سكاروني في تونس لتفقد أنابيب الغاز الجزائرية تسببت فضيحة الفساد التي تورط فيها مجمع ”إيني” وشركة ”سايبام” مع المجمع الطاقوي ”سوناطراك” في خسارة ما لا يقل عن 500 مليون أورو من مجمل استثمارات ”سايبام” في الجزائر، بالموازاة مع زيارة قادت الرئيس التنفيذي للشركة الإيطالية باولو سكاروني إلى تونس للإشراف على خط الأنابيب الذي يعبر تونس لينقل الغاز الجزائري إلى إيطاليا. وقالت الشركة في بيان لها أمس، أن المجموعة الإيطالية للخدمات النفطية ”سايبام” يمكن أن تفقد ما يصل إلى 500 مليون أورو أي مايعادل 652 مليون دولار في المبالغ مستحقة الدفع من الجزائر، بسبب التحقيق في مزاعم فضيحة الفساد التي انفجرت في فيفري الفارط حيث تكون قد دفعت رشاوى للفوز بعقود هناك. وصرح الرئيس التنفيذي لشركة ”سايبام” أمبرتو فرجيني لوكالة ”رويترز” الإخبارية أن ”سايبام” تعرضت لبعض الصعوبات في الحصول على مدفوعاتها الأخيرة من الجزائر بسبب فضيحة الرشاوى، مضيفا أن أسوأ سيناريو هو عدم حصول الشركة على مستحقاتها، مؤكدا بأن الجزائر تزود إيطاليا بأزيد من نصف احتياجاتها من الغاز، في حين تخوف المحللين من أن التحقيق يمكن أن يؤدي إلى غرامة مالية للشركة الإيطالية وقد تصل قيمتها إلى 10 في المائة من القيمة الإجمالية للعقد. وتراجعت أرباح ”سايبام” في الربع الأول من سنة 2013 ب 202 مليون أورو حسب تقرير صادر عن الشركة الإيطالية أول أمس. وتوقعت إدارة ”سايبام” أن تنخفض أرباحها إلى النصف مقارنة بسنة 2012 أي ما يقارب 750 مليون أورو هذا العام، لكنه لم يقدم أي أهداف محددة لعام 2014. ومن جهتها جمدت أموال ”سايبام” الموجودة بالبنوك الجزائرية في وقت تراجعت أسهمها في بورصة ميلانو شهر مارس الفارط ب 7 مليار أورو من رأسمال الشركةد بعد انفجار الفضيحة، حسب ما جاء في موقع ”رويترز”. وعلى صعيد آخر، تنقل الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة الإيطالية ”إيني” باولو سكاروني، هذا الأسبوع، إلى تونس لمعاينة وضمان سلامة خط أنابيب الغاز الذي يمر من الأراضي التونسية قدوما من الجزائر ليعبر البحر الأبيض المتوسط وصولا إلى إيطاليا. والتقى سكاروني وزير الصناعة التونسي مهدي جمعة لمناقشة عمل شركة ”إيني” في تونس، وقال سكاروني أن شركته حريصة على ضمان سلامة خط أنابيب الغاز الطبيعي، الذي يعبر تونس لينقل الغاز الجزائري إلى إيطاليا. وتشاور الطرفان حول اتخاذ جميع التدابير اللازمة والمناسبة لضمان سلامة خط أنابيب الغاز الذي ينطلق من الجزائر، والذي ينقل حوالي 1 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي يوميا. وعززت الجزائر الأمن حول منشاة الطاقة بعد الاعتداء الإرهابي الذي استهدف شهر جانفي الماضي منشأة الغاز بعين اميناس، ومن جهتها حرصت تونس على تكثيف إجراءاتها الأمنية على طول الحدود.