من شريان للحياة...إلى مقبرة مفتوحة على مصراعيها يعرف الطريقان الوطني رقم 32 والولائي رقم 9 بأم البواقي حركية كبيرة وكانا ولا يزالان شريانا للحياة خاصة للتجار والفلاحين والموالين القاصدين لولايتي باتنةوخنشلة باتجاه الصحراء الكبرى ، غير أنهما تحوّلا في الفترة الأخيرة من عصب اقتصادي مهم إلى مقبرة التهمت مئات المركبات وأصحابها من الذين راحوا ضحايا للحفر التي انتشرت بكثرة ولم تنفع أمامها سياسة الترقيع وبات السائقون اليوم والتجار يطالبون السلطات الولائية بضرورة تعبيد الطريقين أو برمجة مشروع لازدواجيتهما في ظل أهميتها الكبرى كمحاور مهمة. تشير الإحصائيات والأرقام إلى أن الطريق الوطني 32 يبلغ طوله 74 كلم ويربط بين حدود ولاية خنشلة وحدود ولاية سوق أهراس ويعرف كثافة مرورية يومية بلغت ما يعادل 4462 مركبة مختلفة الأحجام تقطع الطريق بشكل يومي ،أما الطريق الولائي 9 فيربط بالوطني 32 وحدود ولاية باتنة مرورا بعين الزيتون على مسافة 22 كلم وبلغت الكثافة المرورية به 4000 مركبة يوميا وتسببت المركبات اليومية القاطعة للطريقين في ظل هشاشتهما في تشكل حفر كبيرة تتوسط الطريقين وعلى جانبيهما وهو ما يتسبب في كل مرة في انحراف وانقلاب عشرات المركبات، وتظل الحفر والردوم على حالها من دون تغطية ولا تدخل ويدوم ذلك بحسب ما وقفنا عليه أسابيع طويلة وهو أمر أثار استياء أصحاب المركبات خاصة من الذين تضرروا جراء المشهد المتكرر والذي لم تتدخل له الوصاية حسبهم ولم تحرك له ساكنا، أصحاب المركبات اليوم بحسب ما وقفت عليه النصر باتوا في كل مرة ينقلون الأتربة المتناثرة على جنبات الطريق لتغطية جانب من الحفر سعيا منهم للتخفيف من حدة الارتطامات خاصة لمركبات سائقين يتعرفون لأول مرة على الطريق وهو إجراء مؤقت لا يحتمل التقلبات الجوية وما تحمله من أمطار وسيول تعري بدورها الحفر، هذا وتشير أرقام المجموعة الولائية للدرك الوطني بأن الحوادث المرورية عبر الطرقات بالولاية عامة والطريق الوطني 32 على وجه الخصوص في تزايد مستمر من سنة لأخرى فمصالح المجموعة أحصت سنة 2012 نحو 65 حادث مرور مميت خلف مقتل 85 شخص إلى جانب 592 حادثا جسمانيا كانوا سببا في إصابة 1360 شخص بجروح أما خلال السنة الماضية فتم إحصاء 75 حادثا مميتا أدوا إلى مقتل 97 شخصا إضافة إلى إصابة 1353 بجروح، ومن بين الأسباب التي يكشف عنها مختصون من التي تقف وراء اهتراء الطريقين تزايد عدد المركبات المستعملة للمحورين وهي المركبات التي تنقل في غالب الأحيان بضائع وسلع ويتجاوز وزن البضائع خاصة المحملة على شاحنات الوزن الثقيل طاقة استيعاب الطريق فحمولتها تتعدى 30 طن وما ساهم كذلك في اهتراء الطريقين وجعلهما يتسببان في وقوع حوادث مرورية مميتة أتت على كثير من الأرواح انعدام الصيانة والمتابعة وعدم تنظيف الخنادق والمصارف المائية على حواف الطرق وهو أمر جعل الكثيرين يطرقون أبواب المديرية الولائية للأشغال العمومية للتدخل وتغيير الوضع الحاصل نحو الأفضل تجنبا للحوادث التي تقع من يوم لآخر. نحو ترقية الطريق الولائي رقم 9 إلى طريق وطني يكشف المدير الولائي للأشغال العمومية السيد محمد هلال في لقائه بالنصر بأنه على علم بطبيعة الطرقات عبر إقليم الولاية مبينا بأنه تنقل بنفسه على الطريق الوطني 32 والولائي رقم 9 ويعلم ما يعانيه أصحاب السيارات والشاحنات في الفترة الأخيرة، محدثنا أشار بأن الطريق الولائي رقم 9 ستتم ترقيته إلى طريق وطني خلال الأشهر القليلة القادمة وسيتم ربطه بالطريق الوطني رقم 115 المؤدي لمدينة الشمرة بباتنة وستسمح ترقيته برصد أغلفة مالية لمتابعة إعادة الاعتبار له كما ستكون تهيئته في أقرب الآجال والأشغال به ستنطلق خلال السنة الحالية وإجراءاتها الإدارية جارية. مشاريع للقضاء على النقاط السوداء وازدواجية الطرقات باستثناء الوطني 32 من جملة المشاريع التي استفادت منها الولاية وقفنا على أن الطريق الوطني رقم 32 لم يدرج بعد في خانة مشاريع ازدواجية الطرقات على عكس الطرقات الوطنية جميعها المتواجدة بالولاية وهو ما سيزيد من معاناة مستعملي الطريق في ظل الاهتراء المتواصل له وانتشار الحفريات، فبخصوص مشاريع ازدواجية الطرق فاستفاد قطاع الأشغال العمومية من دراسة لازدواجية الوطني 80 الرابط بين عين البيضاء وحدود ولاية سوق أهراس ومشروع آخر لازدواجية الوطني 102 على مسافة 27 كلم بين عين البيضاء وحدود ولاية قالمة ودراسة ثالثة لازدواجية الوطني 88 بين مسكيانة وحدود ولاية خنشلة إلى جانب الشروع في إعداد دراسة تخص إنجاز طريق اجتنابي بمدينة عين ببوش على مسافة 6 كلم، أما عن المشاريع التي ستنطلق خلال السنة الجارية فيأتي على رأسها مشروع ازدواجية الطريقين الوطنيين 3 و10 الرابطين بحدود قسنطينة وسيتم إنجاز الشطر الأخير من 5 كلم على الوطني 10 خلال الأشهر القادمة إضافة إلى إتمام مشروع ازدواجية الوطني 100 وربطه بالوطني 10 والوطني 10 على مسافة 30 كلم.