رواندا (0) --- الجزائر (1) فوز ثمين يقرب الخضر من الدور الأخير حقق الخضر عشية أمس فوزا جد مهم في حسابات المجموعة الثامنة، بملعب أماهورو بكيغالي، وذلك بفض الهدف الوحيد الذي حمل توقيع وسط الميدان و»دينامو» الخضر الجديد سفير تايدر، هدف كانت نقاطه ووزنه من ذهب، حيث سمح للمنتخب الوطني بالحفاظ على ريادة ترتيب المجموعة، قبل اللقاء الأخير الذي سيستضيف فيه نسور مالي، وأكد بالمرة إصرار كومندوس الخضر على تحدي كل الصعاب، ومواصلة تعبيد الطريق لتحقيق إنجاز تاريخي، يتمثل في التاهل لنهائيات المونديال لثاني مرة على التوالي، والرابع في تاريخ المنتخب. فوز الأمس أكد من خلاله الناخب الوطني سلامة نهجه وخياراته التكتيكية، وحتى ذكائه وحسن تعامله مع المعطيات الميدانية، إذ مكنه حسن اختياره للاعبين الأكثر جاهزية وصرامته في العمل، من تحرير المنتخب على مستوى الخطوط الثلاث، خاصة خط الهجوم الذي استعاد عافيته، بدليل الانجاز الكبير المتمثل في تحقيق ثاني فوز على التوالي خارج الديار، ما مكن رفقاء القائد بوقرة من مد خطوة عملاقة نحو الدور الفاصل، وبالتالي تعبيد الطريق المؤدي إلى بلد «السامبا» للمشاركة في تنشيط نهائيات المونديال. أشبال حليلوزيتش وعكس مباراة البينين الأخيرة، دخلوا مباشرة في صلب الموضوع، حيث بادروا منذ الوهلة الأولى في العمل الهجومي، بالاعتماد على الثنائي سليماني و فغولي و براهيمي، بدعم واضح من عناصر وسط الميدان تايدر، قديورة وبراهيمي، وحتى الظهيرين مهدي مصطفى ومصباح، وأكبر دليل على هذا الطرح أول إنذار الذي جاء بعد 48 ثانية فقط، عن طريق رأسية تايدر والذي حولها الحارس جون كلود إلى الركنية بأعجوبة. رفقاء المتألق فغولي تحدوا العوامل المناخية ، حيث كان تركيزهم منصب على الميدان، وقد اعتمدوا في مباراة الأمس على المهارات الفردية، كالمراوغات القاتلة للثنائي فغولي وبراهيمي، وكذا الكرات الثابتة، ولو أنها لم تستغل بالشكل المطلوب طيلة الشوط الأول، من قبل سليماني الذي حرمه الحارس الرواندي من هدف محقق (د:7) بعد عمل جيد لفغولي على الجهة اليمنى، والأخير الذي كاد أن يفتتح مجال التهديف (د:14)، بعد لقطة ثلاثية بينه وبين سليماني وبراهيمي.في المقابل لم يكن المنتخب الرواندي ذلك البعبع الذي حذر منه حليلوزيتش، والذي فرض التعادل على نجوم مالي في عقر دارهم، والدليل أنه لم نسجل له أية لقطة تذكر طيلة ال 18 دقيقة الأولى، أين استفاد من أول ركنية له كان لها مبولحي بالمرصاد. الخضر ضيعوا خلال هذا الشوط عديد الفرص السانحة، خاصة فرصة مجاني (د:53)، بعد أن رفض هدية قلب الدفاع الرواندي، وتواجده على مستوى نقطة ضربة الجزاء بدون مراقبة، حيث كانت كرته عالية وبدون عنوان، وهذا راجع إلى نقص التركيز وسوء أرضية الميدان، وكذا التدخلات الموفقة للحارس جون كلود، الذي أنقذ فريقه من عديد الأهداف. بداية الشوط الثاني كانت صورة طبق الأصل لسابقتها، حيث دخلها كومندوس الخضر بنية الحسم في موقعة كيغالي، وافتكاك نقاطها، وهو ما تجسد ميدانيا بعد مرور 6 دقائق، أين تمكن «الدينامو» تايدر من تعويض ما ضاع منه خلال المرحلة الأولى، وتسجيل الهدف الوحيد الذي عزز بفضله الخضر مركزهم الريادي، وذلك بعد تمريرة رائعة بالعقب من قبل سليماني.