إقبال ضعيف على الورشات، إلغاء محاضرات و معرض تشكيلي بلا زوار زاحمت كتب الطبخ و الإصدارات الموّجهة للبالغين قصص الأطفال بمعرض الكتب المنظم بمناسبة الطبعة الثالثة لفعاليات "القراءة في احتفال" ببهو دار الثقافة محمد العيد آل خليفة الذي شهدت مختلف ورشاته إقبالا متذبذبا للأطفال، فيما سجل معرض الفنون التشكيلية غياب شبه كلي للزوار بقاعة اسياخم و ألغيت أولى المحاضرات المبرمجة على هامش التظاهرة بسبب غياب المتابعين و كذا الأستاذتين المحاضرتين. الطبعة الثالثة للقراءة في احتفال التي حملت شعار "كتابي صديقي" لم تنجح في استقطاب عدد كبير من الجمهور ، رغم تقريب الورشات بجلبها إلى قلب المدينة بعد احتضان قصر الثقافة مالك حداد لطبعتيها السابقتين اللتين تحجج الكثير من المواطنين حينها، ببعد الموقع مما حال دون منح صغارهم فرصة المشاركة في العديد من الورشات المهمة و على رأسها ورشات الرسم، القراءة و الحكاية و المسرح التي عرفت حضورا قليلا للبراءة، حيث و رغم الحيّز الضيق المخصص للعروض فإن الفضاء لم يكد يمتلئ في أي من الورشات، و لم يشهد التدافع المعهود في أيام مسرح الطفل. أرجع بعض ممن تحدثنا إليهم سبب العزوف ،إلى انشغال الآباء بالدخول الاجتماعي و الاستعداد للدخول المدرسي.الشيء الذي حال دون تفرغهم لمرافقة صغارهم لمختلف الورشات، مثلما قالت المواطنة سامية غيلاس التي كانت منهمكة في انتقاء كتب للطبخ التي زاحمت قصص الصغار بمعرض للكتب شكلت فيه الكتب شبه المدرسية و الإصدارات الموّجهة للبالغين أكبر نسبة، فيما اقتصرت الأجنحة المخصصة للطفولة على جناح لبيع اللعب و جناحين لبيع القصص و مجلات التلوين و كتب الدعم المدرسي. عكس ورشتي الحكاية و الرسم اللتين حظيتا بترّدد بعض الأطفال عليهما، بشهادة بعض الحاضرين، بقيت مختلف الورشات الأخرى كتلك المخصصة لبيع و تبادل الكتب و القصص تترّقب زيارة المهتمين الذين انشغل أكثرهم بجناح بيع اللعب بمدخل البهو و كذا عروض البهلوانيين الأكثر إثارة لفضول المارة. و تحدث بعض زوار معرض الكتب عن ارتفاع أسعار القصص الأكثر إثارة لفضول و اهتمام أبنائهم و وصفوها بغير المشّجعة في ظل الاستعداد للدخول المدرسي بأعبائه الكثيرة و المرهقة لميزانية الأسرة. حيث لفت انتباهنا تأمل العديد من الزبائن لإصدارات عالمية مغرية لجودة طباعتها دون اقتنائها لأن أسعارها تزيد عن ال1500دج. قاعة اسياخم خاوية على عروشها عانت قاعة اسياخم لثالث يوم منذ انطلاق التظاهرة من غياب شبه كلي للزوار ، حيث أعرب أحد العارضين و هو الفنان حسن بوساحة عن تفاجئه من عزوف القسنطينيين عن زيارة معارض الفنون، مؤكدا بنبرة استياء بأن القاعة سجلت مرور طالبة جامعية واحدة طيلة الصبيحة، فيما غاب الأطفال كليا رغم وجود لوحات من إمضاء هواة رسم صغار كيسرى بن دالي حسين. لحسن الحظ أن ورشة الرسم التي تتخللها مسابقة في الرسم يدور محورها حول الكتاب و أهمية القراءة و تشرف عليها الفنانة التشكيلية لطيفة بوالفول قد عرفت مشاركة تبقى محتشمة مقارنة بما عرفته الورشات السابقة، حسب عدد من المتابعين عن قرب للتظاهرة. الكتب شبه المدرسية الأكثر طلبا بالمكتبة المتنقلة كشف أحد المشرفين على المكتبة المتنقلة التي لا تزال تجوب مختلف البلديات و المناطق المعزولة، بأن المكتبة التي يزيد عدد كتبها عن 7000 كتاب في مختلف المجالات، تشهد إقبالا أكبر على الكتب شبه مدرسية و بالأخص حوليات الامتحانات لشتى الأقسام الدراسية. و أضاف محدثنا بأن دليل الرغبات الموضوع في خدمة الراغبين في استعارة الكتب يحمل الكثير من الملاحظات الخاصة بضرورة مضاعفة أعداد الكتب الخاصة بأسئلة الامتحانات و حلولها، فيما شكل الطلب على كتب التاريخ و غيرها نسبة قليلة مقارنة بكتب الدعم المدرسي رغم العطلة و ما تقتضيه من حاجة للراحة و الترفيه عن النفس لتجديد الطاقة قبل العودة إلى مقاعد الدراسة. إلغاء المحاضرة بسبب تغيّب المحاضرتين و الجمهور غابت المحاضرتان حليمة بوشاقور و نجمة علالوش عن أولى المحاضرات المبرمجة على هامش التظاهرة، لأسباب خاصة و قاهرة حسب المنظمين، و هو ما اضطر الدكتور كمال بطوش إلى الاكتفاء بجلسة ضيّقة للنقاش مع من جاؤوا لمتابعة محاضرة حول "أساليب تنمية الميول القرائية و تثمين الكتاب" طرحوا خلالها إشكالية القراءة و المقروئية و أسباب عزوف المثقفين عن حضور الندوات الفكرية. من جهته اعتبر مدير الثقافة العزوف عن حضور الندوات و المحاضرات الفكرية بغير الجديد ، معلّقا بأن المشكلة لا تخص ولاية قسنطينة و إنما كل الوطن و أيضا الكثير من الدول الأخرى.