اللاعبون في إضراب وأزمة داخلية حادة تلوح في الأفق يعيش محيط مولودية باتنة حالة من الغليان جراء الوضع الكارثي للفريق جسدته حالة الإهمال ومعها الهروب من المسؤولية في ضمان الاستقرار المطلوب والشروط الموضوعية للاعبين سيما المتعلقة بالجانب المالي والتحفيزي،وهو ما أدى بهم إلى الخروج عن صمتهم و تجسيد تهديداتهم من خلال الدخول في إضراب مفتوح على خلفية مستحقاتهم التي ظلت تتصدر انشغالاتهم ومطالبهم في غياب حلول ملموسة رغم وعود الإدارة .وقد قاطع اللاعبون حصة الاستئناف ليوم أمس/الأحد/ حيث لم يكن أي منهم في الموعد ما وضع المدرب جمال بن جاب الله في ورطة وأخلط حساباته في وقت كان يراهن على المرحلة الأخيرة من التحضيرات للموسم الجديد لضبط التشكيلة النموذجية وإدخال التعديلات الضرورية .الحركة الاحتجاجية للاعبين بقدر ما كانت منتظرة أمام ممارسات الإدارة وعدم التزام الرئيس زيداني بتعهداته بدفع جزء من المستحقات قبل عيد الفطر المبارك،بقدر ما تحمل في طياتها بوادر أزمة داخلية حادة أيام قلائل من خوض أول بطولة احترافية حيث يخشى أنصار الفريق حدوث إنزلاقات خطيرة قد تعصف بالبوبية. وما زاد في غضب اللاعبين إقدام الرئيس زيداني على غلق هاتفه والغياب الكلي للمسيرين عن الساحة خشية لمواجهتهم والمطالبة بأموالهم رغم محاولاتهم العديدة.وقد أصيبوا بخيبة أمل كبرى وحالة من الإحباط جعلتهم يربطون قطع إضرابهم والعودة إلى التدريبات بتسوية وضعيتهم المالية بعد أن سئموا الوعود وبات الإضراب في نظرهم الحل الأنسب .وإذا كانت العناصر المستقدمة هذا الموسم على غرار الحارس بولطيف قد عبرت عن قلقها إزاء تجاهل مطالبها ولو أن 3 منهم تمكنوا من الحصول على جزء من أموالهم بعد أن مارسوا ضغطا رهيبا على المسيرين،فإن صدمة القدامى أكبر بحيث أنهم يدينون الإدارة مستحقات الموسم الفارط إضافة إلى الشطر الأول لهذا الموسم في صورة زغيدي وبيطام وهزيل وأمعوش وبلهادي والحارس ليتيم وشواطي.ولم يقتصر الأمر على اللاعبين فحسب بل امتد للطاقم الفني الذي لم يتلق أعضاؤه سنتيما واحدا ما يعكس حدة الأزمة المالية المرشحة لأن تقصف بالفريق المقبل على ولوج عالم الاحتراف بخزينة خاوية ومثقل بالهموم والمشاكل.وفي الوقت الذي حاولنا فيه الاتصال بالرئيس مسعود زيداني لرصد موقفه من هذا الوضع دون جدوى بسبب تواجد هاتفه مغلق،حملت آخر المعطيات المستقاة من بيت البوبية تخوفات واضحة من حدوث كارثة وتكرار السيناريوهات السوداء التي عرفها الفريق في سالف الأعوام مما يتطلب في نظر الأنصار الإسراع في معالجة الوضع وامتصاص غضب اللاعبين ناهيك عن تجنيد كل الفعاليات لإعادة السكينة والاستقرار .وإذا كان المسيرون قد علقوا ما يحدث من تسيب وإحباط معنوي كبير على مشجب الأزمة المالية وغياب مصادر التمويل،فإن رئيس الفرع المستقيل والعضو البارز في الفريق نعمون زدام أرجع ذلك إلى غياب النية الصادقة والإرادة اللازمة مؤكدا للنصر أن مولودية باتنة مريضة برجالاتها وذهنيات البعض الذين يرفضون برأيه مواجهة الواقع بشجاعة الأمر الذي لا يساعد كما قال على التخلص من الأزمة والحلقة المفرغة التي يدور حولها الفريق منذ مدة.وحسب نعمون فإن عودته إلى مقاليد التسيير مرتبطة بجملة من الشروط رفض الإفصاح عنها عبر الصحافة مجددا استعداده لحمل المشعل والمساهمة في إعادة الأمور إلى نصابها مع أداء موسم جيد.والظاهر أن ثمة حواجز لا يرغب الحاج زدام التطرق إليها أرغمته على الابتعاد عن مقاليد التسيير رغم تعلقه الكبير باللونين الأبيض والأكحل،فيما لا يستبعد محيط الفريق تفاقم الأوضاع في غياب مساهمة فعلية لرجال أعمال وصناعيين من شاكلة زدام الذي كثيرا ما انفق من ماله الخاص في سبيل إنقاذ البوبية.فهل ستنجح المولودية من اجتياز متاعبها وتخرج من الدوامة التي باتت تشكل مصدر قلق وتخوف الشارع الرياضي الباتني قبل أقل من أسبوعين من رفع الستار على فعاليات موسم 2010-2011.