ما يحدث في التظاهرات الثقافية لا يختلف عما يحدث في الشارع! ثمة تحول مرعب أصاب منظومة القيم والمعارف والأفكار حاوره: نورالدين برقادي عزالدين جوهري، شاعر وكاتب يجمع بين عدة عوالم: القانون (ليسانس حقوق)، العلوم السياسية (ماجستير في العلاقات الدولية)، الكتابة (الشعر والنقد). وقلبه معلق بين أمكنة مختلفة: بلدة جلال الخنشيلة (الجزائر)، دمشق (سوريا)، بيروت (لبنان)..التقيناه بمدينة خنشلة بعيد عودته من بيروت، أين قدّم رسالة الماجستير حول الصراع في القرن الإفريقي الصومال نموذجا، وكان لنا معه هذا الحوار. “أنثى البدايات"، "رذاذ يسقط ولا يصل"، "بين شفرتي جرح"، " تقريبًا على ميقات الجمر" هي عناوين لأعمالك الإبداعية المعبقة، ماهي الأزهار التي تصنع منها عطر هذه العناوين؟ طبيعة العناوين، وخاصة الشعرية منها أنها تؤدي وظيفة سيميائية أو سيميولوجية كثيفة وعميقة من حيث حمولتها الدلالية، والتي تعد البوابة والعتبة الأولى لولوج النص الشعري بغرضِ الفهمْ والاستيعاب. هذا الجانب الإجرائي الذي يفرضه المفهوم هو الذي يجبر الشاعر على انتزاع اللفظ الذي يلجُ به إلى ذهن القارئ أو المتلقي. لذلك وجب علي أن أنتظر الروح حتى تفيض لأقتنص ما تخمر من اللغة، وما تعتَّقَ منها كما يفعل المتصوفة ومع الجملة الأولى التي تطفو على السطحْ، أو يتم العثور عليها في أركان الروح وزوايا الحنين أضعها عنوانًا دون عناء كمدخل للمجموعة أو الديوانْ. من هذا المنطلق يبدو أن تأثيث العناوين أمرْ مرتبط بالسكر اللغوي، وهي مرحلة يتخثر فيها الكلامْ إلى أن يصبحَ وحشْ يسطو على واضعه تمهيدًا للسطو على جمجمة القارئ وذهنه، ليحدث الصدمة أو التكهرب الذي يجبره على مفهمة المتن الشعري كما يراه وكما يُخيل لهُ. فضّلت الإبحار في عالم الشعر باستخدام أشرعة حرّة، ماهي مبررات هذا الاختيار؟ وهل الشكل أهم من المضمون والرسالة الشعريين؟ أولا نحن نريد أسئلة خلاَّقة تأخذنَا نحو الضوء، لا أسئلة تعيدنَا إلى العتمة، أو تبقينا فيهَا! نريدُ أسئلة تأخذنَا نحو النور الحقيقي الذي نرى من خلاله الجمال والحسنْ، أتدري لماذا؟ لأن طرح السؤال على هذا النحو الموجعْ، يفيد بأننا لازلنا لم نتحرر بعد من سطوة الشكل الذي تبنى به القصيدة أو النص الشعري. ويفيد كذلك أننا لازلنَا نريد لهذا السجال أن يستمر بما يزيد من تتفيه للسؤال، أو إحتقار السؤال الخلاق في مقابل السؤال الهدَّامْ الذي يفضي إلى القهقرى، أو أننا لازلنا لم نهضم بعد التحول الحاصل في شكل الكتابة الأدبية بشكل عام والشعرية على وجه خاصْ، كما قد يفيد أننا لا نريد تقبل هذا الشكل الجديد الذي أسميتَه الشراع الحرْ من الكتابة الذي يعد تحولا طبيعيا للتراكمات النصية والمعرفية والأنساق التي تقوم عليها القصيدة، ويبدو كذلك أن عدم الفهم أو إستيعاب الحداثة بكل أنواعها وأنماطها أمرْ في غاية الخطورة، وأن الردة التي نريدها على مستوى الشكل هي التي خلقت هذا السجال العقيم الذي يفضي إلى إلغاء حقبة نصية طويلة جدا حدثت منذ أكثر من 50 عاما من تاريخ الشعرية العربية، والتي بدأت بجيل نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وإلياس الفاضل، مرورا بنزار وآدونيس والماغوط وممدوح عدوان ومحمود درويش وغيرهم من الذين أرسوا دعائم جديدة للنص الشعري العربي وانفتحوا على مختلف الضروب والصنوف الكتابية. هذا التأصيل الذي يمهد للإجابة على سؤالكَ، لا ينبغي أن يفهم بأنه تحامل على العمود- رمز الفحولة الشعرية العربية- أبدًا. ليس