الإقلاع الإقتصادي لبلدية مسكيانة متوقف على إنجاز سد شبابطة يرى سكان بلدية مسكيانة( ولاية أم البواقي) أن منطقتهم بإمكانها أن تصبح من أغنى الجهات في الجزائر لو تم تثمين قدراتها النائمة التي تأتي الفلاحة في مقدمتها باعتبار أن هذا القطاع يحتاج فقط إلى توفير مياه السقي لتفعيل آلاف الهكتارات المرهونة حاليا بتساقط الأمطار القليلة و المتذبذبة بهذه الجهة. و لهذا فالفلاحون يعلقون آمالا كبيرة على مشروع سد شبابطة المبرمج لانطلاق أشغاله سنة 2014 .روبورتاج و تصوير : م/ بن دادة تتمتع بلدية مسكيانة بقدرات فلاحية هائلة مركز قوتها هي تلك السهول الواسعة على مد البصر، لكنها مع الأسف قدرات نائمة غير مستغلة أو مستغلة بطريقة متخلفة و بالتالي فهي تحتاج إلى تحديث بتحويلها إلى فلاحة تعتمد على السقي بدل الإعتماد على الأمطار القليلة وغير المنتظمة بهذه المنطقة التي يتركز نشاطها الفلاحي حاليا في زراعة الحبوب و تربية الماشية. و بشكل أقل بعض الخضروات لا سيما مادة الجزر. ويذكر رئيس بلدية مسكيانة السيد برج مصطفى أن آمال تثمين القطاع الفلاحي عندهم مؤجلة إلى غاية تجسيد مشروع سد شبابطة المبرمج للإنجاز ابتداء من سنة 2014 رغم أن دراسته جاهزة. و تبلغ طاقة هذا السد 65 مليون متر مكعب وستوزع مياهه ما بين السقي الفلاحي و شرب السكان. و سيقام هذا السد على وادي مسكيانة الدائم الجريان تقريبا على مدار السنة لكن أكثر مياهه تكون بفعل الأمطار الطوفانية الرعدية. و ينتظر أن يحل هذا السد أزمة مياه السقي و الشرب بالبلديات الأربع التي تشكل دائرة مسكيانة وهي بلالة ، االرحية ، بحير الشرقي ، و مسكيانة. أما قدرات السقي المتوفرة حاليا بالبلدية فهي تقتصر على الآبار و حاجز مائي صغير حجمه 4900 متر مكعب مخصص لسقي 65 هكتارا تم إنجازه السنة الماضية بمنطقة عين الديس و قد بدأ استغلاله هذه السنة وهو يتغذى من مياه الينابيع الموجودة بنفس الحاجز و لهذا فمياهه دائمة مما يسمح بعدم انقطاع عملية السقي . ويقوم بتنظيم استغلال مياه الحاجز جمعية مشكلة من الفلاحين المستفيدين من عملية السقي. العمل في الورشات أو الفلاحة لا يستهوي الشباب تشكل مدينة مسكيانة مركز عبور محوري بين أربع ولايات هي تبسة و سوق اهراس و خنشلة و أم البواقي، ولهذا فإن جزء من سكانها في سن العمل يتوجهون يوميا كموظفين وحرفيين أو دوريا كتجار نحو المدن الكبرى القريبة من أجل كسب قوتهم. وبالتالي فإن موقع مسكيانة يسمح لها مستقبلا بسهولة في حالة ازدهار مختلف نشاطاتها بتحقيق نهضة قوية في مختلف الميادين فهي حاليا و رغم حالة " النوم " الذي تعانيه تضم ما يربو عن 30 ألف ساكن. رقم يعتبر كبير في منطقة شبه سهبية. و مع هذا فإن وفرة المشاريع التنموية بالبلدية حسب رئيسها جعلت اليد العاملة تأتيها من مناطق بعيدة أمام عدم تحمس السكان المحليين للعمل في الورشات و الفلاحة هروبا من شروط أرباب العمل التي يرونها مرهقة . بينما تتركز رغبات طالبي العمل المحليين حسب نفس المسؤول في الوظائف الإدارية أو الحراسة. وعن الإستثمار في المجال الصناعي أو غيره فهو كما يؤكد المير مفقود تماما و لا يوجد أي مستثمر تقدم بطلب في هذا الشأن، و مع هذا توجد منطقة نشاط بها حوالي 120 قطعة موزعة كلها على مستفيدين أغلبهم حرفيين محليين ، لكن هذه المنطقة غير مستغلة لأن الوكالة العقارية لم تهيئها. وقد طلب المجلس البلدي من