أمن عنابة يطيح بقاتل عجوز في الثمانين ذبحا للاستحواذ على مجوهراتها * الضحية كانت تعتبر الجاني مقربا منها ودعته لارتشاف فنجان قهوة تمكنت الفرقة الجنائية بأمن ولاية عنابة بعد 5 أشهر من التحقيق والتحريات من توقيف مرتكب جريمة القتل التي راحت ضحيتها عجوز تبلغ من العمر 80 سنة داخل منزلها ذبحا، بحي " لي سونتون " المحاذي لمقر ولاية عنابة، حيث تم تقديم الجاني، أول أمس، أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة الابتدائية، و صدر في حقه أمر إيداع الحبس المؤقت، عن تهمة جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد بغرض السرقة، رفقة الشخص الذي اشترى مجوهرات العجوز المسروقة . تفاصيل جريمة القتل البشعة حسب ما صرح به رئيس المصلحة الولائية الشرطة القضائية العميد محمد يزيد بوبكري خلال تنشيطه ندوة صحفية أمس، تعود لتاريخ 17 نوفمبر 2013 ، بعد تلقي نداء من قاعة الإرسال في حدود الساعة الخامسة مساء، يفيد العثور على عجوز مذبوحة تسبح في بركة من الدماء بالطابق السادس عمارة 2 المحاذية لمقر ولاية عنابة، وتزامن ذلك مع الزيارة التفقدية لوزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز، إلى ولاية عنابة، لتنتقل الفرقة الجنائية إلى مسرح الجريمة مباشرة بحضور وكيل الجمهورية والطبيب الشرعي. الجاني (ب. توفيق) البالغ من العمر 49 سنة بطال مختص في إصلاح وتركيب الهوائيات المقعرة، توجه في حدود الساعة الواحدة زوالا من يوم الواقعة، بعد فترة من التخطيط والترصد، لبيت الضحية مباشرة بعد خروج حفيدها المقيم معها رفقة ابنتها، للذهاب للدراسة بثانوية القديس أوغستين، وطرق الباب ففتحت له العجوز التي كانت حسب ذات المتحدث لا تسمح بدخول أي أحد لبيتها إلا للجاني التي كانت تعتبره ابنها وتقدم له دائما يد المساعدة باعتباره أحد جيرانها، وقالت له " تفضل ابني توفيق إلى المطبخ لشرب القهوة" وراحت تسأل عن عائلته وأولاده، وطلب منها أن تقرضه مبلغا من المال، إلا أنها اعتذرت له كونها لا تملك المبلغ الذي طلبه منها. وبعد لحظات حمل " قراص" المستخدم في تحضير العجينة، وضربها على الرأس وأقدم على تمرير سكين على عنقها لذبحها، فحاولت منعه بشدة، ما سبب له خدوشا على مستوى اليد اليسرى وآثار الخنجر في اليد اليمنى، وهي الأدلة الأولية التي سمحت لعناصر الشرطة بتعزيز شكوكها في الجاني. ويضيف العميد محمد يزيد بوبكري بأن نتائج تشريح جثة الضحية من قبل الطبيب الشرعي بينت بالإضافة إلى عملية الذبح تعرضها ل 42 طعنة خنجر، ولكمات على مستوى الوجه، كما كشف تقرير الطب الشرعي بأن الخدوش التي تعرض لها الجاني في نفس الفترة التي وقعت فيها الجريمة، وهو تأكيد آخر عن علاقته بالجريمة، إلى جانب محاولته الانتحار بشرب مادة الجافيل بعد يومين من الواقعة، حيث قامت مصالح الشرطة باستدعاء الجاني بالإضافة إلى 20 شخصا مقربين من الضحية لاستجوابهم دون أن يتم التوصل إلى أدلة تدينه، حيث استدعي عدة مرات للتحقيق، وهو غير موقوف، وكان ينكر في كل مرة التهم الموجهة إليه، ليتم وضعه تحت أعين المراقبة الأمنية والتصنت على المكالمات الهاتفية التي يجريها، إلى غاية صدور تقرير معهد الأدلة الجنائية بالجزائر العاصمة بداية الأسبوع الفارط، بعد 5 أشهر من التحقيق، والذي كشف نتائج تحليل الحمض النووي لقطرات الدم التي رفعت من مسرح الجريمة، والمتطابقة مع دم المشتبه به الرئيسي. لتقوم مصالح الأمن باستدعاء الجاني إلى مقر الأمن الولائي بمجرد التأكد بالأدلة الدامغة بأنه الفاعل الذي قتل العجوز، دون تحسيسه باكتشاف أمره عن طريق طلب منه الحضور لاسترجاع وثائق ابن أخيه. ولدى حضوره واجهه المحققون بالأدلة التي توصلوا إليها، إلا أنه أنكر دون أن يبدي أي شعور بالارتباك، ولدى قول أحد المحققين له " هذه فرصتك للتوبة إلى الله" فراح يبكي وينهار كليا حسب ما كشفه رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية، ويروي تفاصيل ارتكابه الجريمة الشنعاء التي هزت الرأي العام المحلي بولاية عنابة.