مسلسل"الذكرى الأخيرة " وقف في وجه الفضائيات العربية و إغراءاتها “فكرة الجزء الثاني للمسلسل حضرتني خلال التصوير و ليس بعد تحقيقه نسبة مشاهدة عالية" قالت السيناريست فاطمة وزان التي تعكف حاليا على كتابة سيناريو جزء جديد للمسلسل الدرامي "الذكرى الأخيرة" الذي سجل نسبة متابعة كبيرة ،و تمكن من شد المشاهد الجزائري في رمضان رغم إغراءات الفضائيات العربية الأخرى. و كشفت للنصر في اتصال هاتفي أنها باشرت في كتابة تتمة للقصة المؤثرة قبل تلقيها أي موافقة أو وعود بالبث من قبل التلفزيون، كما تحدثت عن مشاريعها الجديدة التي تكتشفونها في هذا الحوار. *هل كنت تتوقعين نجاح الذكرى الأخيرة؟ - لا، لكنني تمنيت ذلك منذ البداية و عملت جاهدة من أجل تحقيقه، و الحمد لله لقي صدى كبيرا و نسبة مشاهدة عالية أشعرتني بالفرحة و الاطمئنان لأننا نجحنا في استعادة ثقة الجمهور في الإنتاج الوطني. *هناك من يقول أن النجاح الذي حققه راجع إلى غياب المنافسة باعتباره العمل الدرامي الجزائري الوحيد على الشاشة الوطنية؟ - غياب الدراما الجزائرية عن الشاشة لا يعني غياب المنافسة، فالمنافسة حاضرة بقوة في زمننا هذا في ظل التنوّع و تعدد الفضائيات، و هو ما زادنا فخرا لأننا نجحنا في ظل إغراءات الفضائيات العربية الكثيرة من شد انتباه و متابعة المشاهد الجزائري في الوقت الذي تبث فيه مسلسلات عربية مشوقة. *تعكفين حاليا على كتابة سيناريو الجزء الثاني من "ذكرى الأخيرة" هل الفكرة كانت موجودة منذ البداية أم أن نجاح العمل دفعكم لتمديد القصة إلى جزء إضافي؟ - بصراحة لا هذا و لا ذاك، فالفكرة لم تأتيني منذ البداية و لا بعد بث المسلسل و إنما حضرتني خلال عملية التصوير، حيث أدركت بأن القصة ستكون مشوقة أكثر لو تجنبت حل بعض العقد بالطريقة التي وضعتها في البداية، و إن كانت تلك الحلول لا تؤثر على مجرى القصة مثلما هي عليه الآن، لكن إحساسي و رغبتي في إعطاء القصة حقها من الخيال و الإثارة و التشويق غرسوا لدي الحماس لكتابة الجزء الثاني. * كثيرا ما يسجل المخرج أو السيناريست نقائص بعد بث العمل و يتمنى لو أنه تداركها ، فماذا عنك أنت؟ - بالفعل ثمة نقائص تمنيت لو تجنبتها لكن عامل الوقت لم يساعدني. *مثلا؟ - مشاهد تمنيت لو تعمقت فيها أكثر، بالإضافة إلى بعض الوجوه التي لم تمنح الدور حقها. *في سياق الحديث عن الممثلين هل هناك نية لتغيير بعض الوجوه في الجزء الثاني؟ - هذا سابق لأوانه، و نتمنى أن لا نقع في هذه المشكلة التي غالبا ما تعود إلى ارتباطات الفنانين بأعمال أخرى.، لكن معظم الممثلين و الوجوه الجديدة أثبتت براعة و قدرات عالية في التمثيل. *هل تلقيتم موافقة التلفزيون لإنتاج الجزء الثاني؟ - لم نتلق أي وعود، و انطلاقي في كتابة الجزء الثاني قرار نابع عن رغبة شخصية في منح القصة بعدا و عمقا أكبر لأنها تعالج قضية اجتماعية غاية في الأهمية ، و لم يسبق تناولها و تستحق تسليط الضوء عليها. و طبعا أتمنى أن يجد الجزء الثاني كل الدعم مثل الجزء الأول ، و لا نواجه مشاكل في التصوير سواء تعلق الأمر بالأماكن التي صورنا بها المرة الأولى لأن أي تغيير سيضطرنا لتغيير السيناريو لتبرير أي تغيير مفاجئ و غير محسوب يحدث. *بخصوص المشاكل هل واجهتكم في الجزء الأول؟ - تبقى المشكلة الوحيدة التي يعانيها كل المخرجين دون شك هي انعدام مدينة للإنتاج السينمائي ، حتى نتجنب مشكل التصوير في الشوارع وسط الاكتظاظ و الزحام الذي يصعب التحكم فيه، فنحن مثلا اضطررنا في الجزء الأول لدفع أموال لميكانيكي مجاور للمحل الذي صوّرنا فيه لقطات بمقر عمل صالح حتى نتجنب الجلبة و الضجيج الذي يحدثه، و الأمر سيكون سهلا في مدينة الإنتاج التي لا زالت بمثابة الحلم الصعب المنال. * ماذا بعد الذكرى الأخيرة؟ - لدي مشروع سينمائي أنا بصدد التحضير له و حظي برضا وزارة الثقافة، و يدور العمل الذي اخترت له مبدئيا عنوان"ابن المستعمر"حول مصير و معاناة النساء المغتصبات إبان الاحتلال الفرنسي و مصير أطفالهن غير الشرعيين. و هو موضوع حساس. * هل القصة واقعية؟ - لا هي من وحي الخيال لكنها مستمدة من الواقع. * قال زوجك أنه يفضل التعامل معك لكسب الوقت فما ردك أنت؟ - بسبب انعدام ثقافة و نقص الاتصال و الالتقاء المتكرر بين السيناريست و المخرج تحدث نقائص لا ترضي عموما كاتب السيناريو ، لذا أفضل التعامل معه لكي أكون موجودة في كل خطوة، لكن هذا لا يعني أنني أرفض التعامل مع مخرجين آخرين. *كلمة ختام - انتهز الفرصة لتقديم التهاني لكل الأمة الإسلامية بمناسبة عيد الفطر.