مشاكل "سايبم" لن تؤثر على مكانة "ايني" وعلاقتنا مع الجزائر ممتازة تراجع باولو سكاروني، الرئيس التنفيذي لمجمع "ايني" الايطالي، عن تصريحات أدلى بها قبل أيام بخصوص وضعية شركته في الجزائر، وحاول مسؤول الشركة الطاقوية الايطالية، التقليل من تداعيات فضائح "سايبم" إحدى فروع المجمع التي تواجه متاعب قضائية بسبب تجاوزات تكون قد وقعت لدى إبرامها عقود بالجزائر عبر وسطاء، وقال المسؤول الايطالي، بان شركته مستمرة بالجزائر مؤكدا بان علاقاته مع المسؤولين الجزائريين ممتازة ولا مجال للقلق بشأن مشاريع "ايني" قال باولو سكاروني، الرئيس المدير التنفيذي لعملاق الطاقة الإيطالي "إيني"، أن علاقات شركته مع الجزائر لم تتأثر بالفضائح المالية التي تلاحق شركة "سايبم" احد فروع الشركة الايطالية، واستبعد سكاروني، اتخاذ قرار بتجميد مشاريع المجمع النفطي الايطالي بالجزائر. ووصف سكاروني، علاقات شركته بالسلطات الجزائرية، ب"الممتازة" وقال في تصريح له أمس في لندن، نقلته صحيفة "ول ستريت جورنال"، بأنه لا توجد "أية مخاوف على موقع ومكانة الشركة في الجزائر". موضحا أن علاقات الطرفين الجزائري والايطالي جيدة. ويرى محللون، بان تصريحات مسؤول "ايني" جاءت لتصحيح ما صدر قبل أيام، حين وصف المرحلة التي تمر بها شركته ب"العصيبة" وقال سكاروني في تصريحات لوسائل إعلام إيطالية الاثنين الماضي، إن الجزائر تحولت منذ فترة إلى مصدر للعذاب الأليم للشركة، بسبب التحقيقات القضائية في عقود شركة الهندسة "سايبام" مع مجموعة "سوناطراك"، وتأثيرها المباشر على "إيني" وعلى شركة "سايبام" التي خفضت توقعات أرباحها للسنة الجارية. وتملك "إيني" 43 بالمائة من أسهم "سايبام" التي فازت في الجزائر بعقود بقيمة 11.2 مليار دولار منذ العام 2006. وشرعت "سوناطراك" في تطبيق عقوبات تأخر بناء على بنود تعاقد بين الطرفين، مما دفع بشركة "سايبام" إلى خفض توقعات أرباحها للعام الجاري من 750 مليون يورو إلى 350 مليون يورو بسبب مشاكلها التجارية في الجزائر. وأضاف سكاروني: "رغم أن النظام الجبائي والضريبي الجزائري جيد للشركات والمتعاملين من القطاع الخاص، والدليل على ذلك رغبة الممثل الفرنسي جيرارد ديبارديو في الحصول على جواز السفر الجزائري، إلا أن هذا البلد -أي الجزائر- تحول منذ فترة إلى نفق مظلم نعاني فيه من عذاب أليم لم نر أي نهاية له بعد". وأوضح سكاروني، أن التدهور الكبير وغير المتوقع للوضعية التجارية لسايبام في الجزائر قد ألقى بظلاله على الشركة الأم وهنا تكمن الخطورة، بحسب المتحدث، الذي أشار إلى استمرار معاناة "سايبام" بسبب طول مدة التحقيقات القضائية الجزائرية في قضية العقود المبرمة بين "سايبام" وسوناطراك الجزائرية الحكومية. وأفاد تقرير لجريدة "ليزيشو" الفرنسية التي تهتم بالأحداث الاقتصادية، بأنّ خسائر الشركة في البورصة الإيطالية طالت 55.9 بالمائة، بعدما أعلنت الجمعة الماضي عن تخفيض توقعات الأرباح لسنة 2013 بقيمة إجمالية تتراوح ما بين 650 و700 مليون أورو. كما أكّد التقرير نفسه أنّ الشركة قد تصل خسائرها في الجزائر لما يفوق 350 مليون أورو، بسبب التحقيقات التي باشرتها السلطات الجزائرية في علاقة سايبام بشركة سوناطراك، والإجراءات العقابية التي تنتهجها الجزائر ضد الشركة. وتعتقد الصحيفة أنّ الجزائر هو البلد الوحيد الذي كلّف الشركة خسائر كبيرة محليا ودوليا، بسبب دفعها رشاوى وعمولات لإطارات بشركة سوناطراك من أجل الظفر بصفقات ومشاريع بالجزائر.