هناك من شاعر لم يدخل الحداثة بحذاء عباسي، وبخلفية عمود التي كانت وستظل ذاكرة مهمة جدًّا وغنيَّة. لكن الذي أريده هو تربية الوجدان والعقل معًا على التحرر من القالب والشكل الجامد الذي يفضي إلى التسطيح وبالتالي النكوص والردة. لاحظ معي الجملة التي أخذت من مقدمة" للصلاة والثورة" لنازك الملائكة: " إن الشكل بصفته المطلقة- صيغة جمالية مبرَّاةٌ من العيوب، سواءً أكان حرًّا أم خليليًا. إنما العيوب منَّا نحن الشعراء"، إنها إجابة صادمة وعنيفة أسست لجيل جديد من الكتابة، كما أسست لحقبة متخثرة من النصوص الرائعة والباذخة. كما أنهَا في الأخير- وهذا هو المهم- أنهت صراعْ طويل حول حقبة نصية من تاريخ الشعرية العربية. ثمَّ دعنَا نحيلُ أنفسنَا على موقف الماغوط - أحد أهم الأصوات الشعرية العربية - صاحب مقولة:" الشعر جيفةٌ خالدةٌ"، هذا الشاعر الذي لم يكن بوسعه انتقاء الشكل الذي ينكتبْ به والشكل الذي ينوجد به كائنه الشعري الذي يسكنه كان جائعًا وعاريًا وعطشانْ بما يكفي لشرب البحر والأنهار والمحيطات، لم يكن في وسعه أن ينتقي شكله الشعري وشكله الذي يكتب به آلامه وآلام العالم والكائن البشري، كان يشعر بالبرد والجوع والعطش، إلى جانب القهر واليأس من نفسه ومن الآخرْ، لذلك جاءت كتابته متحررة من كل قيدْ يمكنْ أن يقلل من الجمال المتوحش الذي يسكن اللفظ الماغوطي أو القاموس الماغوطي الذي هو كائنات لفظية متوحشة تعكس كثافة الألم الذي يشعر به، حتى أنه أعدَّ تقريرًا رهيبًا حول العذاب والألم الذي يجتاحنا بغرض رفعه إلى الله. من هذا المنطلق أجدني لا أعير بالا إلى الشكل الذي أكتب به، ولا أراقب نفسي أثناء الكتابة، كما لا أحرص على بنية النص، ولا يهمني كثيرًا. لا أفعل ذلكَ أبدًا. حين أنتهي من نص أراقبه لغةً، اللغة التي إن لم تركض مع الحياةْ ماتتْ بتعبير نازك الملائكة دائمًا ثم أركنه جانبًا لألتفت إلى نداء آخرَ للقصيدة لأكتبها أو أكتب نفسي بها. شاركت في عدة تظاهرات شعرية داخل وخارج الوطن، فيما أفادتك هذه المشاركات؟ التظاهرات الشعرية في ظاهرها دليل نضج وصحة وعافية، كما أنها شكل من أشكال الرقي الحضاري والإنساني في أعمق تجلياته، والذي يهدف إلى تخليص الإنسان من همومه وأقراحه والبؤس الذي يجتاحه من الألف إلى الياء. والشعر في كل العصور شئناه أن يكونَ وسيلة من وسائل رتق بعض أو كل الإخفاقات التي حصلت لنَا جراء الوباء الذي بداخلنا. لكن الخطر الأعظم حين تصبح هذه التظاهرات الثقافية وكر للنفاق والكذب والرقص على آلام الشعوب والإنسان والضحك على بعضنا البعضْ. كنت أذهب إلى تلك الفضاءات رغبة مني في ملامسة فعلنا الثقافي الجاد، والوقوف على مدى نضجنا... كنت أذهب لأطمئن أن هناك فضاء نقي يمكن من خلاله أن نرتق بعض الثقوب والشروخ الحاصلة في جسدنا وفي عقلنَا العربي... في كل مرة أعود خائبًا من نفسي ومن غيري، فوجدت الحال من بعضه. لا فرق بين الشارع وبين تلك الفضاءات سوى أننا ننافق بالكلام والآخر ينافق بالسلعة وغيرهَا، فلقد التقينا ولازلنا نلتقي لاجترار الكلام ولوكه دونما فائدة مرجوة منه، لذلك ضقت ذرعًا بنفسي وبجلساتنا غير الجادة. هناك مصائر معلقة على أكتافنا، لكننا لا نقوم بأي خطوة جدية نحو ذلك. هذا أمر مؤسف وخطيرْ! ماذا يمثّل عندك القلم، في مجتمع يمجّد البزناسي ولاعب كرة القدم ولا يعير أدنى أهمية للكاتب؟ هذا نتاج تحول رهيب أصاب العقل البشري في محاولة منه للسيطرة على الآخر وتفتيته من داخله وإفراغه من محتواه الإنساني تمهيدًا لسحقه ومحقه، وهي محاولة لإبعاده عن دائرة الاهتمام الحقيقية التي يجب أن ينتمي إليها. والتقدير الذي يناله البزناسي ولاعب كرة القدم جاء في سياق تحول مرعب أصاب سلم الاهتمامات ومنظومة القيم والمعارف والأفكارْ حيث أصبح الداني قاصي والضحية جلاد، والجلاد ضحية، وأصبح فيه الوفاء عيبًا والخيانة شهامة...إلخ من المتناقضات التي تحصل كل يومْ. مع كامل الاحترام للبزناسي ولاعب كرة القدم لأنني لست ضدهم كأشخاص، ربما تجد بزناسي ليس من الثقافة في شيء أهم من ألف مثقف مجتمعين. ليس هذا هو الإشكالْ، الإشكال الحقيقي أنها جاءت كمرحلة طبيعية عكست التخمة المادية التي وصل إليها إنسان العصر الذي هيكله يبدو جميلاً وأنيقًا لكنه من الداخل هشْ. وفي ظل هذا التحول المؤلم الذي أثر سلبًا على الكاتب والمفكر والشاعر تظل الكتابة ويظل القلم هذه التهمة السافرة التي تمشي بلا قدم بتعبير أحمد مطر، الأداة الوحيدة التي من خلالها نسعى لمقاومة الوهم والسراب واليأس والإنتحار والجنونْ، ومقاومة هذه المشاريع التي تهدف إلى تحقير الإنسان وتتفيهه وإفراغه في محتواه ومن أسباب إستخلافه في الأرضْ. ختامًا اللباس لا يصنع الرَّاهبْ ياصديقي. هل هناك علاقة بين خفقان قلب الكاتب أثناء تنفسه ورسمه للحروف لمّا يكتب؟ الجميل في الكتابة أنَّها تأتي في سياق نداءات داخلية قصية من جهاتْ نقية جدًّا، لا تتاحْ لكلَّ الناسْ، جراء الحميمية والقربى التي بين اللسان والجنان، وما رأيت أمتع ولا أملح من تلك الجملة التي قالها الدكتور محمد سعيد رمضانْ البوطي في كتابه "من الفكر والقلب"، في همشنته لنصه" أميرة الحلم الذي طاف بكياني اثنين وأربعين شهرًا"، قالَ البوطي:" ... أما مصابي فقد أبدلني الله به خيرًا، وأما هذه القطعة الأدبية فقد أودعتها أجمل ما تكون الصلة بين لساني وجناني" يا لها من جملة راقية، أعادتني إلى سحنة وجهه الوضيء حين إلتقينا في كلية الشريعة بجامعة دمشق، جملة تعيد الاعتبار للنبض الصافي والصادق والعذب لا النبض المصطنع والمخادعْ. ولعلنا نكتب مع أول خفقة ومع أول إخفاق الذي هو أول المآزق كما تقول مليكة مقدم:"إن أولى خفقات القلب هي أولى المآزقْ". في حوار له مع جريدة جزائرية، اتهم الشاعر الفلسطيني سميح القاسم مثقف العالم العربي بالجبن، هل جميع المثقفين تنقصهم الشجاعة والفكر الناقد؟ لعلَّه صادق سميح حين تحدث بمرارة عن فشل المثقف العربي في أن يكون فاعلاً إزاء قضايانا الكبرى ومصيرنَا البائسْ، لأنه ومنذ سقوط الأندلس مرورًا بفلسطينْ لم يتوانى في الوقوف ساكنًا إزاء الجراحات والعذابات التي ألمت بالإنسان العربي. صديقي نورالدينْ المثقف العربي لا يبالي بمصيرْ العربي ولو فكرَّ في مصائرنَا، لما وصلنَا إلى هذا الخرابْ الذي نعيشهُ بسببِ تقاعسهمْ عنْ مهماتهمْ الكبرى. المثقف العربي حفّار قبور لوأد البشرية، ليطهرها )واهما( من الحثالات وأشباه البشر ويستثني نفسه. المثقّف في بلادنا العربية إيقاع طويل من جنون وهستيريا، وطابور سادس للنُّفايات، والروائح الكريهة التي تزكم الأنوف. المثقَف في بلادنا العربية، حين يصاب بمكروه في عقله، يستعير صفاء رجل ريفي الملامحْ لينعم بالهدوء والسكينة، جراء حروب الجسد المنهِكَة، التي تخاض هنا وهناك. وبدل أن يضطلعَ المثقَّف بإنجاز مهمات أنفع وأنبل وأكثر صدقًا، تراه هناك، منزويا على نفسه يستدرج أحلامه التي لا تخرج عن نطاق)ذات الوركين المليحينِ، الجميلين، الأخاذين، الشَّهيَّينِِ(.