الجزائر (1) = بوركينافاسو (0) الخضر في مونديال البرازيل حقق المنتخب الوطني حلم ملايين الجزائريين و اقتطع تأشيرة التأهل إلى مونديال البرازيل بعد فوزه الصعب على نظيره البوركينابي، في مباراة حبست الأنفاس و كانت " مغلقة " في "فيزيونوميتها " و شاقة و متبعة في أطوارها، لأن " السيسبانس " بخصوص أمر التأهل ظل قائما إلى غاية إطلاق الحكم السينغالي دياتا صافرة النهاية، بتفوق " الخضر " بهدف وحيد وقعه القائد بوقرة و كان غاليا، لأن وزنه كانت تذكرة المرور إلى البرازيل، و ضمان التواجد في نهائيات كأس العالم للمرة الرابعة و الثانية على التوالي. رغم أن مهمة لحسن و رفاقه لم تكن سهلة ، و " السيناريو " التاريخي لسهرة أمس لم يختلف كثيرا عن ذلك الذي عايشه الجزائريين قبل 4 سنوات في الأراضي السودانية، لأن القائم الأيمن لمرمى زماموش حرم " خيول واغا " من إنجاز تاريخي بعدما إصطدمت كرة بونسي بالقائم عوض أن تدخل الشباك.المقابلة عرفت إنطلاقة حذرة من الجانبين، مع إحتدام الصراع على الكرة في منطقة وسط الميدان، و قد كانت أولى المبادرات الهجومية من الجانب البوركينابي عن طريق الثنائي ناكولما و بيترويبا، من دون تشكيل خطورة كبيرة على منطقة الحارس زماموش، في الوقت الذي كانت فيه العناصر الوطنية مجبرة على كسب معركة وسط الميدان ، لأن الإفتقار لصانع ألعاب حقيقي ساعد " الخيول " على فرض إيقاع لعبها، و تشديد الخناق على " الخضر "، على إعتبار أن المدرب البوركينابي بول بوت إعتمد خطة دفاعية محضة، مع تعزيز منطقة الوسط ب 5 عناصر، و تشكيل حصن دفاعي متشكل من 3 جدران، إنطلاقا من دائرة الوسط، و ترك ناكولما مكلفا بالمناورة الهجومية لإرغام المدافعين الجزائريين على إلتزام الحيطة و الحذر في منطقتهم. هذه الخطة المحكمة شلت كثيرا من نشاط العناصر الوطنية، لأن رأس الحربة سليماني ظل معزولا وسط الدفاع البوركينابي، و قد عانى من الرقابة الفردية اللصيقة التي فرضها عليه قلب الدفاع باكاري كوني، بينما كان العمل على الجهة اليسرى بالمراهنة على المشاركة الفعالة للمدافع غولام في صنع الهجمات، بدليل أن الفرصة الوحيدة الحقيقية التي أتيحت للنخبة الوطنية في الشوط الأول كانت من صنع غولام في الدقيقة 22 بعد فتحة محكمة صوب منطقة العلميات، حيث إستقبلها سليماني براسية جانبت القائم الأيمن لمرمى دياكيتي بقليل.إلى ذلك فقد حاول المنتخب الوطني الإعتماد على الكرات الثابتة بالقذف من بعيد ، لكن صلابة الدفاع البوركينابي حالت دون تشكيل براهيمي أية خطورة على مرمى دياكيتي، كما أن الإفتقار للتركيز تجلى في المخالفات التي نفذها غولام بطريقة عشوائية، و لو أن براهيمي كاد ان يصل إلى المبتغى في الأنفاس الأخيرة من المرحلة الأولى بقذفة قوية من على مشارف منطقة العمليات، إستقرت من خلالها الكرة بين أحضان الحارس البوركينابي. " فيزيونومية " المقابلة تغيرت في بداية الشوط الثاني، لأن التشكيلة الوطنية أظهرت إصرارا كبيرا على الفوز، و كانت الأحسن من حيث الحضور الذهني مقارنة بما كانت عليه في المرحلة الأولى، بدليل أنها توجهت صوب الهجوم بحثا عن هدف السبق، و فك " شفرة " الجدار الإسمنتي البوركينابي، و قد نجحت في الوصول إلى المبتغى في الدقيقة 48، إثر تنفيذ مخالفة من غولام بكرة عرضية في منطقة العمليات، وصلت إلى المدافع بوقرة الذي حاول الحارس دياكيتي التصدى لقذفته، ليحاول كوني إبعاد الكرة و هي في طريقها إلى الشباك، إلا ان الكرة إصطدمت مجددا بالقائد بوقرة لتدخل الشباك مفجرة فرحة عارمة في المدرجات. هذا " السيناريو " حرر العناصر الوطنية فيما تبقى من عمر المواجهة، لأن لحسن و رفاقه لم يتراجعوا إلى الدفاع و فرضوا ضغطا مكثفا على منطقة منتخب بوركينافاسو، و قد كاد سليماني أن يضاعف النتيجة في الدقيقة 57 بقذفة على الطائر جانبت القائم الأيمن لمرمى دياكيتي بقليل .من الجهة المقابلة فإن هدف السبق للمنتخب الجزائري أجبر المدرب البلجيكي بول بوت على لعب ورقة الهجوم بإقحام الثنائي بونسي و طراوري في محاولة لتفعيل القاطرة الأمامية، و هي الخيارات التي قابله حليلوزيتش بإدخال يبدة لتعزيز خط وسط الميدان، في الوقت الذي تواصل فيه المد الهجومي الجزائري، بتنويع صنع اللعب على الجهتين اليمنى و اليسرى، لكن من دون تشكيل خطورة كبيرة على مرمى دياكيتي، بينما كانت أول لقطة من جانب " الخيول " قذفة صوبها البديل طراوري من خارج منطقة العمليات مرت بقليل عن مرمى زماموش، لكن " السيسبانس " ظل قائما و حبس معه الأنفاس، خاصة و أن الدقيقة الأخيرة من عمر المواجهة عرفت إصطدام كرة بانسي بالقائم الأيمن لمرمى زماموش، لتكون " بركة " القائم كافية للترسيم تأهل الجزائر إلى المونديال للمرة الرابعة في التاريخ.