب معين تقديم الدليل كما أعطى بن يونس، تحليله لنتائج الانتخابات المحلية، والتي أكدت –حسبه- تراجع التيار الإسلامي في الجزائر، والذي لم يتحصل سوى على 15 بالمائة من الأصوات مقابل صعود لافت لبعض الأحزاب الجديدة، على غرار حزبه الذي نال أكثر من نصف مليون صوت في المحليات، مضيفا بان الجزائر تسير في اتجاه يعاكس توجه الإسلام السياسي. واعتبر بن يونس، بان الشعار الذي رفعه خلال الحملة الانتخابية "ربيعنا الجزائر" في مواجهة الربيع العربي، قد تحقق بالفعل، مضيفا بان الجزائر أصبحت تشكل الاستثناء في العالم العربي الذي يشهد تقدما للتيار الإسلامي، فيما يشهد هذا التيار انتكاسة حقيقة وتراجعا في الجزائر، مضيفا بان الجزائر خرجت من مرحلة تسييس الدين وانتقلت إلى مرحلة ما بعد الإسلام السياسي. موضحا بان المحليات أكدت تراجع تمثيل وثقل الأحزاب السياسية. ورد بن يونس على الأطراف التي تحدثت عن إبرام صفقة مع السلطة للحصول على دعم انتخابي، ما مكن حزبه من إحداث المفاجأة في المحليات، وقال بان بعض الأطراف لم تهضم صعود حزبه اللافت مقابل تراجع أحزاب تصنف ب"الكبيرة" نافيا أن يكون قد ابرم أي صفقة "للظفر" بحصة في المجالس المحلية، وقال بان هذه الادعاءات تعد اهانة وشتيمة للمواطنين الذي اختاروا التصويت لصالح قوائم حزبه، وقال بان حزبه واجه تحالفات استهدفته، خاصة في بلدية الجزائر الوسطى، والتي حصل فيها الحزب على المرتبة الأولى، وقال بان نجاح حزبه في المحليات يعود أساسا إلى الأفكار والاقتراحات التي عرضها على الجزائريين والتي تتطابق مع تطلعاته وقال بان حزبه سيسعى خلال الفترة المقبلة لتقوية صفوفه وتوسيع انتشاره عبر التراب الوطني، مشيرا بأنه سيعقد قريبا اجتماعا من منتخبي الحزب على مستوى المجالس المحلية لعرض دليل حول تسيير البلديات والمجالس الولائية. وفضل بن يونس هذه المرة عدم الرد على الانتقادات الموجهة له من قبل قادة الأحزاب الأخرى، ودعا قادة هذه الأحزاب إلى "مراجعة حساباتها" لمحاولة فهم تراجعها السياسي بدل التهجم على الحركة الشعبية، وقال بان أبو جرة سلطاني، رئيس حركة "حمس" يعرف دواليب السلطة أكثر من غيره، وامتنع عن الرد على الأمينة العام لحزب العمال، لويزة حنون، وقال " لا أريد الدخول في جدل معها" مضيفا بان الانتقادات المتبادلة بينه وبين حنون قبل المحليات تدخل في إطار الحملة الانتخابية، مضيفا بان الشعب أدلى برأيه واصدر حكمه ولا مجال لإطالة الجدل أكثر من ذلك. نافيا أن يكون قد اتهم مسؤولة حزب العمال بتلقي أموال من الخارج. التحالف مع الأحزاب الممثلة في الحكومة وبخصوص التحالفات التي سيجريها حزبه للظفر بتسيير المجالس المحلية، قال بن يونس، أن سيسعى للتحالف مع الأحزاب الممثلة في الحكومة، مستبعدا أي تحالف مع قوى المعارضة، مضيفا بان الحسم في الخيارات المتاحة متروك للمنتخبين على المستوى المحلي، كما نفى وجود أي قرار بشان الانضمام إلى التحالف الرئاسي، مؤكدا بان القرار يعود لقيادة الحزب ولا دخل لأي طرف أخر في هذا القرار. مشيرا بان حزبه يدعم فكرة الحوار مع كل الأحزاب السياسية ولكن ليس بالضرورة من اجل إبرام تحالفات. ورفض بن يونس الخوض رئاسيات 2014، وقال بان الحديث عن الرئاسيات لم يحن وقته بعد، مؤكدا في الوقت ذاته، بان دعم الرئيس بوتفليقة من قبل وسيدعمه في حال ترشحه للرئاسيات في 2014، كما دافع عن قرارات الرئيس، وقال بان الرئيس بوتفليقة ليس "مبارك ولا بن علي" ولم يفرض أي قيود على الحريات، وقال بان الأطراف التي تطالب بتحديد العهدات لا تؤمن بذلك بل لا تفرض على نفسها هذا القيد بل تستمر في رئاسة أحزابها لعدة عهدات.