، الأخير الذي ضيع ما لا يضيع بعد 10 دقائق، حيث كان وجها لوجه مع الحارس الرواندي، إلى أن تسرعه جعله يرتكب خطأ في آخر لحظة، من خلال لمس الكرة باليد. وبعد ساعة من اللعب وأمام فشل الخضر في إضافة هدف الأمان والاطمئنان، استرجع المحليون الثقة بالنفس، وقاموا ببعض المحاولات الهجومية، من شكلت خطرا على مبولحي بعد قضائه 66 دقيقة في راحة تامة، وهو ما اضطر الناخب الوطني على القيام ببعض التغييرات التكتيكية، من خلال إقحام قادير ولحسن لسد المنافذ على مستوى الدائرة المركزية، والاحتفاظ بالكرة وتسيير بقية أطوار المباراة، وهي الخطة التي أتت أكلها، حيث حافظ الخضر على فارق الهدف لمدة 42 دقيقة، باحتساب الهدف بدل الضائع. حميد بن مرابط قالوا عن الفوز * سعيد بلكالام فوز مهم يفتح لنا طريق التأهل «بكل تأكيد هذا الفوز سيمهد لنا الطريق للتأهل إلى المرحلة الأخيرة من تصفيات المونديال. وقد أثبتنا اليوم بأن الخضر في الطريق الصحيح، حيث أدينا مباراة قرية سيما من الناحية البدنية بفعل عامل الطقس وسوء أرضية الميدان. ومهما يكن لقد حققنا ما كنا نصبو إليه وعلينا التفكير من الآن في اللقاء الأخير أمام مالي لتأكيد احقيتنا في التأهل». * مجيد بوقرة انتصار جسد عودتنا إلى الواجهة « نتيجة اليوم، تعني بأننا في الطريق الصحيح، حيث أدينا مقابلة في المستوى، وحققنا فوزا هاما، جسد عودتنا إلى الواجهة وطموحاتنا في التأهل للمونديال وحررنا نفسيا قبل اللقاء الأخير أمام مالي. المباراة كانت قوية من الناحية البدنية، نتيجة عامل الحرارة ونوعية أرضية الميدان. واعتقد بأنه كنا نبحث بالدرجة الأولى على الفوز، لتعزيز مكانتنا ضمن مجموعتنا ومد خطوة معتبرة نحو التأهل وهو ما تحقق». * سفير تايدر سعيد بالفوز وبالهدف الذي سجلته « أنا مسرور جدا بالهدف الذي وقعته ومساهمتي في العودة بفوز مهم وكبير وهو ما سيحفزني ويجعلني أثق أكثر في قدراتي. وبكل تأكيد، فإن هذه المباراة لم تكن سهلة كما يظن البعض حيث تميزت بالاحتكاك البدني حتى وإن كان همنا الوحيد هو الظفر بالنقاط الثلاث. وكان بإمكاننا توقيع أهدافا أخرى، لو لا بعض العوامل منها التسرع وحتى سوء أرضية الميدان والحرارة. هذا الانتصار ستكون له انعكاسات إيجابية على نفسية اللاعبين تحسبا للمقابلة الأخيرة ضد مالي وبقية المشوار». * جمال مصباح فوز أفرحني جدا « شخصيا أنا في منتهى السعادة بهذا المكسب الثمين الذي يؤكد قوتنا وطموحنا في مواصلة المنحى التصاعدي. اعتقد بأن المجموعة كانت متماسكة ومنسجمة رغم بعض العوامل التي لم تساعد على الاحتفاظ بنفس الريتم منها الحرارة وأرضية الميدان، حيث أدت دورها بالكيفية المطلوبة من شتى الجوانب، وهو الأهم بالنسبة إلينا». * إسلام سليماني لأول مرة لم اسجل لكن الفوز أهم من ذلك « لقد نجحنا اليوم في تسجيل الفوز الثاني على التوالي يحمل الكثير من الدلالات. وقد كنا في مستوى ثقة الجمهور الرياضي. وبكل صراحة، أرى بأننا لم نخيب الظن وكنا في مستوى الآمال المعلقة علينا، إنه الفوز الذي سيفتح لنا الطريق واسعا للتأهل رغم أنني لم أسجل ولأول مرة». * كارل مجاني حققنا المهم في انتظار الأهم « لقد سجلنا اليوم فوزا تاريخيا وقعه إيجابي على كافة الجوانب. ويمكن القول بأننا رفعنا التحدي وأدينا مباراة جيدة، رغم ان المهمة لم تكن سهلة أمام منافس ليس لديه ما يخسره. ومع ذلك، لا بد من التأكيد بأنه كنا أكثر تحفيزا وإصرارا على الفوز الذي عزز طموحاتنا وحظوظنا في التأهل قبل المحطة الأخيرة ضد مالي. لقاء اليوم كان بمثابة محطة هامة لتثمين فوزنا الأخير في البنين ولو انه كان بإمكاننا إثقال فاتورة المنافس الذي حاول تسبيب لنا متاعب». * مهدي مصطفى إنه أفضل سيناريو « أرى، بأننا كنا في مستوى ثقة الناخب الوطني، حيث أدينا مقابلة جيدة وبطولية وتحدينا عامل المناخ وأرضية الميدان، ولو أنه كان بإمكاننا العودة بفوز عريض بالنظر للفرص المتاحة. شخصيا انا سعيد جدا بهذا الانتصار الذي يعد أفضل سيناريو حيث مهد لنا الطريق لضرب موعدا للمحطة الأخيرة من التصفيات. صحيح أن الخضر عرفوا بعض فترات فراغ في المباراة لكن هذا راجع لأهمية اللقاء واستراتيجية المدرب فضلا عن عوامل أخرى». سجلها : م مداني أصداء..... أصداء.....