بوخالفة الأوفر حظا لقيادة الآفلان وسعداني يواصل المعركة سعداني: ترشيحي بيد اللجنة المركزية وإذا لم ترشحني لن أترشح مدني حود: الدورة المقبلة للجنة المركزية ستكون في الثاني أو الثالث مارس بدأت الرؤية تتضح أكثر فأكثر داخل حزب جبهة التحرير الوطني، وبات واضحا أن اكبر المرشحين على الإطلاق لخوض معركة الأمانة العامة هما محمد بوخالفة عضو مجلس الأمة وعمار سعداني الرئيس الأسبق للمجلس الشعبي الوطني، لكن مؤشرات قوية تقول أن بوخالفة هو الأوفر حظا لخلافة عبد العزيز بلخادم على رأس الحزب، وقد اجتمع مكتب دورة اللجنة المركزية أمس لتحديد تاريخ استئناف الدورة، بينما رجح مدني حود عضو المكتب عقدها في الثاني أو الثالث مارس المقبل. مع بداية انقشاع الضباب داخل اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني بخصوص هوية الأمين العام المقبل اشتدت الحرب بين أجنحة الحزب في الأيام الأخيرة بين مروج لعمار سعداني كأمين عام محتمل، وبين الفريق الآخر الذي يريد السيناتور محمد بوخالفة، وبدت بكل وضوح مظاهر هذه الحرب أمس في قاعة الموقار بالعاصمة بمناسبة التأبينية الخاصة التي نظمتها محافظة حسين داي للراحل عبد الرزاق بوحارة. وقد حضر هذه التأبينية عمار سعداني الذي قال في تصريح له هناك انه "لم يترشح بعد لمنصب الأمين العام" وان قرار ترشحه بيد اللجنة المركزية، وإذا لم ترشحه هذه الأخيرة فإنه لن يترشح، نافيا أن يكون قد قال أن أغلبية أعضاء اللجنة المركزية يقفون إلى صفه. كما نفى سعداني أن يكون قد اتصل بأي طرف من اجل ذلك، وبالعكس قال أن أطرافا عدة اتصلت به، لكنه لم يكشف عن هوية هذه الأطراف، مشيرا أن اللجنة المركزية حرة في اختيار الطريقة التي تراها مناسبة لانتخاب الأمين العام المقبل، ومرجحا التئام اللجنة المركزية خلال أسبوعين على ابعد تقدير.وبخصوص أولوياته في حال تم انتخابه أمينا عاما للآفلان أكد المتحدث أنها تتمثل في وضع الحزب على السكة وترتيب بيت الحزب ووضع برنامج خاص له. وبدا سعداني - الذي حضر إلى الموقار لقياس مدى درجة قبوله ورفضه واختبار الأجواء- واثقا من انه يحظى بدعم قوي داخل اللجنة المركزية لتبوء منصب الأمين العام، وظهر بعض أنصاره في القاعة وهم يروجون لاسمه، مثل السيناتور مدني حود الذي قال أن سعداني نظيف ولا احد باستطاعته إثبات العكس، وذهب إلى حد القول بأن 80 بالمائة من أعضاء اللجنة المركزية يقفون إلى جانب سعداني، وانه الوحيد الأقدر على إدارة شؤون الحزب في هذه المرحلة. وكشف حود عن اجتماع لمكتب الدورة سيعقد الليلة ( ليلة أمس) لتحديد تاريخ استئناف دورة اللجنة المركزية، مرجحا أن يكون ذلك في الثاني أو الثالث مارس المقبل. بالمقابل رفض عدد كبير من أعضاء اللجنة المركزية الذين حضروا التأبينية سعداني جملة وتفصيلا وهم في غالبيتهم من المنضوين تحت لواء التقويمية، ولكن أيضا من أجنحة أخرى داخل اللجنة المركزية، وراح هؤلاء يشنون هجوما مضادا ويروجون لاسم محمد بوخالفة، هذا الأخير الذي حضر التأبينية وقدم شهادة قصيرة عن رفيقة الراحل لم يدل بأي تصريح واكتفى فقط بقول أنه لم يترشح و من حق اللجنة المركزية أن ترشحه لمنصب الأمين العام، لكن الحاضرون في التأبينية كانوا يروجون لاسمه بقوة في الكواليس.ووصل الانقسام بين أعضاء اللجنة المركزية إلى حد تسمية من يقفون إلى جانب سعداني بجماعة "المال والمصالح"، ومن يقفون إلى جانب بوخالفة بجماعة "الحزب والأفكار" ومعروف أن بوخالفة يعتبر من دعاة التيار اليساري داخل الحزب على الأقل في وقت سابق، وفي نفس الوقت قال عضو في اللجنة المركزية أمس بالموقار أن انتخاب أمين عام جديد للحزب سيكون في الأيام القليلة المقبلة ولن يتعدى على ابعد تقدير تاريخ 19 مارس المقبل.ويحظى سعداني بدعم جزء معتبر من جماعة بلخادم لكن البعض منهم يرفضونه، بينما تقف البقية إلى جانب محمد بوخالفة، وإضافة إليهما هناك أيضا اسمين آخرين مطروحين بقوة هما صالح قوجيل وعبد الكريم عبادة. وإذا ما حدد مكتب الدورة بالاتفاق مع اكبر الأعضاء سنا في المكتب السياسي تاريخ الدورة اليوم فإن ذلك يعتبر مؤشرا قويا على أن كل الجهات تكون قد اتفقت على اسم معين لخلافة بلخادم على رأس الحزب، وفي ميدان السباق يبدو محمد بوخالفة متقدما على سعداني لعدة أسباب أهمها انه غير محسوب على أي طرف من الأطراف المتصارعة على الحزب، وانه يمثل الاستمرارية وانه يستمد شرعية معينة من اسم بوحارة كونه كان رفيقا للراحل وهو يمثل في نظر الكثيرين من أعضاء اللجنة المركزية خير خليفة له وخير من يسير على خطه. محمد عدنان