اختتمت هذا الأسبوع فعاليات الدورة السادسة للمهرجان الدولي لأدب الشباب، التظاهرة الثقافية التي دامت 10 أيام بساحة رياض الفتح بالجزائر، سببت تضارب آراء حول مدى النجاح الذي حققته مقارنة بالطبعات السابقة، سواء من حيث الحضور، أو نوعية الكتب المعروضة وأهمية اللقاءات الأدبية. شهد المهرجان تمايزا في الزيارات التي ترتفع في نهاية الاسبوع لتنخفض في الأيام الأخرى، ولكن الشيء الملاحظ هو النقص الملحوظ في عدد دور النشر المشاركة في هذه الطبعة، فرغم إعلان محافظ المهرجان عن مشاركة 75 ناشرا، إلا أن العدد على أرض الواقع كان أقل من ذلك، كما أن القليل من الناشرين شاركوا بعناوين جديدة بينما اكتفى الأغلبية باصداراتهم القديمة، وقد اجتمع "الاثر" مع بعض الناشرين لاخذ آرائهم حول مدى نجاح هذه الطبعة. هذه مشاركتنا السادسة في المهرجان الدولي للأدب والكتاب، الكتب التي نشارك بها في هذا المهرجان خاصة بالأطفال، وهي ناطقة باللغتين العربية والفرنسية، نختص بالمراجع التعليمية التي تتبع البرنامج المدرسي إضافة إلى كتب الألعاب والتلوين وأكثر مبيعاتنا هي قصص الأطفال. في نظري هذه الطبعة ضعيفة بعض الشيء مقارنة بسابقاتها، لأسباب عدة، أولها تأخر الإعلان والإشهار لهذه الطبعة، فالعديد من الناس مازالوا يجهلون وجود هذه التظاهرة في هذه الأيام، إضافة إلى ذلك اختيار الوقت سيء جدا، فكثيرون يفضلون الذهاب إلى البحر قبل حلول شهر رمضان على القدوم هنا في هذا الحر الشديد، أما بالنسبة للحضور يتمايز القادمون حسب الأيام، حيث يقل عدد الزوار في الأيام العادية ويكثر في نهاية الأسبوع. حضور الزوار يقل في الأيام العادية لكن هذا النقص يعوض في نهاية الأسبوع، الكتب التي تباع كثيرا هي روايات "أمين الزاوي"، "مايسة باي"، و"رشيد بوجدرة"، إضافة إلى دراسات التاريخ، بالنسبة إلينا لم نجد أية مشكلة مع بيع الكتب أو إقبال الناس، كتبنا تباع بنسب مرضية، وقدمنا محمد ساري وأمين الزاوي في جلستي بيع بالإهداء. نختص بكتب الأطفال، الكتب شبه المدرسية وكل الأعمال الأدبية التي تخص عالم الطفل...نحن من نكتب القصص، وهي هادفة، لها جانب أخلاقي واجتماعي، نستعمل فيها الثقافة الجزائرية، هذه مشاركتنا الرابعة في المهرجان، وتقييمي لهذه الطبعة أنها ضعيفة مقارنة بالطبعات الأخرى، هذا الضعف يتمثل في التنظيم، ففي الطبعات الأولى للمعرض كان التنظيم جيدا، مثلا كان العارضون يتمتعون بميزات مثل حق الركن (باركينغ)، الآن يزيدون علينا مصاريف أخرى، مع تقدم الطبعات كل مرة ينقص التنظيم الأمور تسوء مع كل سنة، عدد المشاركين أيضا قل والسؤال يبقى فيما إذا كانوا عكفوا عن القدوم والمشاركة أو لم تتم دعوتهم، لا يوجد نقص في قدوم الناس إذ أنهم يتوافدون دون انقطاع، يركزون على شراء الكتب المدرسية لتحضير أبنائهم للسنة الدراسية القادمة مما يشير إلى تنمية الوعي لدى العائلات نحو أبنائهم، أمر منطقي أن يكون الحضور كبيرا في نهاية الأسبوع حيث يكون الناس متفرغين ولكن هذا لا يعني غيابهم في باقي أيام الأسبوع. هذه الطبعة ضعيفة عن سابقاتها، والسبب غياب الإعلام والإشهار للطبعة، حيث لم تعط لها أية قيمة، حضور الناس محتشم وهذا يعود في نظري إلى مزاولة البعض منهم للدراسة، وتفضيل البعض الآخر الذهاب إلى البحر في هذا الجو الحار، إضافة إلى ذلك شهر رمضان قريب والجميع يحضر له. المبيعات كانت جيدة على مدار أيام المعرض خاصة بعد أن قدمنا تخفيضات على الكتب لتشجيع الأطفال على القراءة، كتبنا تجمع بين كتب الكبار التي تتناول مواضيع فلسفية ودراسات حول مواضيع مختلفة، إضافة إلى قصص الأطفال والمراجع التعليمية، أعتقد أن سبب ضعف هذه الطبعة يكمن في مزاولة الأطفال للمدارس، أما فيم يخص اللقاءات والمحاضرات أعتقد أن سابقاتها كانت أفضل بكثير، إضافة إلى ذلك تم نقل الحفلات إلى قاعة "ابن زيدون" بالأسفل على عكس المرة السابقة عندما كانت الحفلات تقام وسط المعرض، كانت تجذب الجمهور. لعل أهم ما ميز طبعة هذا العام هو مواكبة الأطفال لورشات الرسم والأعمال اليدوية التي أقيمت على هامش المهرجان، حيث تراهم يتزاحمون ويتسابقون لملء الأماكن الشاغرة المحدودة، مما يؤدي إلى مناوشات بينهم بين الحين والآخر، فضاء القصص والحكايا هو الآخر نجح في حصد جمهور متنوع، حيث جمع الرواة والحكواتيين الذين تناوبوا في سرد قصصهم بين الكبار والصغار، الذين أتوا من كل صوب لإشباع نهمهم للقصص الطفولية التي تذكرهم بالغولة الأسطورية. أنا فنانة تشكيلية وأنظم ورشة الرسم للأطفال، يأتون كل يوم بأعداد كبيرة ويواكبون نشاطاتنا بلهفة... يدور موضوع الورشة حول رواية "الأمير الصغير" التي تم إصدارها هذا العام باللهجة الدارجة لتشجيع الأطفال على اكتشاف هذه الرائعة الأدبية. الأعمال التي نقوم بها تتمحور حول نشاطين، الأول يتمثل في جعل الأطفال يقرأون كتابا مما يشجعهم على حب المطالعة، والتفكير في رسم غلاف للكتاب مما يحفز خيالهم، الورشات تقام مرتين في اليوم، ونبدل موضوع النشاط في كل مرة، كأن نطلب من الأطفال رسم حيوانات من نسج خيالهم يشرحون نوعها ومعنى أسمائها.