المثقَّف وللأسف)هذا المقام الذي يفترَض أن يكون الأكثر نضجا في مقامات الغوص(، يرممُ خرائبه على حسابِ غيره من البسطاء والفقراء والجوعى، يسرق منهم حقيبة السَّفر، ويسرق السفر، والجواز. يسرق منا الدمع ليبكي، وحين يريد الصراخ بأعلى صوته يستعير حنجرة جدَّتي التي تتسعُ لصراخ يدومُ حولا كاملاً دونما انقطاع*. ثقافتنا مبنية على الثنائيات المتطاحنة: الأصالة الحداثة، الإسلام العلمانية، المدني العسكري، الأدب الرجالي الأدب النسوي، الوطنية العمالة، المديني الريفي، المعرب المفرنس.. كيف يمكن الخروج من هذا التطاحن؟ إنه حراك ورهانْ للزج بالإنسانْ في حروب ومعاركْ تفضي إلى مزيد من التطاحنْ الذي يؤدي إلى إبادة الجنس البشري معرفيًا وإنسانيًا، كما يؤدي إلى إفراغ الإنسانْ من إنسانيته تمهيدًا لتحويله إلى وحش يلتهم الآخرْ الذي يختلف عنه، كما يحدث في تسمية الأدب الرجالي في مقابل الأدب النسوي، حيث تريد الذكورة أن تلتهم الأنوثة، والأنوثة تريد إلغاء الذكورة وكما يحدث في الإسلامي مقابل العلماني، حيث يخدش الآخر الآخر المختلف عنه بغرض إلغائه وإقصائه. إنَّه مشهدٌ صادمْ يعكس التطور السلبي الذي أنتجته الأيديولوجيا، والذي أسميهْ بؤس الأيديولوجيا التي عجزت على تلبية متطلبات الإنسان المعرفية والنفسية والاجتماعية وتوحيد الذهن حول مفهوم إنساني واحد. للأسف الشديد لازلنا في بلادنا العربية والإسلامية لم نتجاوز بعد هذه التي أسميتها بالثنائيات المتطاحنة التي أفضت إلى معارك بليدة وطاحنة في سبيل إلغاء الآخر والإبقاء على فكرتي، ولعل هذا الإستمرار في النقاش العقيم عن وجود أصالة في مقابل الحداثة...إلخ من الثنائيات التي أورثتنَا حقبة عنيفة وصادمة توصل فيها الإنسان إلى قتل أخيه الإنسانْ بسببها ولعل التجربة مريرة بالنسبة لنا كجزائريين في هذا الخصوص. إذًا السبيل الوحيد للخلاص هو الإعتراف بوجود فعل إنساني خالص، والكف عن الطعن في الوظيفة البشرية للناس وتعبيد الطريق نحو تقبل الآخر المختلف وإيجاد عوامل مشتركة بين مختلف التوجهات الفكرية والعقدية لصالح النقاط المشتركة التي هي كثيرة، دفعًا لعجلة المصالحة الإنسانية التي تهدفْ إلى تمجيد الإنسانْ بقطع النظر عن توجهاته الفكرية والعقدية والأخلاقية، لأن الحياة تقوم على الإختلاف والتنوع الذي لا يقلل من الإجتماع البشري والإنساني تحت راية الإنسانية في صميمها وفي أعمق معانيها. بعد عشريتين من رحيله (نوفمبر1989) أعيد، مؤخرا، الاعتبار لروائي الجزائر الأول مبدع نجمة، الراحل كاتب ياسين، كيف تنظر إلى هذا الاعتراف "الرسمي" بعد عقود من الإجحاف ؟ الحقيقة هناك الكثير من علامات الإستفهام حول كاتب ياسين، خاصة من منظور الأيديولوجيا - التي قلنا عنها سلفًا أنها بائسة ولعينة- التي تحكم عادة إجاباتنا المتعلقة بقلم أو برمز أو أيقونة فكرية ومعرفية ما، الواضح أن كاتب ياسين قرئ بسياق أيديولوجي محض سواءً من قبل المدافعين عنه أو المشككين في مواقفه وجوازمه وإنتماءاته. وحتى الإعتراف الأخير بقيمته ككاتب بعد سنوات طويلة من الطمس جاء كذلك في سياق أيديولوجي محضْ، لتمرير مشاريع معينة الغرض منها إبقاء جهة ما وصية حتى على فعلنا الثقافي والمعرفي. كل ما يمكن أن أقوله أنه يجب علينَا أن نقدم إجابات صحيحة حول تقييمنا لمواقف ومسار كاتب ياسين الثقافي والمعرفي، وقراءة مواقفه قراءة صحيحة وجادة، حتى لا نكذب على الأجيال اللاحقة. نقدم لهم إجابات حقيقية وشافية لكل نقاط الإستفهام التي تطرح بغرض جواب صادق حتى ولو كان موجعا وعنيفًا.