العهدة الرئاسية القادمة فرصة أخيرة لوضع الجزائر على درب الديمقراطية اعتبر رئيس الجمهورية السابق اليامين زروال، بأن العهدة الرئاسية القادمة، الفرصة الأخيرة التي ينبغي اغتنامها لوضع الجزائر على درب التحول الديمقراطي، وقال في رسالة وجهها للجزائريين أمس، بأن العهدة القادمة، يجب أن تندرج في إطار تصميم وطني كبير يسمح بتوفير الشروط المناسبة لتحقيق إجماع وطني حول مستقبل البلاد، وامتنع زروال عن دعم أي مرشح للرئاسيات، كما رفض خيار المقاطعة. خرج الرئيس السابق اليامين زروال عن صمت دام طويلا ليخاطب الجزائريين، من خلال بيان تم توزيعه أمس ، تطرق خلاله للانتخابات الرئاسية المقبلة، وتحدث عن دور الجيش في الحفاظ على سلامة و وحدة الأمة، وامتنع زروال عن دعم أي مرشح للرئاسيات، كما رفض الأصوات الداعية إلى المقاطعة، وقال بان "التصويت يشكل الوسيلة الدستورية الأكثر سلمية التي يستعملها المواطن للتعبير عن خياراته وبالتالي المساهمة في مسار إعداد القرار الوطني"..وقال زروال في رسالته "بصفتي رئيسا سابقا للجمهورية فقد امتنعت إلى حد الآن عن الخوض المكثف في الحقل السياسي انطلاقا من واجب التحفظ، مثلما امتنعت عن التدخل في الفضاء المؤسساتي بحكم أدبيات الجمهورية، ومع ذلك فإن هذا الموقف التحفظي لم يمنعني أبدا من أن أتحسس نبضات المجتمع الجزائري، كما لم يمنعني من أن أتابع عن كثب وباهتمام خاص تطور المستجدات الوطنية". وأوضح الرئيس الأسبق أن "ما يجري اليوم على الساحة الوطنية لا يمكن أن يترك المرء غير مبال، بل إنه يستوقف وعي كل مواطن جزائري غيور على استقلال بلاده ويقدر حق التقدير ضريبة التضحيات الباهظة التي بذلت في سبيل استعادة هذا الاستقلال"، مذكرا بأن الجزائر قد دفعت بالأمس القريب ولنفس هذه الغاية ثمنا باهظا بعد أن عاشت مرحلة من أدق مراحل تاريخها، واستطاعت أن تتخلص منها بأعجوبة بفضل الله وبفضل كل القوى الحية للأمة التي تجندت إلى جانبها بكل شجاعة وكرامة مثالية..." وتحدث زروال عن الاستحقاق الرئاسي المقبل، وقال بان الرئاسيات يجب "أن تندرج في إطار تصميم وطني كبير وان تكون بمثابة الفرصة التاريخية للعمل على توفير الشروط الملائمة لإجماع وطني حول رؤية متقاسمة بشان مستقبل الجزائر"، وتحدث عن "المرحلة الجدية الأولى لتحقيق قفزة نحو تجديد جزائري"، وقال بأنه "حان الوقت لتمكين الجزائر من التوفر على الجمهورية التي يحق لها أن تشترطها على شعبها". ويرى رئيس الجمهورية السابق، بان الانتخابات الرئاسية ومهما كانت النتائج التي ستتمخض عن اقتراع 17 افريل، تشكل في نظره "الفرصة الأخيرة التي ينبغي اغتنامها لوضع الجزائر على درب التحول الحقيقي"، موضحا بان كل المؤشرات تدعو إلى الشروع "بصفة عاجلة وفي كنف الهدوء وبصفة سلمية" في الأشغال الكبرى لهذا المسعى الذي وصفه زروال ب"المنقذ" مؤكدا على ضرورة إشراك كل الجزائريين في انجازه. كما أكد زروال بان هذا الهدف "لا يتحقق بإرادة رجل واحد مهما كان ملهما ولا بإرادة قوة حزب سياسي وحيد مهما كان مستوى الأغلبية التي يمثلها". واعتبر زروال في رسالته المطولة أن "تعديل الدستور سنة 2008، لا سيما تعديل المادة 74 منه المتعلقة بتحديد العهدات الرئاسية، قد أدت إلى تعكير النقلة النوعية التي كان يقتضيها التداول على السلطة، ودعا الجزائريين إلى الوحدة وتجنب الفرقة والفتنة عشية الرئاسيات كما حذر من الاستخفاف بالوضع الراهن والاعتقاد بان الوفرة المالية يمكن لوحدها أن تتغلب على أزمة ثقة هيكلية.