الوكالة أن تسارع إلى تسوية الإجراءات الإدارية للمستفيدين و تنجز أشغال التهيئة بما يتيح لأصحاب القطع الأرضية نقل ورشاتهم إليها بدلا من بقائها حاليا وسط الأحياء السكنية بما يشكله هذا الوضع من مضايقة للسكان. تهيئة المدينة القديمة بعد تجديد قناة صرف المياه تأخرت أعمال التحسين الحضري والتهيئة بمدينة مسكيانة القديمة بسبب تأخر تجديد القناة الرئيسية لصرف المياه وهو ما يجعل الزائر للمدينة القديمة خاصة مستعملي الطريق الوطني رقم 10 في اتجاه مدينة تبسة يحتفظ في ذهنه بنفس الصورة القديمة التي يعرفها عن مدينة مسكيانة و تبدو له كأنها هي نفسها لم يطرأ عليها أي تغيير. بينما في الواقع أن التوسع العمراني للمدينة حدث في الإتجاه الجنوبي الغربي على الطريق الوطني رقم 88 المؤدي إلى بلدية الضلعة وهي الجهة التي أنجزت عليها العديد من الأحياء السكنية و التجهيزات العمومية. إلا أن مسكيانة القديمة ستعرف أشغال تهيئة و تحسين حضري بعد تجديد شبكة تصريف المياه خاصة قناة الصرف الرئيسية بما يسمح مستقبلا بتفادي غمر مياه الأمطار للطريق الرئيسي مع كل تساقط و ذلك لأن هذه الجهة هي المكان المنخفض من المدينة الذي تتوجه إليه الأمطار. وقد علمنا أن مديرية الري بولاية أم البواقي رصدت مبلغ ستة ملايير سنتيم لتجديد قناة صرف المياه الرئيسية بالشارع الرئيسي الواقع على الطريق الوطني رقم 10 و هو الجزء الرئيسي كذلك من مشروع التطهير. ولهذا فإن شوارع المدينة القديمة ستشهد أشغال حفر نهائية لأن كل من شبكتي مياه الشرب و الغاز منجزتان. و بالتالي فإن تحسين المحيط بهذا الجزء الهام من مسكيانة سيتأجل إلى غاية انتهاء الأشغال التي ستنطلق مستقبلا. ومما ساهم كذلك في عدم تغير النمط العمراني للمدينة القديمة هو وجود نزاعات بين الورثة على الأملاك العقارية المبنية مما صعب عمليات البيع أو انتقال الملكية التي تسمح عادة ببناء مرافق أو مبان عصرية مثلما حدث في العديد من المدن عبر ولاية أم البواقي حتى لا نذكر ولايات أخرى. أما عبر باقي أحياء مسكيانة الأخرى وفي مجال التحسين الحضري دائما فقد استفادت عدة أحياء وقد تمت تهيئتها وهي أحياء : خرخاش ، الأمل ، الهواء الطلق و حي هنداوي جلول المتكون في الأصل من سكنات قديمة استفاد كذلك من شبكة للتطهير و تخلص سكانه من رمي فضلاتهم في الحفر. كما علمنا أن عملية التهيئة ستنطلق بتجمعات أخرى هي أحياء : الزاوية ، زواقة العياشي ، 390 مسكن ، و راجعي مفتاح ، ومهدي حمانة. و حسب رئيس البلدية فإن الأشغال ستنطلق قريبا بحي زواقة لأن كل الإجراءات المتعلقة بمشروعه قد انتهت. أما باقي الأحياء فهي في انتظار إتمام الدراسة. فيما توجد أحياء أخرى تم اقتراحها للتهيئة و التحسين الحضري و البلدية في انتظار برمجتها و يتعلق الأمر بأحياء: 240 مسكن و هواري بومدين ،و 190 مسكن و مصطفى بن بو العيد والحي الذي استقبل قاطني السكنات الهشة و غيرها من المناطق التي تنتظر تحسين محيط الحياة بها. و يذكر رئيس البلدية أنهم طلبوا مراجعة المخطط العمراني للمدينة بعدما استهلكت معظم أراضي المخطط الحالي إلى درجة أنهم صاروا لا يجدون أرضيات لبناء منشئات عمومية جديدة. وفي جوانب التنمية الأخرى استفادت البلدية من عدة مشاريع قطاعية منها ما أنجز و منها ما هو في طور الإنجاز أو القيام بالإجراءات الضرورية لإنجازه أو هو في طور الدراسة فضلا على المشاريع المقترحة و