رغم مرضه إرٍتفع الصوت الخافت للمخرج الكبير عمار العسكري أول أمس في مداخلته على هامش إنعقاد الجمعية العامة لتجديد هياكل الجمعية الثقافية '' أضواء'' وقال صاحب'' ''زهرة اللوتس'' بعد 50 سنة من الإستقلال وانخراطي وأنا في سن ال15 عاما في صفوف جيش التحرير الوطني أشعر بتعاسة ومرارة الألم لما آلت إليه الوضعية الثقافية في الجزائر بعد التضحيات'' . وأضاف أن « الثقافة بدون حرية لا معنى لها والمثقف من غير حرية لا قيمة له و أوضح أن الجنرال الفيتنامي جياب الذي تربطه صداقة قوية به قال له « إن القرن العشرين عرف ثورتين وطنيتين شعبيتين قويتين هما الثورة الفيتنامية والثورة الجزائرية وتتفوق الثورة الجزائرية كونها أكبر وأقوى لأنها واجهت الحلف الأطلسي بصدر مفتوح دون خوف وكنتم في فم المدفع وعليكم أن تحذروا من الكراهية التي يكنها الغرب عامة والحقد الفرنسي خاصة أن فرنسا لم تهضم خروجها من الجزائر واستقلالكم وطلب الجنرال جياب من الجزائريين أن تسير بلادهم الفتية بحكمة وحيطة « . هاجم المخرج عمار العسكري، أول أمس، القائمين على قطاع الثقافة في الجزائر، وانتقد وضع السينما الذي تراجع، بعد حل المؤسسات الثلاثة التي كانت تعنى بالسينما نهاية الثمانيات والتسعينات وقال أن ذلك أحدث شرخا في بنية السينما الجزائرية خاصة في غياب هياكل بديلة للمؤسسات المنحلة وغياب الأطر القانونية لتسيير القطاع السينمائي وأضاف صاحب « دورية نحو الشرق « لقد حذرت المسؤولين على نتائج تغييب إستراتيجة ثقافية للحفاظ على الشخصية الجزائرية وقد تم تصفية المؤسسات خلال فترة حمرواي حبيب شوقي الذي يتحمل مسؤولية كبيرة وغيره من المسؤولين في تلك الفترة و تسائل عمار العسكري عن غياب القاعات السينمائية التي أغلقت أو حولت لنشاطات أخرى وأشار أن عددها 500 قاعة سينمائية تركها المستعمر بعد الإستقلال لم يبقى منها اليوم سوى 10 قاعات على المستوى الوطني وهي كارثة مضيفا بأنّه لو أنّ كلّ ولاية تقوم بإعادة ترميم قاعة سينمائية واحدة أو اثنين على الأقل وتنجز قاعة جديدة لأصبحت الجزائر تصبح تملك في حدود 140 قاعة سينمائية في السنة كما أعاب على هذه القاعات عرضها لأفلام فيديو ودي في دي بعيدا عن الفيلم السينمائي 35 مم وطالب البرلمانيين الدفاع عن الثقافة و ليس رفع اليد فقط بل التشويش من أجل إثارة إنتباه المسؤولين للقطاع الثقافي كما أشار العسكري إلى الدور المشبوه الذي يقوم به المركز الثقافي الفرنسي في دعم النشاط الثقافي في الجزائر وشدّد صاحب شصدورية نحو الشرقصص على ضرورة بعث السينما الجزائرية من جديد، وتسليم المشعل للشباب، لخوض غمار الفن السابع برؤية جديدة شصلأن الصورة أصبحت اليوم أهم من السلاح، كونها الأكثر تأثيرا وإقناعا من الوسائل الأخرى وأشار عمار العسكري إلى أنّ الجمعية الفنية السينمائية «أضواء» التي تضمّ عددا كبيرا من الفنانين والمخرجين والممثلين من الجيلين تسعى من أجل الحفاظ على التراث السينمائي الجزائري بما يمكن من المساهمة في إعطاء دفع للثقافة بوجه عام والسينما بوجه خاصوتعمل بجد عبر برنامجها السنوي من أجل الحفاظ على الذاكرة السينمائية الجزائرية. ومن جهته وبحضور نخبة من الوجوه الفنية والمحضر القضائي قروي محمد قروي قدم الفنان بن يوسف حطاب التقرير الأدبي والمالي لجمعية « أضواء « وتم تنصيب المكتب التنفيذي للجمعية المشكل من 8 أعضاء هم رئيس الجمعية عمار العسكري ، رابية عمر نائب الرئيس ، والأعضاء بن يوسف خطاب ، بهية راشدي ، رابية عبد الحميد ، لخضر حمينة رشيد ، حسان بن زيراي ، قديري أنيسة فما يتشكل المجلس من 15 عضوا مع توسيعه ليشمل أعضاء آخرين في خلايا كما أعلن عن تأسيس فرع للإنتاج السينمائي للجمعية وتناول المخرج الغوتي بن ددوش واقع الممارسة السينمائية في الجزائر التي تعاني من غياب التمويل والقاعات والتوزيع وقال أن أصحاب القرار لم يهتموا بالثقافة ولم يعتبروها أولوية.