المخرج عمار العسكري يعرب عن حزنه على السينما قال المخرج عمار العسكري بأنه جد حزين بسبب الوضع المزري للسينما الجزائرية الذي يسير حسبه من السيء إلى الأسوأ ، منتقدا بشدة المسؤولين عن هذا القطاع . المخرج تحدى التعب الذي نال منه خلال المدة الأخيرة ،ليعبر عن أسفه لما آلت إليه الأمور في مجال الثقافة و يشرح واقع السينما بالجزائر، خلال الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة لجمعية أضواء السينمائية المنعقدة ليلة أول أمس، بمناسبة تجديد هياكل جمعية أضواء الثقافية. مخرج الأفلام الثورية الخالدة على غرار «زهرة اللوتس» تم تجديد الثقة في شخصه من طرف أعضاء الجمعية أثناء اللقاء، فنصب مرة أخرى رئيسا لها . العسكري بدا جد حزين للوضع المزري الذي آل إليه حال السينما الجزائرية، حيث قال في مداخلته أمام أعضاء «أضواء» و العديد من الوجوه السينمائية الحاضرة:» انخرطت وأنا في سن مبكرة لا يتعدى 15 سنة في صفوف جبهة التحرير الوطني، و الآن و بعد مسار فني طويل و انقضاء أكثر من نصف قرن على الاستقلال أشعر بأنني حزين جدا، للوضعية الثقافية في الجزائر التي تسير من سيء إلى أسوأ».و أضاف متحسرا: «صدقوني الثقافة بلا حرية لا معنى لها، والمثقف من غير حرية لا قيمة له». وانتقد المتحدث الوضع المزري للسينما الجزائرية، خاصة بعد أن تم حل المؤسسات الثلاث التي كانت وراء ولادة السينما في بلادنا عند نهاية الثمانينات والتسعينات، مضيفا بأن ذلك أحدث شرخا صارخا في المنظومة السينمائية الجزائرية في غياب الهياكل الكفيلة والبديلة للمؤسسات المحلة. المخرج العسكري وفي سياق متصل، عرج للحديث عن الوسائل القانونية لتسيير القطاع السينمائي، و غياب القاعات السينمائية التي كانت في وقت ليس ببعيد قبلة لعشاق الفن السابع و العائلات، و أضاف:»اليوم نرى كل أبواب قاعات السينما مغلقة، ومنها من تم تحويلها إلى نشاطات لا صلة لها بالثقافة». مذكرا في نفس الوقت بالعدد الإجمالي لقاعات السينما والذي كان 500 قاعة، والتي لم يبق منها اليوم- كما قال- سوى 10 قاعات فقط على المستوى الوطني، في وضعية مزرية وكارثية. هذا الواقع جعله يتأثر كثيرا و يتحسر على الهياكل الثقافية الضائعة. كما لم يتوان في البعث برسالة مشفرة إلى المسؤولين على أمل تحفيزهم للقيام بإعادة ترميم قاعة سينمائية أو قاعتين على الأقل في كل ولاية.حيث قال:» هذا ليس بعزيز أو صعب على بلد مثل الجزائر يزخر بإمكانيات مادية وبشرية لا نجدها في بلدان أخرى». مضيفا بأن ما هو موجود اليوم من قاعات، يبث ودون حسيب ولا رقيب أفلام إباحية، لتتحول قاعات السينما إلى وكر للرذيلة بسبب أفلام الفيديو التي لا تخدم الثقافة، و هي بعيدة عن الفيلم السينمائي. وختم تدخله مؤكدا بأن الجمعية الفنية السينمائية «أضواء»، هدفها الحفاظ على التراث السينمائي الجزائري، بما يمكن من المساهمة في إعطاء دفع للثقافة بصفة عامة والسينما على وجه الخصوص.