أحياء تغرق في الظلام وتشكو العطش ونهب للعقار العمومي بمرسط أبدى سكان العديد من أحياء بلدية مرسط " 35 كلم شمال عاصمة الولاية تبسة " امتعاضهم وتذمرهم الشديدين من الوضعية المزرية التي يعيشونها منذ فترة طويلة جراء انعدام الإنارة العمومية على مستوى غالبية الشوارع والساحات الرئيسية للمدينة بما في ذلك الطريق الوطني رقم 16 الرابط بين ولايتي تبسة وعنابة والذي يمر بوسط المدينة، مناشدين المسؤولين بالعمل على تهيئة أحيائهم السكنية التي تنعدم بها أبسط شروط الإقامة و في مقدمتها انعدام الغاز الطبيعي، سيما على مستوى حي النهضة. إلى جانب الإنعدام التام للمياه الصالحة للشرب بعديد الأحياء بعد قيام أصحاب المستثمرات الفلاحية بمنطقة الفوارة بتحويل الأنبوب الرئيسي للمياه الذي يمون سكان المدينة إلى سقي منتوجاتهم الفلاحية من أشجار وخضروات ،مما نجم عنه شح المياه التي لم تعد تصل إلى أحياء المدينة ، وهو الأمر الذي دفع السكان إلى المطالبة بتدخل والي الولاية لإرسال لجنة تحقيق للوقوف على هول الكارثة . وبمنطقتي الروابحية والقناينية أقدم بعض المواطنين على نهب الوعاء العقاري التابع لأملاك الدولة ما كان يعرف سابقا ب " الثورة الزراعية " وبيعه لمواطنين عن طريق إبرام عقود عرفية والمصادقة عليها ببلدية مرسط ،وقد وصل سعر بعض المساحات إلى 60 مليون سنتيم للقطعة الواحدة . وفي رده عن انشغالات المواطنين أوضح رئيس بلدية مرسط، أنه فيما يتعلق بالإنارة العمومية فهناك مشروع للتهيئة الحضرية موجه للطرقات والأحياء الرئيسية ومع انطلاق عملية الإنجاز من طرف أحد المقاولين تم توقيف المشروع من طرف المصلحة التقنية لمديرية التعمير والبناء لأسباب تبقى مجهولة، وقد تم تحرير تقرير إلى رئيس الدائرة ووالي الولاية في الموضوع. وبخصوص بيع عقارات تابعة للدولة فقد اعترف رئيس البلدية بهذه العملية ،التي تمت على مستوى منطقتي الروابحية والقناينية، معتبرا ذلك تجاوزا من طرف جهات معينة لإسكات الشباب الراغب في سكن ريفي باعتبار أن المنطقتين المذكورتين ريفيتان ، مضيفا لقد تم منحهم استفادات لبناءات ريفية ولكن دون وجود أرض. وقد تم فتح تحقيق من طرف المصالح الفلاحية في الموضوع ، كما باشرت مصالح الدرك الوطني ببلدية مرسط من جهتها تحقيقا في القضية لتحديد المسؤوليات حول هذه التجاوزات والخروقات المتعلقة بنهب الوعاء العقاري الفلاحي، أما استغلال المياه الصالحة للشرب بمنطقة الفوارة من طرف أصحاب المستثمرات الفلاحية، فقد أكد رئيس البلدية بشأنها ،أن المعنيين يستفيدون بالمياه مرة كل 5 أيام ومن حقهم استعمالها في الشرب أو السقي.