متسولو سطيف يشتكون منافسة السوريين في استعطاف المحسنين يشكو المتسولون الذين ينشطون بمختلف الشوارع الرئيسية بمدينة سطيف من منافسة فئة جديدة وفدت إلى المنطقة في الفترة الأخيرة حيث اتخذ حسبهم الكثير من هؤلاء الوافدين و هم من جنسية سورية ،من التسول حرفة لهم و أصبحوا يزاحمونهم في مواقعهم الإعتيادية عبر شوارع المدينة و مداخل الأسواق و المساجد،ملتمسين المساعدة و الدعم من المحسنين الجزائريين. و الملفت أن كافة المواطنين يتأثرون بوضعيتهم و يتعاطفون معهم بسرعة قياسية و لا يترددون في امدادهم بشتى أنواع المساعدات خاصة النقدية "على حسابهم"، كما يعتقدون .ففي ظل هذه المنافسة السورية الحامية الوطيس يعود العديد من المتسولين المحليين في آخر النهار صفر الأيادي . حيث قالت إحدى المتسولات المعروفات بعاصمة الهضاب العليا ل"النصر"بأنها و العديد من زملائها و زميلاتها باتوا لا يحصلون على قوتهم اليومي بسبب مزاحمة السوريين موضحة:"لقد بت أتفادى التواجد في نفس المكان مع السوريين بعد الحادثة التي حصلت لي مؤخرا. لقد جلست أمام مدخل أحد المساجد وإذا بسيدة سورية تلحق بي و كان برفقتها طفل انهمك في استعطاف المصلين بعبارات مؤثرة بلكنة سورية مثل: "أعطوني خبزا أنا جوعان" فتهاطلت عليه و على المرأة الصدقات من كل حدب وصوب حتى الإمام نفسه تصدق عليهما و استقدم أحد المحسنين و تحدث إليه بخصوص و ضعيتهما و سرعان ما أعلن بأنه سيوفر لهما مسكنا بالمجان كما وعدهما بتوفير احتياجاتهما من الأكل" ،و أضافت المتسولة وكلها حسرة:"بعد هذا المشهد حملت أغراضي و أقسمت بأنني لن أجلس أمام متسولين قط ، خاصة و أنني لم أجمع دينارا واحدا" . و علقت متسولة أخرى من زميلاتها:"لم يبق لنا نصيب من أموال الجزائريين في ظل تواجد السوريين. أتمنى أن يرحلوا من بلادنا و يعودوا إلى وطنهم لننعم بسخاء المحسنين المحليين". ولمعرفة رأي الجزائريين حول ظاهرة التسول بصفة عامة،سألنا مواطنا رأيناه يدس مبلغا محترما في يد إحدى المتسولات فرد بأنه يشفق على حالهم ويحاول المساعدة ولو بمبلغ بسيط لعله يسد بعض احتياجاتهم الملحة. وعن إمكانية تصنع هؤلاء الفقر قال:"لا نستطيع معرفة نية هؤلاء الأشخاص ونحن نفعل الخير لوجه الله." و سألنا مواطنا آخر حول تعاطف الجزائريين مع المتسولين السوريين فأكد قائلا:"الجزائر تملك علاقات متينة مع الشعب السوري الذي احتضن الثورة الجزائرية والأمير عبد القادر، لذا هم في محنة وسنسعى لنصرتهم والوقوف إلى جانبهم، خصوصا أن تسولهم يدل على حاجتهم الشديدة للأموال". و اقتربنا من أحد الرعايا السوريين و هو في العقد الثالث من عمره كان يجلس بالقرب من مسجد بحي "المجاهدين" يلتمس من المصلين صدقة و هو يمسك بأربعة جوازات سفر سورية، تحدثنا إليه بطريقة ودية دون أن نكشف عن هويتنا حول لجوئه لطلب صدقات المحسنين فأكد قائلا:"لقد لجأنا إلى الجزائر بسبب الحرب الدائرة في سوريا والتي جعلتنا نتشتت في البلدان العربية." وعن لجوئه إلى الجزائر تحديدا شرح:"لقد إتصل بي العديد من أقاربي الذين سبقوني في المجئ إلى الجزائر التي تعتبر بلدا مضيافا بالنظر لما وجده أقاربي من ترحاب واحتضان ودي من طرف هذا البلد الشقيق." وأضاف بأنه قدم مع زوجته وولديه ويقطنون بأحد الفنادق في سطيف. و عن امتهانه التسول قال:"أعتمد عليه من أجل إعالة أسرتي رغم أننا وجدنا كل الدعم من السلطات الجزائرية التي لم تقصر معنا ووفرت كل التسهيلات، لكنني أسعى لجمع النقود من أجل استئجار منزل والاستقرار هنا نهائيا. كما سأسعى لإيجاد عمل قار يضمن اللقمة لي و لأسرتي و هذه المرحلة تعتبر انتقالية فقط.