الأسرة الثورية على استعداد لقلب صفحة الماضي مع فرنسا إذا اعتذرت أعرب سعيد عبادو أمين عام منظمة المجاهدين عن استعداد الأسرة الثورية في الجزائر فتح صفحة جديدة مع فرنسا ونسيان أحقاد الماضي إذا اعتذرت فرنسا عن جرائم الاستعمار وقبلت بتعويض الضحايا وكشف عن مصير المفقودين ومواقع الألغام. وأوضح في خطاب له في افتتاح دورة المجلس الوطني للتنظيم بفندق الرياض بالعاصمة وفي لقاء صحفي على هامش الاجتماع ان الأسرة الثورية والوطنية في الجزائر على استعداد للمضي إلى الأمام مع فرنسا، شرط اعتذارها عما ارتكبته من جرائم في حق الجزائريين خلال الحقبة الاستعمارية .وقال ردا على الخطاب الرسمي الفرنسي الداعي للمضي إلى المستقبل وترك مسائل التاريخ للمؤرخين نحن مستعدون لتصفية العلاقات بين البلدين والمضي إلى المستقبل ونسيان أحقاد الماضي، مضيفا لسنا حاقدين على الفرنسيين هم من يحقدوا علينا.واستدرك قائلا نريد المضي إلى المستقبل ولكن ليس على حساب الذاكرة مبديا استغرابه لقيام الفرنسيين باستفزاز الجزائر عبر إعادة الاعتبار للخونة ويطالبوننا في آن واحد بقلب الصفحة.وتساءل كيف لهم أن يحصلوا على تعويضات من ألمانيا ويرفضون ذلك لنا.وبرأيه فان مطلب تجريم الاستعمار و الحصول على تعويضات ليس شيئا جديدا فهناك الحالة الليبية حيث حصلت طرابلس على تعويضات من إيطاليا و سلمتها أرشيفا مهما.وأشار عبادو إلى أن مقترح تجريم الاستعمار الذي تقدم به النواب بدعم من المنظمة لم يكن إلا ردا على استفزاز الفرنسيين في إشارة إلى قانون تمجيد الاستعمار الصدر في فيفري 2005.و رافع عبادو عن مقترح تجريم الاستعمار الذي تقدم النواب ودعاهم لمواصلة النضال لتمريره رافضا الانخراط في جدال أو اتخاذ موقف قاسي في حق عبد العزيز زياري رئيس المجلس الشعبي الوطني الذي أعلن قبل حوالي شهر تجميد المشروع ،وقال"أنا لا اعلق على ما قاله الرجل الثالث في الدولة ثم انه لم يقل ان القانون لم يمر بل صرح انه لم يبرمج في الدورة الحالية للبرلمان والتي تليها.و تعهد عبادو بعدم التنازل عن مطلب الاعتذار وتجريم الاستعمار والتعويض وقال أنه مبدأ ثابت لن نتراجع عنه مهما كانت الظروف.وقلل عبادو من أهمية مواقف منتقدي مطلب تجريم الاستعمار وقال"هناك ناس لسنا مضطرين للتعقيب عليهم هم لا يحتاجون إلى جواب ..أنا أرد على الفرنسيين الذين حاربناهم وقهرناهم وأخرجناهم من بلادنا.و لما سئل عبادو عن مرامي الرافضين في الجزائر للمطلب قال انتم تعرفونها.لكنه استدرك قائلا نحن في بلد ديمقراطي ولا نرى مانعا في صدور أقوال من اليسار واليمين.واشتكى عبادو من جانب آخر من عدم تجاوب فرنسا مع مطلب تحديد أماكن تواجد رفاة عدد هام من الشهداء والمفقودين ومنها رفاة الشهيدين العربي بن مهيدي ومحمد بوقرة قائد الولاية التاريخية الرابعة.وأضاف لقد بذلنا مساعي تجاه الفرنسيين لكنهم لم يتجاوبوا فهم يعتبرونها دليل إدانة عليهم.واعترف الوزير السابق للمجاهدين بتقصير الجزائر في الاهتمام بقضية المفقودين في رده على سؤال بخصوص ظهور أصوات تشكك في عدد الشهداء والمجاهدين وقال أن هناك عددا كبيرا من المفقودين يجهل مصيرهم وخصوصا ان كثيرين من الجزائريين لم يكونوا مسجلين في دفاتر الحالة المدنية. المؤتمر المقبل في نوفمبر و أعلن بمناسبة دورة المجلس الوطني عن وقوع المزيد من الوفيات في صفوف أعضاء المجلس الوطني وتم إحصاء حوالي عشرين وفاة منها لأحد الأعضاء الذي توفي يوم الثلاثاء وقد تجهيز بطاقة المشاركة له لكنه لم يحضر لاستلامها.و غاب عدد مهم أيضا لأسباب مرضية حسبما علم من المنظمين.وينظر المجلس الوطني الذي تختتم أشغاله اليوم صباحا أساسا في قضايا نظامية منها التحضير للمؤتمر المقبل للمنظمة المتوقع عقده في نوفمبر من العام القادم.