لجأ عدد كبير من المواطنين إلى محطات غسل و تشحيم السيارات من أجل نحر أضاحيهم، بعد أن اتخذ منها جزارون مذابح غير شرعية أول أيام العيد. ظاهرة غريبة أخرى تدخل المجتمع الجزائري نتيجة تزايد الإقبال على العجول و اتخاذها كأضحية عوضا عن الكباش، ما فرض على كل من اقتناها البحث عن جزار من أجل نحرها لعجزه عن القيام بالعملية التي تتطلب مختصين لصعوبة التعامل معها على عكس الكباش. و لأن العجول ضخمة و لا يستطيع أي كان نحرها، فقد تقرر بأن توكل المهمة لأصحاب الاختصاص، ليتوجه من اقتنوها إلى جزاري الأحياء التي يسكنونها، و لعدم توفر المساحة الملائمة، فقد بحث هؤلاء عن الأماكن التي تتوفر على المياه بشكل كبير، فوجدوا ضالتهم في محطات غسل و تشحيم السيارات التي تحولت بين ليلة و ضحاها إلى مذابح غير شرعية تضم عشرات العجول التي تنتظر دورها من أجل النحر و كأنها اسطبلات. أحد أصحاب محطات غسل و تشحيم السيارات بولاية قسنطينة، أكد بأنه يستأجرها لفائدة جزار للعام الثاني على التوالي مقابل مبلغ محدد، كما تكفل بذبح عجل العائلة لهذا العيد، و هي العملية التي يصفها بالعادية خاصة و أن أغلب أصحاب هذه المحطات على حد تعبيره قد تبنوا الفكرة ذاتها بسبب انتشار ظاهرة شراء العجول كأضحية في السنوات الأخيرة بالولاية، و حتى الكباش باتت تذبح في مثل هذه الأماكن نتيجة الضغط الكبير الذي تشهده المذابح البلدية أين يطول الانتظار من أجل وصول الدور. و إن كان الجزار و صاحب المحطة قد تحججا بتوفر الماء الذي من شأنه أن يسهل العملية، إلا أن المكان يبقى غير ملائم بسبب الزيوت المنتشرة في المكان، و التي قد تنتقل إلى اللحم و باقي أعضاء الأضحية، فضلا عن الروائح الكريهة التي تملأ المحطات و تلتصق أحيانا باللحم حسب بعض من جربوها. و عن تقديم ترخيص من طرف الجزار لصاحب المحطة، يؤكد هذا الأخير بأنه لم يستلم أي وثيقة و إنما فتحها لكون الجزار معروف و معتاد على التعامل معه، غير أن مصالح البيطرة بمختلف مديريات الفلاحة قد حذرت من الذبح العشوائي و غير القانوني، بعد أن قررت فتح كافة المذابح البلدية أول أيام العيد لتسهيل المهمة على المواطنين. إ.زياري