الياباني يقرأ 40 كتابا والعربي يقرأ 10 صفحات في العام وصفت الدكتورة صافر كريمة من جامعة تلمسان مستوى المطالعة والبحث عن المعرفة في الوطن العربي بالمتواضع جدا مقارنة بنظيره في الغرب سواء في القارة الأوروبية أو في القارة الصفراء . المحاضرة أوضحت في مداخلتها في ملتقى وطني نظم ببسكرة أول أمس حول مكتبات المطالعة العمومية، بأن نتائج دراسة علمية مختصة حول مستوى المقروئية في العالم أجريت خلال السنوات الأخيرة كشفت بأن كل ياباني من الفئات الناشطة في مجالي الخدمات والتجارة يقرأ في السنة الواحدة 40 كتابا ، وفي أوروبا بلغت نسبة المقروئية ما معدله 10 كتب للفرد الواحد في السنة . في حين لا تتجاوز النسبة في العالم العربي عشر كتب خلال السنة، أي أن القارئ العربي لا يطالع سوى 10 صفحات من كتاب يحتوي على 200 صفحة خلال العام الواحد. كما تطرقت الدكتورة إلى نموذج دولة بلجيكا في إبراز البعد المعرفي والاهتمام بالمكتبات العامة في هذا البلد الأوربي الذي اعتبرته سباقا في ترقية المكتبات العامة وتفعيل دورها في المجتمع بالرغم من كون بلجيكا بلد متعدد الأعراق وتقطن به عدة جنسيات من بينها عرب ومسلمين ، مؤكدة بأن المكتبات العامة ببلجيكا استطاعت حتى الآن أن تجمع حوالي 25 مليون وثيقة وصورة ، كما أن هذه المكتبات تتزود سنويا ب 1500 كتاب في اختصاصات معرفية مختلفة . وبخصوص مواكبة المكتبات العامة بهذا البلد للثورة الرقمية وربطها بعالم التكنولوجيا ،قالت بأن مسؤولي هذا البلد قاموا بتزويد 4 مكتبات عامة بما يسمى ب "الكتاب المسموع " وهو نوع من الكتب موجه لفائدة فاقدي البصر وضعفاء النظر من خلال تخصيص أشرطة سمعية تقرأ الكتب وهي طريقة مبتكرة استقطبت المنتسبين لهذه الشريحة من المجتمع وسهلت لهم مهمة القراءة . الجدير بالذكر أن الدكتورة صافر قدمت مداخلتها خلال أشغال الطبعة السابعة للملتقى الوطني للثقافة العلمية الذي أشرفت على تنظيمه جمعية الروافد الثقافية ببسكرة بالتعاون مع قسم علم المكتبات والتوثيق بجامعة باتنة ومديرية الثقافة لولاية بسكرة ،والتي خصصت لدراسة موضوع "المكتبات العمومية في ظل البيئة الرقمية بين الواقع والتطلعات" . الأساتذة المحاضرون تطرقوا على مدار يومين إلى ثلاثة محاور تناولت أعمال المكتبات العامة وخدماتها بين التقليد والتجديد ، الإمكانات المادية والبشرية للمكتبات العامة الجزائرية والثورة الرقمية ، إضافة إلى محور المكتبات العامة وتطبيقات تكنولوجيا المعلوماتية . كما حاول المشاركون الإجابة عن أسئلة تتعلق بالسبل الناجعة لتطوير عمل الإدارة العامة للمكتبات وتسيير أدائها الوظيفي والبحث عن البرمجيات الوثائقية الأكثر فاعلية في تطوير الأعمال البيبليوغرافية للمكتبات وكيفية دعم المكتبات العامة للتوغل في أوساط فئات المجتمع المختلفة التي باتت تحكمه الشبكات الاجتماعية التفاعلية . و قد خلصت أشغال هذا الملتقى العلمي إلى رفع جملة من التوصيات أبرزها الدعوة إلى استحداث نظام تعاون إلكتروني رسمي يربط مكتبات المطالعة العمومية عبر الوطن كنواة لإنشاء شبكة وطنية وثائقية مستقبلا، وكذا ضرورة ربط المكتبات بالمجتمع وقضاياه وتفعيل دورها في التنمية الوطنية الشاملة.