الحركة وجهت دعوة لكوادرها المنشقين غول ومناصرة وبلمهدي لحضور المؤتمر يبدأ، اليوم، المؤتمر الخامس لحركة مجتمع السلم، تحت شعار ''حركة تتجدد، وطن ينهض''، بحضور 1400 مندوب، في ظروف سياسية خاصة ووسط رهانات داخلية، تتعلق بالبحث عن قيادة جديدة تنسجم مع خياراتها السياسية التي تبنتها منذ الانتخابات البرلمانية الماضية. يحسم المؤتمر الخامس لحركة حمس في صراع الكواليس الدائر منذ أشهر على رئاسة الحركة، بين نائب رئيس الحركة عبد الرزاق مقري، الذي يسعى إلى الاستفادة من انسجام مواقفه الراديكالية من السلطة وسياسات الرئيس بوتفليقة، مع الخيارات الجديدة للحركة، وخروجها إلى المعارضة، وبين رئيس مجلس الشورى عبد الرحمن سعيدي، الذي تميل إليه كفة الداعين إلى هدوء سياسي يحفظ للحركة رصيدها ورزانتها السياسية. وأبقى مجلس شورى حمس على ''السوسبانس'' بعدما رفض إنشاء لجنة ترشيح أو قبول الترشيحات قبل المؤتمر، واعتبر أن المؤتمر هو الفيصل في مسألة الرئاسة. وبخلاف مقري وسعيدي، لم تبد أية شخصيات أخرى ترشحها لهذا المنصب، رغم حديث جرى عن وزير التجارة السابق، الهاشمي جعبوب، لخلافة أبو جرة سلطاني الذي أعلن عدم الترشح لعهدة ثالثة. ويرشح سلطاني لترؤس مجلس شورى حمس، للعب دور متوازن في الحركة. وتتجه حمس إلى المؤتمر الخامس وفي جعبتها، منذ المؤتمر الرابع في أفريل ,2008 انقسامان، بعد انشقاق مجموعة التغيير بقيادة عبد المجيد مناصرة، ومجموعة ''تجمع أمل الجزائر'' بقيادة عمار غول، رغم مساعي جبر هذا الانشقاق الذي توج جزئيا بالتوقيع على ميثاق الوحدة مع مجموعة التغيير. ووجهت الحركة دعوات إلى القيادات السابقة في حمس، كعبد المجيد مناصرة ورئيس حزب ''تجمع أمل الجزائر'' عمار غول، والى رئيس حركة البناء مصطفى بلمهدي، لحضور المؤتمر، إضافة إلى كل قيادات الأحزاب السياسية. وعدا مأزق الانشقاق، تظل رهانات سياسية كبيرة معلقة على باب المؤتمر، أبرزها فتح النقاش لقواعد الحركة حول دقة الخيارات السياسية التي توجه إليها مجلس الشورى في جوان ,2012 بالخروج من الحكومة وعدم المشاركة فيها، على خلفية نتائج وظروف إجراء الانتخابات التشريعية السالفة، ومناقشة مآلات هذا الخيار على وضع الحركة في الساحة السياسية. ويلقي ''مرض'' الرئيس بوتفليقة بظلاله على المؤتمر الخامس لحركة حمس، وتمثل الانتخابات الرئاسية المقبلة وكيفيات المشاركة فيها أبرز الرهانات التي تطرح نفسها أمام المؤتمرين ا ,1400 فمنذ انتخابات عام 1995 لم تقدم الحركة مرشحا عنها، ودخلت خلال آخر ثلاثة انتخابات رئاسية في ''لعبة'' مساندة مرشح الإجماع عبد العزيز بوتفليقة، وتبدو الظروف والمعطيات الراهنة في الساحة مواتية للحركة لطرح مرشح عنها، قد يكون أبو جرة سلطاني. وإذا كانت حمس قد غيرت من مواقفها، وتغيرت في سلوكها السياسي منذ الانتخابات البرلمانية الأخيرة، إلا أن السلطة لم تبد أي موقف راديكالي تجاهها، بالنظر إلى ما يعتبره المراقبون استمرارا لحاجة السلطة الماسة إلى حركة مجتمع السلم، كفصيل سياسي ولاعب مهم في توازنات ساحة سياسية غامضة المعالم، وتهتز باستمرار في الجزائر. وتسعى حمس إلى تسويق هذه الصورة السياسية عنها في الداخل، عبر ديكور وترتيبات لوجيستية كبيرة في القاعة البيضوية، لعقد مؤتمر يليق بحزب كبير يفتتح بيوم خطابي وإنشادي، وفي الخارج، عبر دعوة عدة قيادات للأحزاب الإسلامية والشخصيات السياسية والفكرية في العالم الإسلامي والغربي، أبرزهم نائب رئيس حركة النهضة، عبد الفتاح مورو، وسامي أبو زهري عن حماس الفلسطينية، ورئيس الهيئة العليا لحزب العدل والبناء في ليبيا، وأمين عام حزب الوسط الإسلامي في الأردن محمد الحاج، ورئيس حزب تواصل في موريتانيا جميل منصور، ورئيس حركة العدل والإحسان المغربية فتح الله أرسلان، ونائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي سليمان العمراني.