أصداء حافلة الخضر تستهوي المناصرين الروانديين دخلت الحافلة المنتخب الجزائري إلى ملعب أماهورو في حدود الدقيقة ال 50 بعد منتصف النهار، و ذلك قبل ساعة و 40 دقيقة من موعد إنطلاق المقابلة، و قد كانت رحلة « الخضر « من مقر الإقامة بفندق « سيرينا « إلى الملعب في غياب تعزيزات أمنية كافية، لأن الروانديين ما فتئوا يؤكدون على أن بلدهم آمن، لكن عشرات المناصرين إستغلوا ضعف التغطية الأمنية و حاولوا إستفزاز العناصر الوطنية بالركض خلف الحافلة، و توعد العناصر الجزائرية بهزيمة قاسية، من دون تعرض الحافلة غلى الرشق بالحجارة، لأن سلوكات الأنصار تبقى من عادات و تقاليد جميع المشجعين في أدغال القارة السمراء. إجراءات استثنائية للصحافيين الجزائريين وتدخل السفير تعرض الصحافيون الجزائريون الذين تنقلوا إلى كيغالي لتغطية المباراة إلى بعض المضايقات عند الدخول إلى ملعب أماهورو ظهيرة أمس، حيث أن الفرق الأمنية الرواندية أصدرت تعليمات تقضي بإخضاع الإعلاميين الجزائريين لتفتيش صارم عند المدخل المخصص للصحافيين، وصلت حد تجريدهم من الهواتف النقالة و كذا آلات التصوير و الكاميرات، في « سيناريو « دفع بأعضاء الوفد الإعلامي الجزائري إلى التقدم بشكوى رسمية لدى ممثلي الفاف، مما إستدعى التدخل الفوري لسفير الجزائر بأوغندا عبد الرحمان بلمختار، و الذي إحتوى الخلاف بين مفاوضات مع لجنة التنظيم، ليتم بعدها تسهيل دخول الإعلاميين الجزائريين إلى منصة الصحافة. حضور الرئيس كاغامي سبب التعزيزات الأمنية بالملعب علل المنظمون الإجراءات الصارمة التي إتخذوها في التعامل مع الصحافة الجزائرية ببرمجة رئيس دولة رواندا بول كاغامي زيارة إلى الملعب لمتابعة المقابلة، الأمر الذي إستوجب تعزيز التغطية المنية في محيط ملعب أماهورو، و تواجد حشد كبير من أفراد الأمن الرئاسي، إلى درجة أن لجنة التنظيم أجبرت على الإبقاء على ابواب الملعب مغلقة طيلة الفترة الصباحية لإستكمال الإجراءات التنظيمية على مستوى المقصورة الرسمية، ليتقرر فتحها قبل ساعة و 30 دقيقة من موعد إنطلاق اللقاء، و قد إلتحق الرئيس الرواندي كاغامي بالملعب مرفوقا بحرمه المصون بعد 10 دقائق من إنطلاق المقابلة . اعتماد الدخول المجاني بسبب ضعف الإقبال على التذاكر طرحت لجنة التنظيم صبيحة أمس 23 ألف تذكرة للدخول إلى ملعب أماهورو و متابعة المباراة، قد تراوح سعر التذكرة الواحدة ما بين الف و 10 آلاف فرنك رواندي، حسب المكان المخصص للأنصار، و لو أن عدم أهمية المقابلة بالنسبة للمنتخب الرواندي تسبب في ضعف الإقبال على إقتناء التذاكر، الأمر الذي إنعكس بصورة مباشرة على تواجد الجماهير في المدرجات قبل ساعة من الموعد المحدد لإنطلاق اللقاء، و هو ما جعل المنظمين يلجأون إلى فتح الأبواب و إعتماد الدخول المجاني بغية السماح لأكبر عدد ممكن من الأنصار بالإلتحاق بالملعب، لكن تجاوب الجماهير الرواندية لم يكن كبيرا، بدليل أن المدرجات المغطاة ظلت شبه شاغرة ، و المناصرين الذي تنقلوا إلى الملعب غالبيتهم من طلبة جامعة كيغالي، بحكم قربها من ملعب أماهورو. حصة الفاف 40 تذكرة في غياب أنصار الخضر تحصلت « الفاف « على 40 تذكرة كان الإتحاد الرواندي قد منحها لجهيد زفزاف على هامش الإجتماع التقني المنعقد أول امس السبت، و هي التذاكر التي وزعها طاقم الإتحادية على الأنصار الذين كانوا حاضرين بكيغالي، و الذي لم يكن عددهم الإجمالي يتجاوز 15 مشجعا، من بينهم 5 مناصرين يمثلون الجالية الجزائرية المقيمة برواندا، لكن المناصرين الجزائريين طالبوا بالحصة كاملة، من أجل منح التذاكر لثلاثة مناصرين تونسيين لدعم المنتخب الجزائري.