الأخصائي النفساني لخضر عمران يقترح العلاج الافتراضي لمرضى الخوف بدأ الدكتور لخضر عمران الأخصائي في الأمراض النفسية و أستاذ محاضر بجامعة بجاية، في تجسيد مشروعه الخاص بعلاج الخوف المرضي باستغلال العالم الافتراضي، مؤكدا بأنه بدأ الاتصال بالمختصين في الإعلام الآلي و تقنيي الصورة الثلاثية الأبعاد لأجل مساعدة المرضى المصابين بالرهاب بمختلف أنواعه على تجاوز حالات الخوف غير المبرّرة لديهم. الدكتور عمران أوضح في حديث للنصر، بأن تزايد حالات الفوبيا عند مختلف الفئات دفعه لإجراء دراسة معمقة حول الموضوع، و بشكل خاص الحالات التي يتم ربطها بما أطلق عليه بال"تفسيرات المعلّبة " لما يطبعها من ميل إلى الغيبيات و ربطها بعالم الجن. الدكتور الباحث ،و هو أخصائي نفسي سابق بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الأمراض العقلية بالعثمانية ،ذكر بأنه تابع عدة حالات يعاني أصحابها من مختلف أنواع الرهاب من الترّدد على الأماكن التي تذكرهم بالموت ، مشيرا إلى الصعوبات التي واجهها في التكفل بهؤلاء المرضى لحساسية الموضوع في مجتمع لا زالت تتحكم الخرافات و التفسيرات اللاعلمية في شريحة كبيرة منه، مسترسلا بأن هؤلاء المرضى الذين تراوحت أعمارهم بين 19و 35سنة بالإضافة إلى حالة جديدة تجاوز صاحبها 55سنة، يعانون جميعا من حالة تأنيب الضمير، مما جعلهم يتكتمون عن الأمر و يلجأون إلى علم النفس بعد أن باءت كل المحاولات الأخرى بالفشل كالعلاج بالرقية الشرعية أو التعويذات أو الطب البديل. محدثنا قال بأن الحالات المتكفل بها نفسيا تتمتع بمستوى دراسي و ثقافي لا بأس به، و حاول بعضها تحدي خوفهم لكنهم لم يستطيعوا مواصلة التحدي. أرجع الأخصائي أسباب مثل هذا الخوف الذي قال أنه قلما يتحدث عنه المختصون إلى عدة عوامل تتقارب من حيث الخوف المشترك من الموت و كل ما يذكرهم به. و استبعد محدثنا أن تكون الأماكن المغلقة وراء حالة الرهاب المسجلة لدى هذه الفئة، لأنه جرّب معهم عدة اختبارات علاجية، موضحا بأنه بدأ في إحصاء الحالات المذكورة باستعمال وسائل قياس الاضطرابات التي يحاول تكييفها مع البيئة الجزائرية باعتبار كل وسائل القياس المعمول بها أجنبية مثلما قال. كما خصص جزءا من بحثه لدراسة رهاب الأماكن المرتفعة، معتمدا على عيّنة كبيرة من الحالات المسجلة بولاية قسنطينة المعروفة بجسورها المعلّقة. عن طريقة العلاج المتبعة، قال الأخصائي عمران بأنه اقترح العلاج الافتراضي الذي يجري التحضير له على أرض الواقع من خلال تهيئة قاعة خاصة بصور و أفلام ثلاثية الأبعاد لمساعدة المريض على تجاوز خوفه و لو بشكل نسبي و تمكينه من التخلّص من الحواجز التي تعيق حياته و تمنعه من العيش بطريقة طبيعية، حيث تتم معالجة الفوبيا بالتدريب على مواجهة الخطر بطريقة وصفها بالفعالة و لا تستغرق وقتا طويلا و تكاليف باهظة مثل طرق العلاج الكلاسيكية.