مسؤول الإعلام والاتصال في حركة النهضة: "نطالب المعارضة بالليونة والتنازل لصالح الحوار" قيادي حزب الوطد محمد جمور: "الضغط الجماهيري الحل الأمثل لإجبار النهضة على الرضوخ" فرضت دهاليز السياسة على الحوار الوطني التونسي خطوة التأجيل مرة أخرى الى إشعار لاحق بعد فشل التوافق حول شخصية رئيس الحكومة المقبلة، وقرر الرباعي الراعي للمفاوضات تعليق المحادثات لتشبّث حركة النهضة الحاكمة بشخصية أحمد المستيري ورفضها كل البدائل المقترحة من قبل الأطراف الفاعلة في الحوار ما يدخل البلاد في دوامة جديدة من الصراعات التي قد تؤجج الوضع وتفتح الباب على مرحلة أصعب في تاريخ تونس ما بعد ثورة الياسمين وحكم الإسلاميين. لم تنجح الرباعية الراعية للحوار الوطني التونسي في فرض منطق التوافق والاحتكام الى المشاورات على منطق التعصب والتمسك بالرأي الواحد، في غياب الالتزام من بعض الأحزاب داخل المجلس التأسيسي كما جاء في تصريحات حسين العباسي الأمين العام للاتحاد الوطني للشغل الذي قال أنه لا معنى للحوار في غياب الالتزام من قبل بعض الأحزاب السياسية داخل المجلس التأسيسي، مشيرا الى أن الرباعي الراعي للمشاورات غير مستعد لمواصلة الحوار في غياب روح التوافق، هذا الغياب الذي فرضه التصلب في الآراء والتشبث بالخيارات اللذين حالا دون تحقيق الإجماع حول شخص رئيس مجلس الوزراء المنتظر، كما حذر أمين عام المركزية النقابية من خطورة تبعات هذا الانسداد في قنوات التواصل بين الحركة الحاكمة والمعارضة، غير أن المرحلة التي وصل إليها الحوار تثير العديد من التساؤلات أهمها ألا تملك تونس كفاءات أخرى غير أحمد المستيري لقيادة الحكومة؟ وهو السؤال الذي طرحته “الفجر” على حركة النهضة، التي لا تزال متمسكة بخيارها ويبدو أنها لن تتنازل عنه تحت أي ضغط كان. الطاوس.ب العجمي لوريمي مسؤول الإعلام والاتصال في النهضة: “المعارضة غير صادقة إذ تتحجج بالسن لرفض المستيري فيما تحضر السبسي لرئاسة الدولة” قال العجمي لوريمي مسؤول الإعلام والاتصال في حركة النهضة في اتصال مع “ الفجر “ أن الحوار الوطني لم يفشل وأنه يمر بفترة تأمل في انتظار إيجاد مخارج أخرى تقود الى توافق وطني صَعُب تحقيقه، موضحا أن النهضة تواصل التزامها الكامل بمراحل الحوار الثلاثة المتعلقة بالمجلس التأسيسي، المسار الانتخابي وتشكيل الحكومة الجديدة، وأضاف لوريمي أن النهضة لا تُلام في توقف الحوار لأنها قدّمت ما بوسعها لإنجاحه، وقال “لا يعقل أن لا يقصى رأي النهضة وهي التي تسلم الحكم للترويكا على رئيس الحكومة الجديد”، موضحا أن الحركة تنازلت بما يكفي خدمة للتوافق والإجماع الوطني، لأن الحركة وصلت الى السلطة عن طريق الانتخابات وكان من المفروض أن تتنازل عن الحكم بالانتخاب، وبما أنه فرض عليها التنازل عنه خدمة للتوافق فإن ذلك لن يكون على حساب خياراتها، وإخضاعها باسم الإجماع، كما طالب المتحدث باسم الحركة من المعارضة التعامل بليونة وتقدير الأشواط التي قطعتها الحركة الى غاية اليوم خدمة للصالح العام، داعيا المعارضة الى تقديم تنازلات مماثلة لما قدمته النهضة لمواصلة الحوار، خاصة وأن الاحتراز الوحيد للمعارضة على المستيري هو مسألة السن، وهي حجة واهية كما قال العجمي لوريمي متسائلا “لماذا ترفض المعارضة قيادة أحمد المستيري للحكومة فيما تقبل بترشح الباجي السبسي لرئاسة الجمهورية؟ وهو يهيئ نفسه لتولي زمام الوطن خمس سنوات كاملة، فالإشكال ذاته يطرح وكلاهما في نفس المرحلة العمرية ويمران بنفس الوضعية”. وأشار المتحدث باسم الحركة الى أن قرار تمسك النهضة بالمستيري قار لأنه لم يأت من فراغ فالشخصية المقترحة تستوفي كامل الشروط المطروحة لرئاسة الحكومة والمتمثلة فالاسم المختار شخصية وطنية مستقلة، تتصف بالنزاهة والكفاءة، وهي قادرة على تحقيق الإجماع في الداخل والخارج، وتملك علاقات خارجية تستفيد منها البلاد بالإضافة الى انسجامها مع أهداف الثورة وتهتم بالأولويات السياسية، الاقتصادية والتنموية، وأضاف لوريمي أن النهضة تدعو كل الأطراف الى عدم إهدار الجهود التي بذلت الى حد الآن في سبيل إنجاح المسار التوافقي وكذا الاستفادة من الفرص المتاحة لإخراج البلاد من الأزمة، مؤكدا أن النهضة التي قبلت الخروج من الحكومة دون ضمانات لا تقف حجر عثرة في طريق المصالحة والحوار، لأنها على يقين من أن المعارضة التي تتمسك بتعنتها وترفع سقف مطالبها في كل مرة لا يمكنها تقديم ضمانات، وشدد مسؤول الإعلام والاتصال في الحركة تمسك الحركة بالمستيري لأنه الأكفأ وقال “المشاورات مستمرة وهي الفاصلة في اختيار رئيس الحكومة”. وفي تعليقه على تصريحات حسين العباسي بأنه يخشى تبعات توقف الحوار وأن المركزية النقابية لا تتحمل مسؤولية الفشل، قال مسؤول الإعلام بالحركة أن العباسي قال هذا كما قال خلافه عندا صرح أنه لا يؤمن بالفشل، مشيرا الى أن تصريحات العباسي ربما جاءت لتبرئة ذمته لأنه بذل جهودا من أجل الحوار، أو ربما من أجل الضغط على الأطراف السياسية الأخرى لوضع حد للخلاف والتوصل الى اتفاق. ط.ب القيادي بحزب “الوطد” محمد جمور: “النهضة أفشلت الحوار لتعاملها بعقلية الأمر الواقع بعيدا عن منطلق التوافق” من جهته يحمل محمد جمور القيادي بحزب الوطنيين الديمقراطيين “الوطد” حركة النهضة كامل المسؤولية في فشل الحوار الوطني، مشيرا الى أن الحركة تتمسك بمرشحها الذي قدمته عن طريق حزب التكتل بعد غربلة كبيرة مست 20 شخصية ليصل العدد الى 4 أسماء، لكن اجتماع الاثنين أدخل الحوار في مأزق خطير كما قال جمور خاصة وأن اتجاه الأغلبية كان نحو اختيار محمد الناصر لرئاسة الحكومة، مشيرا الى أن المعارضة لا تقبل بأن يقود الحكومة شخص لا يتمتع بحالة صحية وعقلية جيدة، لأن البلاد كما يضيف بحاجة الى من يقودها بصرامة في ظل الأوضاع الأمنية والاقتصادية الخطيرة التي تمر بها. واتهم ممثل حزب “الوطد” الحركة الحاكمة بالتعنت ومحاولة فرض منطقها على منطق الأغلبية وكأنها تريد الإثبات للجميع كما قال “النهضة تقول أنا لدي الحكم وأنا من يملك الحق في اختيار رئيس الحكومة”، وأشار المتحدث الى أن اقتراح أحمد نجيب الشابي قيادة أحمد المستيري للحكومة وتعيين كل من محمد الناصر وكمال النايلي نائبين له فيما يمنح جلول عياد وزارة هامة، موضحا أن البلاد ليست في حاجة الى فريق حكومة بل لرئيس حكومة يخرج البلاد من الأزمة الحالية، وأضاف محمد جمور أن المعارضة اقترحت ترشيح شخصية أخرى من خارج النهضة والمعارضة والمتمثلة ف يشخص عبد الكريم الزبيدي لكن النهضة رفضته دون تقديم اعتراض جدي على الاسم لأنها تريد أن تفرض على المعارضة أمرا واقعا بعيدا عن عقلية التشاور والحوار. وحذر القيادي بحزب الوطنيين الديمقراطيين من المرحلة القادمة التي قد تفضي الى تعبئة شعبية تفجّر الأوضاع أكثر، مشيرا الى أن البلاد في وضعية خطيرة وتسير الى واقع أكثر خطورة، ولم يستبعد المتحدث اللجوء الى الشارع والاستنجاد بالضغط الجماهيري لإجبار الحركة الحاكمة على التنازل لصالح الحوار والصالح العام، خاصة وأن النهضة أصبحت معزولة ومن واجب المعارضة توضيح للرأي العام الداخلي والخارجي حقيقة الطرف المسؤول عن فشل الحوار المتمثل في النهضة.