سجلت المصالح الصحية ببسكرة هذه الأيام تأخرا في حملة المكافحة ضد داء الليشمانيا ،بعد أن بلغت نسبة المعالجة حوالي 34 في المئة ما جعل عدد إصابات يرتفع إلى 3018 حالة . ظروف قاهرة عرقلت العملية منها عدم انطلاقها بشكل نهائي عبر 05 بلديات لأسباب متعددة على غرار بلديات مليلي، البرج ومخادمة بالجهة الغربية نتيجة عدم توفر العمال وببلديتي الشعيبة ورأس الميعاد لغياب المبيد الحشري اللازم الذي من شأنه القضاء بشكل نهائي على الداء الذي يسببه نوع من الطفيليات تصيب بعض الحيوانات خاصة القوارض . كما يصيب الإنسان والوسيط الناقل لهذا المرض المتمثل في حشرة (ذبابة الرمل) جراء عدة عوامل منها تدهور نظافة المحيط التوسع العشوائي في المناطق العمرانية، توسع المحيطات الفلاحية وتوسط تجمعات سكانية بها، الانتشار الواسع للقمامة بالأحياء والشوارع والمفارغ الفوضوية مع غياب المكافحة لخزان المرض المتمثل في الجرذان على مستوى كامل الأحياء، وكذا قلة الاهتمام بعملية المكافحة الكيميائية العامة. وللحد من انتشاره اتخذت عدة تدابير فعالة على غرار التكفل مخبريا بالحالات المشتبه فيها والتكفل العلاجي بالحالات المؤكدة بتوفير دواء القليكونتيم ، ومنها الوقائية من خلال تحسيس المواطن وحثه على أهمية نظافة المحيط . للتذكير فقد سجل في السابق انتشار الحشرة الحاملة للداء وتكاثرها عبر البناءات الهشة بسبب نقص اليد العاملة أثناء عملية الرش بمبيد الدلتامترين ،وعدم استجابة الكثير من المواطنين للرش داخل سكناتهم ما قلل من أهمية العملية رغم دورها الفعال في الحد من انتشار الداء الذي ساهم فيه المواطن بشكل كبير من خلال تعمده الرمي العشوائي للنفايات المنزلية وغياب حملات التنظيف الواسعة من قبل سكان الأحياء لرفع القمامة والأوساخ المتراكمة التي كانت سببا أيضا في انتشار الزواحف السامة والكلاب الصالة عبر مناطق عدة من الولاية.