الطفل علاء الدين قلبه على اليمين و أجرى 7 عمليات جراحية في محيط ريفي بارد وبنظرات حائرة، يستقبلنا والد الطفل علاء الدين مزهود القاطن بعين أكملال التي تبعد ب4 كلم، غرب مدينة قريقر بولاية تبسة، ويحاول أن يسترجع أهم المحطات في معاناة ابنه ذي ال 17 عاما ،من المرض بداية بصعوبة التبول ومرورا بانقطاعه عن الدراسة، و وصولا إلى معاناته مع تصفية الدم وحاجته إلى كلية تخفف عنه آلامه وآلام عائلته البسيطة. الوالد كشف للنصر أن قلب ابنه يقع بالجهة اليمنى من القفص الصدري بدل اليسرى و هو من الحالات النادرة ببلادنا و العالم، مما يرغمه على الالتزام بجملة من التعليمات الطبية الخاصة. أكد أبو علاء الدين ،بأنه أنفق لحد الآن ما يفوق 100 مليون سنتيم في علاج إبنه،غير أن العلاج الذي خضع له و العمليات التي أجريت له و كذا الفحوص الطبية هنا وهناك لم تكن سوى فسحة أمل مؤقتة ومهدئات لا غير ،سرعان ما تكذبها عودة الآلام لكليتي علاء الدين ورجوعه للمربع الأول. يضيف وهو يتنهد بحرقة بأن فلذة كبده قد أجرى خلال عمره القصير 7 عمليات جراحية 6 منها داخل الجزائر وواحدة بسوسة بتونس،وقد باءت جميعها بالفشل بالرغم من تعدد المعاينات و التشخيصات لمرضه،فمرة تجرى له عملية بداعي وجود ماء في كليتيه،ومرة أخرى بداعي عدم صلاحية العرق الرابط بين الكليتين والمثانة البولية وهكذا دواليك،إلى أن توغل هذا المرض و أوصل ابنه إلى الإصابة بالفشل الكلوي مما اضطره منذ 2012 إلى التوجه ثلاث مرات أسبوعيا نحو مستشفى الشريعة لإجراء عملية التصفية. الوالد ذكر الصعوبات التي ترافق هذه العملية التي تحتاج إلى سيارة خاصة لنقل علاء، وقد يصبح نقله صعبا للغاية في حال سقوط الثلوج والأمطار وغلق الطرق والمسالك،أين يصبح التنقل بفعل الطمي من ثامن المستحيلات. ويضيف محدثنا بأن كل أفراد عائلته حريصة على الالتزام بمواعيد ذهاب علاء الدين للشريعة بالرغم من ارتباطاتها وتبعاتها المادية و كل الإرهاق الذي يشعر به الابن المريض ، صاحب البنية الجسدية الضعيفة الذي فقد والدته وهو في عمر الزهور. رغم الرعاية التي يتلقاها علاء الدين من لدن 7 من أشقائه وشقيقاته، إلا أن آلام هذا المرض حولت حياته إلى جحيم، وعن تاريخ اكتشاف العائلة بأن قلبه يقع بالجهة اليمنى من القفص الصدري ، أوضح محدثنا بأن ذلك حدث بالصدفة وكان ذلك على يد طبيب عام ببلدية قريقر، وهو ما أكدته الكشوفات الطبية اللاحقة. وعن التعليمات و التوجيهات التي قدمت للمعني بعد هذا الاكتشاف ، رد الأب بأن الأطباء نصحوه بعدم بذل جهود كبيرة والركون للراحة قدر الإمكان وغيرهما من التدابير المتداولة في مثل هذه الحالة التي يقول الخبراء أنها تحدث مرة إلى ثلاث مرات بين كل 10 آلاف مولود. إدارة مصلحة تصفية الكلى بمستشفى محمد الشبوكي بالشريعة التي توجهنا إليها للاستفسار عن حالة علاء الدين، أكدت بأنه يخضع أسبوعيا لتصفية الكلى بمعدل ثلاث مرات و بأن قلبه الذي يقع على اليمين لن يتأثر بهذه العملية وبأن حالات وجود قلوب تنبض باليمين تعد نادرة، لكنها لا تختلف عن حالات الأشخاص اليساريين. وهو ما دعمته بعض المراجع العلمية مشيرة إلى أن هذه الحالات النادرة يصعب تفسيرها علميا،غير أنها لا تشكل أية مخاطر صحية على أصحابها،ويربطها البعض بطفرات وراثية أو خلل في أداء جينات وراثية معينة أو حدوث تشوهات خلقية للجنين أثناء فترة الحمل وغيرها من التفسيرات و الاجتهادات العلمية. ختم والد علاء الدين مزهود حديثه بمناشدة وزير التضامن الوطني وذوي البر والإحسان بمساعدته على إجراء عملية لزرع كلية لابنه علاء الدين ليتمكن من مواصلة حياته بشكل طبيعي و الاستمتاع بطفولته و صباه كأقرانه ،آملا من جريدة النصر التي تبث صرخته مساعدته في هذا الأمر،وتمكين ابنه المولود في العاشر من أفريل 1996 بالشريعة، من هذه العملية التي تعتبر طوق النجاة بالنسبة إليه بعد فشل 7 عمليات جراحية سابقة في وقت قياسي ،جعلته كما قال مرشحا لكتاب «غينيس» للأرقام القياسية .لمزيد من التوضيحات يرجى الاتصال بوالده على الرقم الهاتفي :0696282494.