مختصون يؤكدون بأن عدم معالجة الإكتئاب و الانهيار العصبي يسبب الإنتحار كشف مؤخرا مشاركون في ملتقى وطني حول الانهيار العصبي و الانتحار، بأن عدم التكفل الأمثل بعلاج حالات الاكتئاب والانهيار العصبي بالطرق الطبية الصحيحة، يؤدي بالدرجة الأولى إلى الانتحار ،حيث تم تسجيل 6 حالات بسطيف خلال السنة الحالية. المختصون أكدوا في مداخلاتهم خلال فعاليات الملتقى الذي احتضنه المعهد العالي للتكوين شبه الطبي بسطيف بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، بأن أغلب حالات الانتحار المسجلة على المستوى الوطني أسبابها نفسية بحتة، داعين إلى التكثيف من اللقاءات التحسيسية التي يشارك فيها أصحاب الاختصاص بحضور المجتمع المدني و تلاميذ المؤسسات التربوية،وذلك من أجل زرع ثقافة الاعتناء بصحة الطفل النفسية، خاصة المراهق والأخذ بعين الاعتبار كل تصرفاته وأقواله وأفعاله لتفادي الانهيار العصبي الذي يقود للانتحار، الظاهرة دخيلة على المجتمع الجزائري. وفي ذات السياق أكد الدكتور صانة مراد رئيس مصلحة النشاطات الصحية بمديرية الصحة و المشرف على تنظيم الملتقى، بأن الأسباب الرئيسية للانتحار هي نفسية بالدرجة الأولى إضافة إلى الأسباب الاجتماعية التي يعاني منها المقدم على هذا الفعل، و أضاف بأنه في حالة ظهور علامات الانهيار العصبي أو الاضطراب العقلي على شخص ما، فهذا يعني بأن المصاب قد فقد الرغبة و الأمل في الحياة، و هي مؤشرات خطيرة تتطلب التدخل و المساعدة الطبية من أجل تفادي الوصول إلى الانتحار . المسؤول أشار إلى أنه تم تسجيل 6 حالات إنتحار منذ الفاتح من جانفي إلى غاية شهر أكتوبر الجاري عبر تراب ولاية سطيف، و هذه الحالات متمثلة في انتحار شاب واحد يتمتع بكامل قواه العقلية، أما الخمس حالات الأخرى فتتعلق بأشخاص يعانون من اضطرابات و أمراض نفسية، نتيجة تعرضهم لانهيارات عصبية. الدكتور صانة شدد على ضرورة الاهتمام بالتكوين المستمر لفائدة الأطباء الممارسين و المختصين في المجال، مع ضرورة إطلاعهم بشكل دوري على المستجدات الحاصلة على المستويين الوطني و الدولي في هذا المجال، ملحا على إلزامية التحسين من نوعية و مضمون مقياس علم النفس من أجل تدريسه بالجامعات الجزائرية، لأن المشكل المطروح هو مشكل اتصال و تواصل بين الأفراد. تجدر الإشارة إلى أن هذا الملتقى شهد مشاركة قياسية للأطباء من مختلف ولايات الوطن فاق عددهم 200 مشارك، من أطباء و مختصين في الأمراض النفسية و العصبية و شبه طبيين من ولايات سطيف، قسنطينة، بجاية، تيزي وزو، البليدة و باتنة، و قد نشطه أساتذة و محاضرون في الطب العقلي من المستشفيات الجامعية بمختلف مناطق الوطن.