أدعو الفنانين إلى إعادة الأغاني إلى طابعها التربوي و التثقيفي يدعو مغني الشعبي العصري سليم بجاوي كل الفنانين إلى إعادة الأغاني إلى طابعها التربوي و التثقيفي الذي يرسخ مكارم الأخلاق و القيم الحميدة وعدم مجاراة بعض شباب اليوم الذين يريدون الاستماع إلى كل الطبوع الغنائية التي تزخر بها الجهات الأربع للوطن بإيقاع الراي. الفنان انتقد أيضا مؤخرا في لقاء بالنصر، على هامش مشاركته في حفل ببلدية عين عبيد بقسنطينة، الجيل الجديد من المغنيين الذين يستعجلون الشهرة بتسجيل ألبومات غنائية دون أن تترك أغانيهم أثرا أو بصمة لدى الجمهور،مما جعل حسبه كل الأغاني تقريبا متشابهة، عكس أيام زمان حينما كانت كل أغنية هادفة،وتربوية ولها رسالة و يحس مؤديها بكل كلمة بتلفظها و تتخذ في الغالب شكل مثل رائج أو حكمة. الفنان شدد بأن معظم كلمات أغاني هذا العصر سهلة و سوقية،وتترك أثرا سلبيا على المتلقي،مشيرا إلى ظاهرة إعادة الأغاني القديمة الناجحة و اعتبرها سلبية و غير صحية، لأن المغنيين الذين يؤدونها يريدون استغلال نجاح غيرهم وتحقيق الشهرة على حساب الآخرين،و بالتالي يصنعون اسما في الساحة الفنية بأغاني من سبقوهم فلا يتعبون و لا يبدعون من أجل تقديم أعمال خاصة بهم .في حين نلاحظ بأن فناني الشعبي القدامى يؤدون نفس الطابع ولكن لكل اسم بصمته،ونبرته التي تميزه عن غيره. من جهة أخرى فإن الكثير من الأغاني كما قال محدثنا تدعو إلى العنف والخروج عن التقاليد وهي موجة ظهرت مع الراي وتفشت في بقية الطبوع.و تأسف لأن الأغنية كانت تربي،وتدعو إلى الحكمة،والحفاظ على تماسك الأسرة والمجتمع وطاعة الوالدين،وتسمعها العائلة مجتمعة. لكل هذه الأسباب يدعو المغني سليم بجاوي إلى إعادة الفن إلى إخضاع الأغاني إلى محك الأخلاق قبل كل شيء. الجدير بالذكر أن بجاوي دخل عالم الفن كعازف في فرقة محلية في حييه "باب الوادي"وسط العاصمة،و شارك في حصة ألحان وشباب سنة 1997 مع الشريف قرطبي،حيث أدى أغنية الشيخ الحسناوي" "يا نجوم الليل". و في سنة 1999 سجل أول ألبوم غنائي برصيده المليء بالحفلات و يحضر حاليا ألبوما جديدا أغانيه ذات طابع شعبي عاصمي عصري. في ختام حديثه أكد بأن الفن ليس سبيلا للرزق في الجزائر و طالب بقانون خاص للفنان على غرار بقية الدول الأخرى،مع تصنيف الفنانين ليكون لكل مقامه،ومكانته،حتى يعود الفن إلى رسالته التربوية والتثقيفية. و ينصح المغنيين الشباب بالتواضع حتى يأخذوا الفن من منابعه ومن شيوخه حفاظا على التراث الذي هو ملك للكل.