التي لم تسجل حتى الآن. و في هذا الصدد استفادت البلدية من مشروع محكمة سينجز بقرية هنداوي جلول وهو في انتظار إنهاء الصفقة قبل انطلاق أشغال الإنجاز. كما تم اختيار الأرضية لبناء متوسطة بنفس القرية مما سينهي متاعب التنقل على تلاميذ القرية الذي يكابدونه الآن خاصة و أن النقل المدرسي مقتصر على نقل تلاميذ مشتى عين بنيوش التي أطلق عليها حاليا أسم الشهيد الرائد راجعي عمار. فيما يبقى تلاميذ مشاتي أولاد فاضل و أولاد باروش يعانون يوميا في انتظار الحصول على حافلتين للنقل المدرسي حسب الوعود. وفي المجال الرياضي تم تدعيم البلدية بمشروع قاعة متعددة الرياضات بقيمة 12 مليار سنتيم و هو في طور المصادقة لدى لجنة الصفقات. فيما انطلقت أشغال بناء مخيم للشباب بقيمة 10 ملايير سنتيم. كما حصلت البلدية على مشروع ملعب معشوشب من الجيل الخامس تم تسليمه وهو عملي الآن فيما يتم إكمال بناء المدرجات. 25 مليار لإنجاز مشروع الردم التقني و في مجال البيئة استفادت البلدية من مشروع للردم التقني بقيمة 25 مليار سنتيم وأشغال إنجازه على وشك الإنطلاق وهو يقع على بعد حوالي 7 كلم من مدينة مسكيانة على الطريق الوطني رقم 10 اتجاه مدينة تبسة. و سيخصص هذا المركز لنفايات بلديتي مسكيانة و بلالة. و في انتظار تجسيد هذا المشروع فإن رمي النفايات يتم في مفرغة فوضوية على الطريق الوطني رقم 88 اتجاه بلدية الضلعة و تشكل هذه المفرغة مشاكل للفلاحين و أخطار صحية على سكان مشتى ذراع الصنوبر. و في جانب النظافة دائما يذكر رئيس البلدية أنهم يعانون من نقص في التجهيزات و اليد العاملة فعلى الأقل يقول نحن في حاجة إلى شاحنتين رصاصتين للقمامة في حين أن في جانب اليد العاملة يتم الإعتماد على عمال مؤقتين في إطار الإدماج المهني تنتهي مدة عملهم بعد سنة واحدة ، مما يحتم تبديلهم بعد أن يكتسبوا خبرة في العمل. فيما يصل العدد الإجمالي للبلدية إلى 90 عاملا. و لا توجد موارد كافية للبلدية فكل ما لديها هو السوق الأسبوعي الذي تم كراؤه ب 600 مليون سنتيم. 120 سكنا ريفيا تكفي لتلبية كل الإحتياجات يؤكد رئيس البلدية أنهم لو يحصلون على حصة جديدة ب 120 سكنا ريفيا يستطيعون تلبية كل احتياجات سكان الريف في الوقت الراهن بعد أن سجل هذا النوع من السكن نجاحا معتبرا وقضى تقريبا على أزمة السكن بالمناطق الريفية. وقد استفادت البلدية مؤخرا على حصة ب 100 مسكن ريفي تم تحديد قائمة المستفيدين بها لكن تجاوز عدد الطلبات لهذا الرقم شكل صعوبة في التوزيع مما حتم اعتماد طريقة حصة من عدة مساكن لكل مشتى من المشاتي . أما بالنسبة للسكن الإجتماعي فقد تم توزيع 170 سكنا في نهاية السنة المنصرمة فيما يصل عدد الطلبات في هذا الجانب إلى 2000 طلب و ينتظر أن تخف أزمة السكن بشكل محسوس بالبلدية بعد توزيع مشروع يحتوي على 300 مسكن اجتماعي على وشك إنهاء أشغالها. وتساهم صيغة السكن التساهمي في تخفيف حدة الطلب على السكن الإجتماعي حيث تم توزيع حصة ب 30 مسكنا في نهاية 2010 و يوجد 40 مسكنا تساهميا آخر في طور الإنجاز فيما تم اختيار الأرضية لإنجاز 28 مسكنا آخر. من جانب آخر يذكر رئيس البلدية أن مواطنيهم يعانون في الجانب الصحي من انعدام الأطباء المتخصصين في الجراحة العامة و أمراض النساء مما يحتم القيام بتحويلات يومية على الأقل 4 حالات إلى مستشفيات أم البواقي أو قسنطينة رغم بعد المسافة إلى قسنطينة 150 كلم.