نتخندق في المعارضة و لا يمكننا التغيير إذا شاركنا في الحكومة قال رئيس حركة مجتمع السلم أمس الجمعة ببسكرة، أن أهم ما يمكن أن يستخلص من دروس في ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960 هو أن التغيير لا يتحقق إلا بالتحام النخب السياسية والفكرية مع الجماهير العريضة حول هدف واحد، مستدلا بالثورة التحريرية التي نجحت كما أضاف بفعل توفر قيادة صادقة ملتحمة مع شعب حول مطلب استقلال الجزائر. واعتبر مقري على هامش إشرافه على ندوة سياسية لحزبه ببسكرة حول الانتخابات الرئاسية 2014، أن النشاط السياسي في الجزائر "فعل تم تشويهه بممارسات سيئة مما خلق حالة نفور عام من العمل السياسي" . وذكر أن ممارسة السياسة بالنسبة لمناضلي حركة حمس تعتبر من صميم الدين والعبادة على اعتبار أنها وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله، كما أن ممارسة السياسة تأتي بدافع حب الوطن، وقال مقري بأن أبناء حمس ليسوا أقل وطنية من الزعماء والأبطال الذين ضحوا بحياتهم من أجل أوطانهم. إلى جانب الرغبة في الارتقاء بمستوى حياة الإنسان والتميز عن الناس العاديين التي تعد الدافع الثالث لممارسة السياسة، مثلما أضاف. ولدى تطرقه للوضع الراهن في الجزائر، قال رئيس حمس أن حزبه يتواجد الآن في صف المعارضة بعدما جرب المشاركة في الحكومة، وأصبح لديه ثقل وهيبة سياسية بحكم النجاح الذي تحقق حسبه في القطاعات التي سيرها، مشيرا إلى استوزار مناضلين من حمس بكل من قطاعي التجارة والصيد البحري . وخلص مقري إلى أن مشاركة حركة حمس في الحكومة رسخت لديه قناعة أن التغيير من الداخل غير ممكن، يقصد أن التغيير غير ممكن عن طريق المشاركة في الحكومة. وفي الشق الاقتصادي، اعتبر منشط الندوة أن الاقتصاد الجزائري يتجه نحو المجهول بفعل السياسات الاقتصادية الفاشلة حسبه. واستدل في ذلك بمعدل التنمية في الجزائر الذي لم يتجاوز مثلما قال 3.4 بالمائة وهو بذلك يعد من أضعف معدلات النمو في إفريقيا. وبالعودة للحديث عن استعدادات حركة حمس للانتخابات الرئاسية القادمة، أكد مقري أن حزبه جاهز من الآن لخوض غمار الرئاسيات بشرط توفير انتخابات شفافة ونزيهة كما قال. وكشف رئيس حمس بأن حزبه يدرس في الوقت الحالي ثلاثة خيارات متاحة أمامه وهي المنافسة بمرشح خاص بالحركة، أو المشاركة مع عدة أحزاب وتيارات في دعم ومساندة مرشح توافق أو تفضيل الخيار الثالث وهو خيار مقاطعة الانتخابات الذي لم يستبعد اللجوء إليه. و أوضح مقري أن المجلس الوطني للحركة هو الهيئة التي ستفصل بتبني واحد من هذه الخيارات الثلاثة.