سيناريو " الذكرى الأخيرة " فصل على مقاس بورغدة .. ونوال زعتر غير راضية أبت عائلة "رشيد" إلا أن تقاسم قراء الشروق "ذكراها الأخيرة" وأن تقاسمهم قبل الحلقة الثلاثين ما عاشته من أجواء وكواليس رفقة السيناريست فاطمة وزان والمخرج مسعود العايب.. * هذا الأخير شدد على كون "الشروق" هي المؤسسة الإعلامية الوحيدة التي سعت ولأول مرة إلى لم شمل الممثلين والتأسيس لتقليد فني وإعلامي من شأنه النهوض بمستوى الدراما في الجزائر، وأصر على أن نكون السباقين إلى أسرار وتفاصيل الجزء الثاني من "الذكرى الأخيرة". كما أصر كل من عز الدين بورغدة ومليكة بلباي ونوال زعتر وفتيحة وراد وياسمين عبد المؤمن ومروان منيع وزينايدا بويحياوي أن يكشفوا في سهرة رمضانية حميمية بمقر " الشروق " ما بقي في قلوبهم من ذكريات . هذا ما ينتظر الجمهور في الجزء الثاني من " الذكرى الأخيرة " شقيقة رشيد المغتربة ستعالج عنف الأبناء ضدّ الآباء في أروقة المحاكم كشفت فاطمة وزان، كاتبة سيناريو"الذكرى الأخيرة"، الخطوط العريضة لأحداث الجزء الثاني من مسلسلها، مركّزة على أن هدفها الأسمى من وراء ذلك هو تسليط الضوء على ظاهرة العنف الأسري في المجتمع الجزائري، وتناولها في الجزء القادم من زاوية عنف الأبناء ضدّ الآباء، بعد أن تطرقت إلى الظاهرة العكسية في جزئه الأول . ووعدت وزان بمناسبة منتدى "الشروق" أن تستنجد في الجزء الثاني بأخصائيين في المجال قبل أن تصل إلى الصيغة النهائية، مصرّحة بأن السيناريو تقريبا جاهز، في انتظار إعطاء التفسير الذي يبحث في أسباب العنف الأسري في المجتمع الجزائري. وسرّبت كاتبة النص بعض التطوّرات في المسلسل، مفيدة بأنه سيكون في شكل قصص يومية كما هوالحال بالنسبة للجزء الأول، وسيتدعم بظهور عائلات جديدة، هي عبارة عن شخصيات ثانوية في الجزء الأول . ومن بين تلك الشخصيات الأخت المغتربة لرشيد، والتي تعمل محامية، سيتطوّر دورها بعرض قضايا العنف الأسري التي تدافع عن أصحابها، وخلق حبكة جديدة تسلط الضوء أكثر على حالات عنف أسري جديدة وعكسية لما تعرض له سيناريو الجزء الأول، ولا ينفي ذلك أن تتخلص هذه الأخت من رواسب العنف الذي تعرّضت إليه، والذي لم تستطع سنوات الغربة أن تخلصها منه . وسيعرف دور " خديجة " و " رياض " تطوّرا كبيرا، خاصة رياض الذي سيلعب دور الملاك الحارس للأسرة رفقة " حليمة ". وذكرت الكاتبة بأنها تفكّر في تسليط الضوء على شريحة مهمشة ومغمورة في مجتمعنا لم تأخذ حقها من التناول ولم يغط متناولوها كل أبعادها، ألا وهي شريحة الأمهات العازبات التي تصنّف في خانة "المسكوت عنه"، واستبعدت وزان أن تتناول النصوص القادمة لها العشرية السوداء في الجزائر لاعتبارين، أولا لأن جراح الجزائريين لم تندمل منها بعد، وثانيا لأن مؤسسة التلفزيون لن ترضى بعرضه لطبيعة الموضوع، واعدة بالتطرق إليه بعد سنوات . * فاطمة وزان تكشف بأنها كتبت السيناريو على مقاس عز الدين بورغدة هذا ما سيحدث لرانية وربيعة وسالم في نهاية " الذكرى الأخيرة " " لم نقصد فيضانات " باب الوادي ".. وغيرت نهاية " سالم ".. و " حكيمة " اكتشاف " كشفت أمس فاطمة وزان، كاتبة سيناريو"الذكرى الأخيرة"، في منتدى "الشروق" بأنها فصلت "الذكرى الأخيرة" على مقاس شخصية الممثل عز الدين بورغدة. وأكدت بأنها عندما تكتب والشخصية في ذهنها تكون عملية الإبداع والخيال أسهل من الكتابة لشخصية يختارها الكاستينغ، ونفس الشيء بالنسبة لدور حليمة الذي أدته مليكة بلباي إضافة إلى دور رياض الذي كانت قد اكتشفته في " الليالي البيضاء ". تفادت كاتبة سيناريو "الذكرى الأخيرة" إعطاء تفاصيل عن الحلقات المتبقية للعرض قبيل عيد الفطر المبارك. إلا أنها، وفي سياق ثنائها على الفنانة نوال زعتر وتقدير ما بذلته رغم ما كانت تعيشه بسبب وفاة شقيقها قالت: "شخصية ربيعة أثارت انتباه المشاهد واستطاعت نوال أن تربطه بها من خلال التغيير الجذري في تعاملها مع أبناء زوجها"، قبل أن تضيف: "ربيعة هي حالة من عديد الحالات في المجتمع والعنف الأسري ظاهرة خطيرة تنهش الطفولة البريئة، وسلطت الضوء على ربيعة في الجزء الثاني من العمل لأنها من ستلم شمل الأسرة وتحافظ على ترابطها". وبررت وزان اختيارها لشخوص العمل فقالت: "شخصية رشيد مريضة نفسيا وهي انعكاس لتراكم الجحيم الذي عاشه في طفولته، وعليه أصبح رافضا لفكرة إنجاب أي طفل آخر خوفا من أن يتكرر سيناريو الطفولة القاسية مع بنتيه خاصة بعد وفاة الزوجة الأولى.. كتبت العمل منذ سنتين وحاولت تمرير رسائل للأولياء وتوعيتهم بضرورة توفير الجو الصحي لأطفالهم ". وعن النهاية التي اختارتها للجزء الأول في وجود جزء ثان سيبقي على أسرة "رشيد" مع ظهور شخصيات جديدة "الابنة رانية وبحكم ما عاشته عن قرب وما عايشته من مشاكل مع عائلتها ستقوم ودون أن تدري بتصرف طائش وبريء في نفس الوقت في إطار بحثها عن استقرار عائلتها. وعليه ستبقى بعض الأمور بدون نهايات وستعرف بدايات أخرى في الجزء الثاني ". وكشفت فاطمة وزان عن قيامها ببعض التعديلات خلال انطلاق عملية التصوير منها نهاية "سالم" زوج "حليمة" حيث كانت قد كتبت تفاصيل أخرى، وأكدت بأن السياق الدرامي استلزم الاستعانة بصور من الأرشيف لتجسيد مشهد الفيضانات ولكن المسلسل لا علاقة له بفيضانات باب الوادي. وأشادت وزان بالوجوه الجديدة على التلفزيون على غرار ياسمين عبد المومن التي أدت دور "حكيمة" و"سليمة". كما انتقدت انشغال الممثلين أحيانا في أكثر من عمل لصعوبة التوفيق في غياب الإمكانيات واستوديوهات التصوير. نوال زعتر لا تقبل بدور دون أن تقرأ كل السيناريو " وفاة شقيقي جعلني غائبة نفسيا عن العمل " لم تكن الفنانة نوال زعتر راضية تماما على أدائها لشخصية "ربيعة" في "الذكرى الأخيرة". وقالت بأن ظروفا عائلية حالت دون أن تستطيع التحكم في نفسيتها بسبب وفاة شقيقها - رحمه الله -: "هذه أول تجربة لي مع المخرج مسعود العايب والكاتبة فاطمة وزان، ورفضت العديد من الأعمال بسبب فقداني لأخي. ورغم أنني فقدت الحماسة والتركيز، إلا أن مشاركتي في هذا العمل هي اتصال جديد بعالم التمثيل، وأنا لا ألقي باللوم على وزان لأن حجم دوري لم يكن كبيرا ولكنني أعترف أنني كنت