أتباع كشيشي يخرجون من مركب الحجار في مسيرة سلمية للمطالبة بالشرعية * مراقبة شديدة للبوابات لمنع الفرع النقابي الموازي من الدخول إلى المؤسسة نظم المئات من عمال مؤسسة أرسيلور ميطال عنابة صبيحة أمس الأحد مسيرة سلمية جابوا من خلالها أغلب الورشات و الوحدات الإنتاجية قبل الخروج من مركب الحجار بإتجاه ضاحية الشعيبة ببلدية سيدي عمار، أين تم إعتراض المسيرة العمالية من طرف وحدات الدرك، التي تكفلت بالتفاوض من ممثلين عن العمال و نجحت في إقناعهم بالتليين من موقفهم و العدول عن فكرة التوجه في مسيرة من مركب الحجار إلى مقر ولاية عنابة، الأمر الذي كان كافيا لإمتصاص الغليان العمالي، و لو أن عمال أرسيلور ميطال أمهلوا الجهات المعنية إلى غاية صبيحة غد الثلاثاء للحسم بصفة نهائية في الصراع النقابي القائم داخل المؤسسة، و الترخيص بتأسيس النقابة الحرة للفولاذ، بعد تزكية مطلب الإنسحاب نهائيا من تحت مظلة المركزية النقابية. هذا و قد تجمع العمال منذ الساعات الأولى لفجر أمس أمام مقر الفرع النقابي داخل المركب تلبية لنداء الناطق الرسمي بإسم العمال داود كشيشي الذي كان قد بادر إلى تنظيم جمعية عامة إستثنائية، لكن حضور نحو 3 آلاف عامل للمشاركة في التجمع كان سببا مباشرا في تسارع الأحداث، قبل أن يقرر المشاركون تنظيم مسيرة إنطلاقا من المركب بإتجاه مقر ولاية عنابة، في محاولة لدفع السلطات المحلية إلى إتخاذ قرار يقضي بمنح الإعتماد الرسمي للنقابة الحرة، سيما و أن كشيشي و جماعته كانوا قد أودعوا ملف طلب الإعتماد الرسمي منذ نحو شهر، لكن عدم تلقي الرد فجر موجة من الغليان العمالي، على إعتبار أن الإتحاد الولائي بقيادة محمد الطيب حمارنية قام في نهاية الأسبوع المنصرم بتنصيب الرئيس السابق للجنة المساهمة عبد المجيد بوراي في منصب أمين عام جديد للفرع النقابي لمؤسسة أرسيلور ميطال، في قرار أكد إصرار المركزية النقابية على تنصيب نقابة تابعة لها بمركب الحجار، رغم أن آلاف العمال كانوا قد وقعوا على لائحة تتضمن تزكيتهم لداود كشيشي كمسؤول أول على نقابة حرة موازية للنقابة التي قرر الإتحاد الولائي تنصيبها.و خرج قرابة 3 آلاف عامل من البوابة الرئيسية لمركب الحجار رافعين شعارات تندد بالقرارات التي ما فتئ يتخذها الإتحاد الولائي بالتنسيق مع عيسى منادي بصفته أمين الإتحاد المحلي بسيدي عمار، مع تحميل هذا الثنائي كامل المسؤولية في الأزمة الراهنة التي يعيش على وقعها مركب أرسيلور ميطال، حيث كانت المسيرة سلمية و حاشدة من دون تسجيل أي أعمال عنف و شغب، لأن العمال المشاركين في هذه المسيرة ظلوا يرددون شعارات تؤيد كشيشي، و تدين منادي و حمارنية، لكن و بعد قطع مسافة تقارب 3 كيلومتر، و بالتحديد عند النقطة الدائرية لضاحية الشعيبة إعترضت وحدات الدرك الوطني المسيرة العمالية، و تم التفاوض بين ممثلي العمال و الجهات الأمنية بطريقة سلمية حول المطالب المطروحة، الأمر الذي أفضى إلى إتفاق يقضي بوقف المسيرة و عودة العمال إلى المركب.و في سياق ذي صلة فقد طالب العمال بضرورة التكفل بإنشغالهم الرئيسي و المتمثل في الحسم بأسرع وقت ممكن في الصراع النقابي القائم داخل المركب، لأن المؤسسة تفتقر لنقابة شرعية منذ أزيد من شهرين، و قرار الإنفصال عن المركزية النقابية يستوجب تنظيم جمعية عامة إستثنائية لإنتخاب نقابة حرة، لكن الإدارة لم تعط الضوء الأخضر للعمال من أجل تنظيم العملية الإنتخابية موازاة مع قرار الأمانة الولائية للإتحاد العام للعمال الجزائريين القاضي بتنصيب فرع نقابي مواز لجناح الأمين العام السابق داود كشيشي ، و ذلك تنفيذا لقرار الأغلبية الساحقة من العمال المؤيد لمطلب الإنفصال عن المركزية النقابية و الخروج من تحت وصاية هذا التنظيم النقابي. من جهة أخرى فقد عقد كشيشي تجمعا عماليا بعد العودة إلى المركب شرح فيه الخطوط العريضة لخارطة الطريق التي تم رسمها، و ذلك بإقناع العمال بإستئناف العمل على مستوى جميع الورشات و الوحدات الإنتاجية، مع تحديد صبيحة غد الثلاثاء كموعد للدخول في إضراب مفتوح موازاة مع تنظيم مسيرة عمالية ثانية، و لو أنه إستغل الظرف لتوجيه أصابع الإتهام من جديد لكل من منادي و حمارنية بالتخطيط للعودة إلى مؤسسة أرسيلور ميطال عبر بوابة الإتحاد المحلي للعمال الجزائريين بسيدي عمار، من أجل خدمة مصالحهما الشخصية، كونهما يشرفان على تسيير العديد من شركات المناولة التي تزاول نشاطها على مستوى المركب، كما جدد مطلبه القاضي بضرورة فتح تحقيق في تسيير المعهد النقابي المتواجد بطريق " الكورنيش " بمدينة عنابة، و الذي أصبح على حد تصريحه " ملكية شخصية لمجموعة من أعضاء الإتحاد الولائي لخدمة مصالحهم الخاصة، و هي نفس الجماعة التي تحاول فرض وجودها كطرف بارز في مركب الحجار لإحكام سيطرتها على الصفقات، بعد الإعلان عن الشروع في تنفيذ برنامج الإستثمار المسطر، على غرار ما كان معمولا به في منتصف العشرية المنصرمة". بالموازاة مع ذلك و إذا كان حمارنية قد قام بتنصيب فرع نقابي جديد لأرسيلور ميطال يقوده عبد المجيد بوراي فإن أعضاء النقابة الجديدة لم يتمكنوا من الدخول إلى المؤسسة، و قد تعرض 3 أعضاء إلى إعتداءات جسدية على مستوى بوابة المركب ، لأن جناح كشيشي رفض التنازل عن مقر الفرع النقابي، كما أن عشرات العمال فرضوا مراقبة شديدة على مستوى البوابات الأربعة للمركب من أجل منع أتباع منادي من الدخول إلى المؤسسة، خاصة بعد إقدام الإتحاد الولائي على تنصيب نقابة موازية بصفة رسمية.