خيار مقاطعة الرئاسيات الأقرب ودعم مرشح آخر مستبعد الحديث عن مرشح توافقي للمعارضة في ظل قانون الانتخابات الحالي عبث كشف رئيس جبهة العدالة والتنمية، السيد عبد الله جاب الله، بأن الفصل في القرار النهائي بشان الانتخابات الرئاسية، سيتخذ خلال اجتماع مجلس الشوري للحركة منتصف شهر فيفري المقبل، وقال بأن خيار مقاطعة الرئاسيات يبقى الاحتمال الأقرب بالنظر لعدة اعتبارات سياسية، كما استبعد دعم أي مرشح أخر في الرئاسيات، مؤكدا بأن الإشكالية لا تتعلق بالأصوات بل باحترام هذه الأصوات. النصر: المتتبعون للشأن السياسي يتساءلون عن سر غياب الشيخ جاب الله عن الساحة السياسية في الفترة الأخيرة، على الأقل إعلاميا، فلم يعد حضوركم بنفس الزخم المعهود؟ جاب الله: صوت الجبهة ظاهر وموجود ولها مواقف في كل القضايا التي تهم الساحة الوطنية والدولية، من خلال النائب والقيادي في الحركة لخضر بن خلاف، كمتحدث باسم الجبهة الذي يتدخل في وسائل الإعلام والفضائيات، لكن ما يتعلق بشخصي نعم. النصر: لماذا هذا الغياب عن الساحة، هي هو متعلق بحسابات سياسية، أم بسبب الوضع السياسي السائد حاليا؟ جاب الله: نعم هناك دوافع سياسية بالنظر للوضع السياسي القائم، ولكن أيضا فيه رغبة لان يتقدم غيري كذلك، كما إنني وضعت لنفسي أولويات أخرى وحاليا أنا متفرغ للكتابة، الحمد لله وفقت في انجاز بعض المشاريع بعض الكتب صدرت والبعض الأخر سينشر في المستقبل. النصر: يتردد بان الشيخ جاب الله يحضر خليفته على رأس الجبهة، هل هذا صحيح؟ جاب الله: الأمر ليس متعلقا بتحضير خليفة ليتولى قيادة الحزب، لان الحسم في هكذا قرار يكون جماعيا داخل المؤتمر وهو قرار لا يخصني وحدي، ومن المفيد أن تعمل القيادة على إبراز عناصر وان تأخذ تلك العناصر دورها في الخبرة والتجربة، وان يعرف الناس كذلك أن لهذه الجبهة السن وليس لها لسان واحد وهي أشياء مهمة. النصر: إذن غياب الشيخ ليس انسحابا أو اعتزالا للعمل السياسي؟ جاب الله: لا أبدا، أنا صاحب مشروع، ومن يعرف مساري يعرف هذه الحقيقة، ومن كان كذلك يعيش لمشروعه، ولا يمكن أن يتوقف عنه حتى يلقى الله، عملا بقوله تعالي "واعبد ربك حتى يأتيك اليقين" أي بمعنى الموت، ليس انسحابا بل تغييرا في الأولويات. النصر: مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية بدأت الأمور تتضح نوعا ما، بالنسبة للبعض، هل ساهم هذا الفرز أو اتضاح الرؤية في بلورة موقف نهائي بشان مشاركة الجبهة من عدمها في الرئاسيات؟ جاب الله: في الحقيقة الأمور الآن شبه متضحة، قدمنا مشروع قانون لتعديل قانون الانتخابات، وهو موجود لدى مكتب المجلس الشعبي الوطني منذ قرابة أسبوع، وهذا تبرئة للذمة ورغبة في المساهمة في تفعيل المجلس وفي خدمة الأمة وصون حقها الرئيس في اختيار حُكامها، لكن النظام القائم لا يريد أن يتغير، ولا أقول يتغير بل حتى لا يريد أن يتحسن أصلا، وهو ماض على منهجه القديم، الأمر واضحا وسندرس المسألة قريبا. النصر: ومتى بالضبط سيتم اتخاذ القرار النهائي بشأن الانتخابات الرئاسية؟ جاب الله: سيكون هناك اجتماع لمجلس الشورى للجبهة شهر فيفري القادم، وبالضبط في 14 فيفري لاتخاذ الموقف النهائي من مسالة الانتخابات. والحسم في قرار المشاركة من عدمه. النصر: هناك تسريبات تقول بأن خيار المقاطعة هو الأقرب بالنسبة للجبهة، إذن تبدو الأمور شبه محسومة بالنسبة لكم؟ جاب الله: القرار النهائي سيعود لمجلس الشورى للحركة، لكن يمكن القول أن الاحتمال الأقوى هو مقاطعة الانتخابات الرئاسية. خيار عدم دخول معترك الرئاسيات ليس الوحيد المطروح للنقاش خلال الاجتماع ولكنه المرجح، وسنترك الحسم للمجلس الذي هو صاحب القرار. النصر: في حال اتخذتهم قرارا بمقاطعة الرئاسيات، هل ستدعمون مرشحا آخر ؟ جاب الله: هذه المسالة ترجع لمجلس الشورى الوطني، سنرى ماذا يقرر الأخوة في المجلس. النصر: كانت هناك محاولات من قبل أحزاب لدعم مرشح يمثل المعارضة، ولكن لم يتم لحد الآن الاتفاق على مرشح واحد، هل من جهتكم مستعدون لدعم مرشح على الأقل يمثل التيار الإسلامي؟ جاب الله: العبرة ليست في دعم مرشح، لأن المشكلة ليست مشكلة أصوات، لو كان الأمر كذلك لكان البحث عن مرشح توافقي يكون مفيدا، لكن المشكلة في الجزائر، لحد الساعة لا توجد نية لاحترام صوت الناخبين، المشكلة الحقيقة هي عدم احترام أصوات الناخبين، ومشكلة مدى استعداد السلطة لتوفير معايير النزاهة وحرية وشفافية الانتخابات، لما تكون الإدارة هي التي تنظم الانتخابات، وهي إدارة تسير بمنطق التزوير وتتخندق وراء من بيده القرار وتجند كل الإمكانات لصالحه وتعمل لصالحه وتتقرب منه، عندئذ لا قيمة للأصوات وان كثرت، لذلك الحديث عن مرشح توافقي في ظل قانون الانتخابات الحالي هو عبث. ومستبعد حتى ولو كان الأمر بمرشح يمثل التيار الإسلامي. أنيس نواري