غائبة نفسيا عن العمل". وعاتبت زعتر في فوروم "الشروق" الكاتبة فاطمة وزان وتمنت لو أنها تسلمت السيناريو منذ أكثر من سنة مثل عز الدين بورغدة لتتسنى لها قراءة الشخصية والاندماج في نفسيتها معلقة على ذلك بالقول: "من الآن فصاعدا سأشترط قراءة السيناريو كاملا وليس دوري فقط، حتى أستطيع التعامل مع المحيط وتقمص الدور بإتقان . وأظن بأنه وبعد مشوار * يقارب ال35 سنة من حقي هذا الشرط ". * آسيا . ش غيابنا عن الدراما العربية سببه غياب أرضية جيدة للإنتاج الفني " اللهجة الجزائرية هي الأقرب إلى الفصحى فكيف لا يفهموننا " أرجع المخرج مسعود العايب السبب في غياب الدراما الجزائرية عن القنوات العربية إلى النقص الكبير في البنية التحتية للإنتاج الفني في الجزائر، وعلى رأسها مدينة للإنتاج الإعلامي كما هو الحال في بعض الدول العربية. وأضاف العايب: "قبل الحديث عن التسويق الإعلامي للدراما الجزائرية ينبغي أن نتكلّم أولا عن أرضية صالحة وإنتاج سمعي بصري صناعي، وبعد ذلك نضمن التسويق، وليس لنا أن نقارن أنفسنا بسوريا ونحن لا نتشابه أبدا في الإمكانات". وتكلّم مخرج "الذكرى الأخيرة" عن تجربة مصر في الإنتاج الإعلامي من خلال المدينة الإعلامية التي تيسر إنتاج الكثير من المسلسلات وتسويقها إلى العالم العربي، معبّرا "وهذا ما يجعل أعمالها السمعي البصري يصل إلى أبعد الحدود". ولم ينقص ضيف " الشروق " من قيمة المواهب التي تحتكم عليها الساحة الفنية في الجزائر : " إذا كانت المواهب التي لدينا استطاعت أن تفرض وجودها في الخارج فلا خوف عليها في الداخل ". واغتنم العايب الفرصة للحديث عن المعوقات التي تشوب استوديوهات التصوير وكواليس الأعمال الفنية التي يقدمها: "نواجه مشاكل كبيرة في التصوير، ففي ثلاثة أشهر كنا مطالبين بتصوير مسلسل "الذكرى الأخيرة" وتركيبه في نفس الوقت، ليصل إلى الجمهور الجزائري في رمضان، في حين أن العمل في مدينة إنتاج إعلامي يتيح لك الاشتغال بروية". وتحدّث العايب أيضا عن بعض العوامل الخارجية التي تجبر فريق العمل على إعادة المشاهد بسبب الشوارع التي يصوّرون فيها أوالمناطق الآهلة بالسكان، وهذا ما يؤثر سلبا على طريقة التمثيل وبالتالي على جودة المشهد، ويخلق مضاعفة جهد كان من الممكن استغلاله في بدء مشهد جديد . أما فاطمة وزان، فقد لفتت الانتباه إلى حجة أن اللهجة الجزائرية صعبة الفهم على بقية الشعوب العربية داحضة قائلة: "هناك من يرجع السبب إلى اللهجة، إلا أنه لو كان هناك إنتاج مكثف لتمكن العالم العربي كلّه من فهم اللهجة الجزائرية مثلما تمكّن الجزائريون من فهم مختلف اللهجات العربية وحتى الصعبة منها كتلك الخاصة بالخليجيين ". قبل أن تشير إلى أن " اللهجة الجزائرية هي الأقرب إلى اللغة العربية الفصيحة فكيف لا يفهمها الآخرون؟ ". دلولة حديدان " لمسنا نجاح " الذكرى الأخيرة " مع الجمهور وفي الصحافة " فاطمة وزان كاتبة السيناريو : عرفت أن العمل لاقى نجاحا من خلال وسائل الإعلام التي مدحته، ولوكان سيئا أكيد أنها كانت ستقول ذلك . مليكة بلباي " حليمة " : لم أكن أفكر في نجاح العمل أثناء التصوير، وهناك من كان يستوقفني في الشارع ويقول بأنني في المسلسل كنت صريحة ولم أكن شريرة . عزالدين بورغدة " رشيد " : توقعت نجاح العمل منذ البداية وقلت لفريق العمل أن هذه القصة مختلفة وسيتجاوز نجاحها ما حققه " موعد مع القدر ". فتيحة وراد " خديجة " : رأيت نجاح العمل بأم عيني وأنا على خشبة المسرح، فما إن صعدت بدأ الجمهور يصفق لي ويصيح باسمي في المسلسل، وصادفتني امرأة في الطريق، فعانقتني وشرعت في البكاء تأثرا بالشخصية التي أديتها . ياسمين " حكيمة " : لاحظت النجاح من خلال جولاتي بتيسمسيلت والمدية، وعجوز طاعنة في السن قالت لي : " غضتيني ". مروان منيع " رياض " : لم أكن أتوقع كل هذا النجاح، وكانت المعاملة الخاصة للمخرج تشجعنا على العمل بجد . زينايدا يحياوي " رانيا " : لعبت المعاملة التي حظيت بها من طرف الجميع دورا كبيرا في تمثيلي الجيد، وأنا أفكر في التكوين أكثر لصقل موهبتي . أصداء اعترفت أسرة "الذكرى الأخيرة" بأن "الشروق" هي الجريدة الوحيدة التي استطاعت أن تجمع أفرادها منذ نهاية التصوير ونجحت في صنع أجواء عائلية بمقرها. من خلال الضحك والدردشة والكشف عن كواليس العمل بطريقة موضوعية دون التسلل إلى التفاصيل بطريقة لا تخدم لا العمل ولا المشاهد . أجمعت كل من فتيحة وراد ومليكة بلباي وعزالدين بورغدة وزنيدا وياسمين عبد المؤمن ومروان منيع بأنهم ومن شدة إعجابهم برسالة العمل وعمق النص طلبوا من وزان المزيد من المشاهد، وهو نفس الشيء بالنسبة لنوال زعتر التي تمنت لوكانت مساحة دورها أكبر.. وسيكون لها ذلك في الجزء الثاني . مليكة بلباي سعيدة بخروجها من الأدوار النمطية التي صنعت لها صورة المرأة الضعيفة المسكينة عند المشاهد الجزائري. وأشادت بدورها الجديد مؤكدة أنها لم تقدم بعد غير 5 بالمائة من طاقاتها وهي في انتظار أعمال من شأنها تفجير موهبتها. أشاد جميع الممثلين بالدور الذي لعبته الفنانة القديرة نوال زعتر من خلال تشجيع الوجوه الجديدة ومساعدتها . كشفت الفنانة فتيحة وراد بأن حلم حياتها سيظل تجسيد دور " زينة " الذي أدته فيما مضى الفنانة نوال زعتر في " زينة وعامر ". استنكر فريق العمل غياب استوديوهات أو مدينة في الإنتاج بالجزائر على غرار الدول الشقيقة، وكشفوا عن اضطرارهم لتوقيف العمال عن عملهم ودفع أجرة يومهم مقابل تحقيق الهدوء المطلوب للتصوير . شيوخ ونساء وحتى أطفال ابدوا رأيهم في المسلسل وأكدوا تجاوبهم مع العمل من خلال غضبهم أحيانا " تطليق بورغدة لسمية " وسعادتهم أحيانا " عودة المياه إلى مجاريها بين ربيعة وأبناء زوجها ". لم تستغن رانيا عن " الذكرى الأخيرة " واستغلت الوقت لتأتي رفقة والدتها مبكرة وتشاهد المسلسل بمقر الجريدة في انتظار وصول الممثلين الباقين . بالنسبة لفتيحة وارد : مسلسل " الذكرى الأخيرة " هوالبداية لعهد جديد في الدراما الجزائرية . انتقد عزالدين بورغدة اللاهثين وراء الأعمال المشتركة بين الجزائر وسوريا مرددا : " الجزائر ثم الجزائر ثم الجزائر " وليتعلموا منا التفتح على الآخر وفهم كل اللهجات .