الطفل محمد توفيق أصيب بمرض نادر وعلاجه في تونس أو فرنسا لم تكن عائلة السيد قماري بوفاتح من مدينة بسكرة تظن أن الانتقال إلى المسكن الجديد بحي السكنات التساهمية كفيل لوحده بإحداث نقلة نوعية في حياة هذه الأسرة الشابة المتكونة من خمسة أفراد: الوالدان بالإضافة إلى ابنتين وولد ، حيث شاءت الأقدار أن تتحول حياة هذه الأسرة إلى كابوس حقيقي بعد اكتشاف الأم لإصابة فلذة كبدها محمد توفيق بمرض مزمن ونادر استعصى على الأطباء في البداية تشخيصه ليتضح بعد خمس سنوات كاملة من العلاج أن الطفل مصاب بمرض نادر من أمراض الدم الوراثية و يتطلب علاجه إجراء عملية لزرع نخاع العظام . وهذا النوع من العمليات غير موجود حاليا في الجزائر، مما وضع العائلة أمام تحدي جمع ما يلزم من مال لإجرائها في الخارج في حال رفض الجهات المختصة الموافقة على اجراءات التكفل بتكاليف نقله وعلاجه على عاتق الدولة . تروي السيدة قماري للنصر قصة طفلها محمد توفيق قائلة بأنه ولد سنة 2005 بصحة جيدة غير أنّه وبعد بلوغه سن ثلاث سنوات بدأت علامات المرض تظهر عليه ، حيث برزت تشوهات جلدية فوق صدره، مما جعلها تسرع إلى عرضه على الأطباء في بسكرة ثم نقلته إلى قسنطينة، إلا أنّ الأطباء لم يتمكنوا من تشخيص المرض بدقة ، واعتقدوا أن الطفل مصاب بمرض السل، مما جعلهم يصفون له أدوية مضادة لهذا المرض لمدة عام كامل ، غير أن حالته وعوض التحسن بدأت تتعقد و تتأزم أكثر بعدما أتى المرض على جسده النحيف . وفي سنة 2009 نقل الطفل محمد توفيق إلى مصلحة طب الأطفال بالمؤسسة العمومية الاستشفائية ببولوغين بالعاصمة، حيث أجريت له فحوصات معمقة وكافة التحاليل الطبية ليتضح بعد حوالي 4 سنوات من العلاج أنه مصاب بمرض نادر يدعي : GRAULOMATOSE SEPTIQUE CHROIQUE وهو ورم حبيبي مزمن أصاب الطفل محمد على مستوى العظام و أظهرت صور الأشعة كيف أن هذا المرض الخبيث تسبب في تآكل القفص الصدري وهشاشته بالإضافة إلى ما سببته مختلف الأدوية التي يتناولها الطفل توفيق منذ سنوات من أعراض و آثار جانبية خطيرة منها تشكل الحصى في المرارة وانتفاخ الكبد والطحال . بعد إجراء تحاليل لكافة أفراد العائلة توصل الأطباء إلى أن مارية وهي الأخت الصغرى لمحمد توفيق والبالغة من العمر سنة ونصف، بإمكانها التبرع له بخلايا نخاع العظام نظرا لتطابق صنف الخلايا لديهما إلا أن عملية الزرع غير متوفرة حاليا في الجزائر . الأمر الذي دفع بالوالدين إلى الاتصال باللجنة الطبية الوطنية وهي الهيئة المخولة بالنظر في طلبات تحويل المرضى للعلاج بالخارج من أجل الحصول على رخصة نقل و التكفل بمحمد ،غير أن هذه الهيئة لم ترد لحد اليوم على طلبهما ويبقى بذلك مصير الطفل محمد مرهونا بقرارها. بما أن حالة الصغير تتدهور يوما بعد يوم و لا تحتمل المزيد من الانتظار قررت والدته الإسراع لمناشدة كبار المسؤولين في الدولة وخصت رئيس الجمهورية، من أجل التدخل لإنقاذ فلذة كبدها من الموت البطيء بفعل هذا المرض الخبيث. في حين هرع والده لطلب المساعدة من المحسنين لجمع ما يلزم من مال لإجراء العملية بالخارج والتي تبين بعد اتصالات أجراها مع أطباء أجانب أن تكلفتها تقدر بأكثر من ثلاثة ملايير سنتيم لدى إجرائها بفرنسا ولا تقل بتونس عن 600 مليون سنتيم وأكد الوالد في حديثه للنصر، أنه على استعداد لبيع كل ما يملك من أجل إجراء هذه العملية لفلذة كبده في حال رفض السلطات العمومية التكفل بحالة ابنه ونقله للعلاج بالخارج . ذباح . ت